رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا نموت بهذه السهولة؟!

من تجربتي الشخصية ومنذ أن تركت مصر سنة 1970 أي منذ 53 سنة، وأنا أترك منزلي بعد الساعة الخامسة والنصف صباحا بقليل، وأقود سيارتي في طريقي إلى المستشفى حيث مقر عملي في لندن، هذا يحدث كل يوم لمدة ستة أيام في الأسبوع.


وأنا في الطريق أقابل إما هبوط شبورة كاملة أي لا أرى أمامي إلا بصعوبة بالغة، ولذا تجد سيارات رجال المرور تسير أمامنا، وترسل لنا علامات لتهدئة السرعة، كما توجد علامات تحذير بطول الطريق، أو في بعض الأحيان نجد الطريق مقفول تماما حيث يقوم رجال المرور بتحويل المسار إلى طرق أخرى أكثر أمانا.


وفي أحوال أخرى يسقط الجليد ويغطي كل الطرق، فنجد ظهور كاسحات الجليد تعمل طوال الليل في سبيل تقليل طبقات الجليد على الطرق، كما تظهر عربات نقل كبيرة خاصة تحمل كميات كبيرة من الملح تنثره على الطرق لإذابة الجليد أو التقليل من تراكمه، حتى تسهل الدولة علينا القيادة وتقلل من الحوادث الخطرة التي ينتج عنها إصابات شديدة أو وفيات.


‏هذا ما يحدث على طرق العالم الغربي، وعلى العكس تماما نجد القصة مختلفة هنا في مصر، حيث إن الاحصائيات تقول: أسفلت مصر يقتل 1000 شخص كل شهر تقريبا، أي أن الوفيات التي تحدث على الطرق المصرية بواقع 12 ألف شخص كل سنة، وهذا يعد من أعلى إحصائيات الوفيات في حوادث الطرق في العالم.

 


وعلى سبيل المثال في صباح أول أمس وفي حوالي الساعة السابعة والنصف هبطت شبورة على طريق مصر الأسكندرية الصحراوي، وعلى الفور حدث تصادم مروع بين أكثر من 25 سيارة وميكروباص وأوتوبيس،  أصيب فيها 66 مواطن، والوفيات بلغت 34، بينهم 32 جثة متفحمة تماما!.
هذا حادث من جراء حتة شبورة، والسؤال الملح والهام الآن: لماذا أسفلت دول العالم الخارجي أحن علي شعوبهم من أسفلت مصر علي المصريين؟!

الجريدة الرسمية