رئيس التحرير
عصام كامل

سنة سعيدة!

اعتدنا أن نتمنى لأنفسنا وأحبائنا وأصدقائنا مع مطلع كل سنة جديدة أن تكون سنة سعيدة.. ولكن هل نقدر أن نتمنى أن تكون سنة 2024 التى تتأهب للقدوم إلينا سنة سعيدة وآلة القتل والتدمير للفلسطينيين في غزة دائرة لا تتوقف، ويخطط الإسرائيليون لتستمر دائرة طوال السنة المقبلة بل وحتى السنة التى سوف تليها وهى سنة 2025.

 
إن الإسرائيليين يريدون أن تكون سنة 2024 سنة دموية للأشقاء في غزة، وبالتالى ستكون هذه السنة لهم سنة معاناة شديدة.. سنة فقد للأبناء والأشقاء والآباء والأمهات والأهل والأقارب والمعارف والجيران.. لقد تجاوز رقم الشهداء في غضون أقل قليلا من ثلاثة أشهر أكثر من 21 ألف شهيد غير الذين لم يتم انتشال جثثهم من تحت الركام.. 

 

وهذا الرقم سوف يتضاعف عدة مرات في السنة المقبلة إذا استمر العدوان الوحشى كما يخطط الإسرائيليون.. كما أن التدمير أصاب نحو ثلثى مبانى ومنشآت القطاع وبنيته الأساسية، وهذا التدمير سوف يتسع إذا استمر العدوان الوحشى حتى ولو صار أقل حدة كما يبشرنا الأمريكان.. 

 

والفلسطينيون في غزة الذين نجوا من القتل والإصابة صاروا مشردين محرومين من مقومات الحياة، من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود نتيجة الحصار القاتل المحكم عليهم، وسوف يتضاعف أعداد المشردين في غزة إذا استمر هذا العدوان الوحشى.. فكيف تكون السنة المقبلة سعيدة لهم؟!

 


وحتى لو نجحت الجهود التى تستهدف وقف هذا العدوان الوحشى، فإن ذلك لا يعنى انتهاء المعاناة القاسية للأشقاء في غزة، لأن تضميد جراحهم وترميم حياتهم سوف يحتاج لوقت ليس بالقصير.. لذلك ربما أفضل ما يمكن أن نتمناه لهم أن تكون السنة الجديدة لهم سنة صبر وصمود. 

الجريدة الرسمية