رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة الايمان.. بابا حنين (17)

التجارب في حياتنا كمؤمنين ربما تمثل رحلة متقلبة، شبيهة بموجات البحر وتقلبات الطقس، حيث يختبر الإنسان الصبر والقوة، ولا يمكن أن نغفل عن حقيقة أن الله يمنح مؤمنيه القوة في تلك التجارب ولا يدعهم يستسلمون لضعفهم، كما قال الكتاب المقدس في سفر اشعياء “وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ”.


ففي تجاربنا نجد أنفسنا تارة على قمم الجبال عندما نجد بعض الحلول التي تمهد خروجنا منها، وأحيانًا في أعماق الأودية عندما نعثر مجددًا. تارة نشعر وكأننا مثل من يسير في سعادة تحت أشعة الشمس، وتارة أخرى كالمرتجف الذي لا يعرف كيف تواجه العواصف. 

 

وهذه المشاهد رغم قسوتها وصعوبتها وما تسببه من اضطرابات في القلب أحيانًا، إلا أنها هامة لحياتنا لنختبر قوة الإيمان ولنصل لمرحلة الإيمان الحقيقي بالله في حياتنا.

 

فالطريق نحو الإيمان الحقيقي ليس ممهدًا وسلسًا وليس في ليلة وضحاها يمكن أن نصل لمرحلة الإيمان الصادق، الذي وصل إليه أباءنا القديسين والشهداء على مر العصور المختلفة، بل يحمل تحدياته وصعوباته، لكنها تُشكِّل جزءًا أساسيًا من رحلتنا. إن الله يرى ضرورة تلك التجارب والصعاب؛ ليجعلنا أقوى وأكثر جاهزية لما هو قادم.

 

 

على الرغم من عدم وضوح الرؤية الآن، إلا أن التجارب تُعدُّ من ضروريات النضوج والتطور الروحي. يتعين علينا الصبر والاحتساب، فسندرك في النهاية أن كل تلك التحديات كانت جزءًا لا يتجزأ من مسيرتنا الروحية.. نحن هنا في هذه الحياة لنتعلم وننمو، لنكتسب التجارب والحكمة، فتلك هي رحلة الإيمان التي يمر بها الجميع.
Instagram: @pwagiih

الجريدة الرسمية