رئيس التحرير
عصام كامل

افرح بالمسيح الحي

امبارح مقدرتش أشوف مشهد خروج النور من القبر المقدس مباشر بسبب أني كنت في شغلي، ولما روحت وشوفته فرحت بالمنظر زي ما بفرح بيه كل مرة كأني أول مرة أشوفه من أيام طفولتي، ونزلت صورة لكنيسة القيامة من فلسطين الحبيبة وهي منورة بنور سبت الفرح العظيم.

 

ولحد هنا الموضوع يبان عادي، شخص مسيحي بيحتفل بمعتقد يخصه ويخص دينه في مساحته الشخصية اللي هي الأكونت بتاعه على الفيس بوك، لا آذى حد ولا اعتدى على خصوصية حد، ولا اعترض او اتعرض لمعتقد حد تاني، الموضوع كله في مساحته هو الشخصية.

 

لكن اللي مش عادي، هو كم الأفكار اللي حاول البعض يفرضها ويتعدى على مساحتي أنا أو مساحة أصدقائي سواء في تعليقاتهم ليا، أو حتى أنهم يدخلوا لحساباتهم الشخصية يكملوا اللي بيعملوه واللي أقل ما يقال عنه "سخافة".

 

ولكنها سخافة بتحاول تاخد نوع من الطابع اللي منقدرش نقول عليه ديني لأن كل الأديان بريئة من التصرفات الصبيانية دي، ولكن نقدر نقول بيحاولوا يلاقوا لها حاجة تبرر سخافتهم.

 

حتى لما نزلت صور لقداس عيد القيامة ونيافة الحبر الجليل أبينا الأسقف المكرم الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وهو بيصلي مع أهل قرية الفواخر في المنيا بعد الأحداث الآخيرة هناك، لقيت كومنتات برضه بتحمل من أنواع التهكم والسخرية وفيه اللي بيقول أن الأنبا مكاريوس قاصد يستفز الناس هناك وبلاها كنايس!

 

والحقيقة أن الإنسان اللي فاكر أن معتقد غيره بيضره لو شاف غيره بيعتقد بيه، يبقى انسان ضعيف وهش، ومحتاج يراجع نفسه في الأساس قبل ما يفكر يشوف معتقد غيره ويفكر فيه أو يناقش غيره فيه.

 

لأن المعتقد هو في الأساس علاقتك أنت الشخصية مع ربنا، واللي هتتحاسب عليها بينك وبينه، مش هيحاسبك على معتقد غيرك وأن غيرك كان بيعتقد ايه وأنت بتعتقد ايه؟، لا كل واحد زي ما بنقولها كده بالبلدي بيحاسب على مشاريبه هو.

 

متشغلش بالك يا عزيزي بدين غيرك، ولا بحياة غيرك في المطلق، ركز مع نفسك علشان ده الأهم واللي يستاهل أنك تركز فيه لأن ده اللي هيفيدك فعلًا في حياتك وهيعمل فرق مش أي حاجة تانية. وصدقني كلامك لو كان بطريقة فجة أو صعبة هيعمل فرق فعلًا، لكن الفرق هنا أو يفرق بينك وبين الناس، يعني يبعد الناس عنك، ويبعدك أنت عن الناس، وده يستحيل يكون اللي ربنا عايزه أو حابه ليك.

 

 

فسواء اتفقنا أو اختلفنا على صلب المسيح وموته، فاحنا متفقين أنه المسيح الحي وأنه اللي هيجي في آخر الزمان، وقبل ما ننشغل بأمور معقدة، إفرح بحياتك، وسيب غيرك يفرح برضه بحياته.     المسيح قام.. حقًا قام.
Facebook: @pwagih

الجريدة الرسمية