رئيس التحرير
عصام كامل

قصواء الخلالي في حماية شعبنا!

واحدة من ألطف المواد التي يدرسها طلبة العلوم السياسية تحمل عنوان الدبلوماسية، تؤهل الطلبة للمستقبل وكيف يعرفون قواعد الإتيكيت، وقواعد وإجراءات المراسم وكيفية التعامل الشيك الذي يلتزم بقواعد الذوق العام عند المواقف المحرجة، التي دائما يتعرض لها الدبلوماسيون وبخاصة عند تصديهم للإجابة عن أسئلة الصحفيين ووسائل الإعلام!


تعلمنا -من المادة المذكورة- كيف لا نقول ولا يقول الساسة عند فشل أي مفاوضات أنها فشلت.. إنما الأفضل القول إنها ستستأنف في وقت لاحق! وكيف لا يتم التركيز في التصريحات على نقاط الاتفاق وتجاهل غيرها وكيف يمكن التهرب من السئلة المحرجة ودون أن يشعر أحد!


كل ما سبق في مادة بسيطة عن مبادئ أولية عن الدبلوماسية وفنونها.. فما بالكم بعد اختيار الدبلوماسيين لتمثيل بلدانهم وحصولهم على دورات تدريبية مكثفة للحصول على كامل فنون وقواعد وعلم وأصول الدبلوماسية!


نتذكر ذلك كله ونحن نتابع الحرب التي تتعرض لها الإعلامية المحترمة قصواء الخلالي برفع البث المباشر لبرنامجها في المساء مع قصواء على قناة cbc مع التحذير بالعقاب وإجراءات أخرى، ثم الاستيلاء على صفحتها وحذف بيان لها يشرح القصة وما جرى فيها!

حكاية المتحدث باسم الخارجية الأمريكية


فما القصة؟! وما جري فيها؟! هي باختصار: متحدث باسم الخارجية الأمريكية يدعى سامويل ويربرج (أيوه اسم جنابه بالسين) يجيد العربية ومكلف بالتعبير عن السياسة الأمريكية والحديث نيابة عنها، وشرحها وتقديمها لمواطني الشرق الأوسط والدول العربية.. استضافته قصواء قبل أسابيع.. 

نظرا للعدوان الإجرامي على غزة وعدم موافقة قصواء الخلالي على ما يقول ضيفها انتهى الحوار بتوتر تسبب فيه المدعو سامويل الذي يتعمد محاولة فرض رأيه على حواراته!

 
ومع ذلك.. أرادت قصواء الخلالي منحه الفرصة بعد أسابيع من موقفه الأول وبعد التوصل إلى هدنة أوقفت نزيف الدم، وبلغنا نقطة مختلفة وقد قررت عدم الضغط عليه بأي أسئلة صعبة أو محرجة لكنها فوجئت به يتحدث في جملة نيابة عن مصر! 

ويتعمد تكرار وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهابية والتهوين من معاناة شعبنا الفلسطيني إلى حدود تقترب من السخرية، ثم تجاهل الرد على أسئلة عادية ووصفه لها بأنها خطاب إنشائي وليس حوارا تلفزيونيا! 

قصواء الخلالي وجدت نفسها في حال الدفاع عن مصر التي يتحدث دبلوماسي لدولة أخرى نيابة عنها، وكذلك الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي لا يوجد في المداخلة من يدافع عنه، وأخيرا وجدت نفسها في حال الدفاع عن نفسها والمهنة كلها، فالحوار مسجل وموجود وهي تسأل ضيفها ويتهرب ثم يصف أسئلتها بـ"الإنشاء"! 

فردت على كل ذلك وبكل هدوء ممكن وبكل أدب ممكن وبكل تحضر ممكن.. ومع ذلك ينهي المكالمة في هروب غير دبلوماسي علي الإطلاق!
 

انتهت القصة أو هكذا اعتقد الجميع.. لكن في اليوم التالي يتم وقف البث المباشر للبرنامج على "ميتا" وتحذف  الحلقة من فيسبوك وبعد شرح ذلك في بيان تفصيلي يفاجأ الجميع بالسطو على الصفحة وحذف البيان مع التهديد والوعيد!


هذه هي الديمقراطية.. وتلك هي الدبلوماسية ولكن تبقى الإعلامية قصواء الخلالي في حماية الشعب الذي عبرت عنه، وفي حماية الوطن الذي يعيش بكبرياء على كوكب الأرض، ولا يعرف سوى الكرامة الوطنية!

الجريدة الرسمية