رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان الأقصى.. وقائع ما جرى وسيناريوهات المستقبل!

ما يجري بالأرض المحتلة منذ صباح اليوم السبت من الصعب أن يكون قرارا انفعاليا غاضبا نتيجة اقتحام للمسجد الأقصي أو الاعتداء علي المصلين فيه.. مثل هذه العملية لا يقل الاستعداد لها عن عام.. خاصة وأن غزة بالكامل تحت المراقبة الدائمة لكافة أجهزة الأمن الإسرائيلية.. 

 

وهي تراقب ليس دخول السلاح فقط بل الحديد الخام أو مخلفاته التي يتم صهرها وتحويلها إلي صواريخ أو طائرات مسيرة  في ورش بدائية، بما يستلزم وقتا طويلا لتجهيز مخزون من القذائف يكفي لأسابيع علي الأقل، وفضلا عن ذلك هناك التدريب وقد شمل طائرات شراعية لا نعرف أين ومتي تدربت الفرق الفلسطينية عليها.. 

 

وهناك المعلومات وهي أساسية وتعني الحفاظ علي سرية معلوماتك وتأمينها وكذلك الحصول علي معلومات من العدو.. وعندما يقوم عدد كبير من الفلسطينيين بهذه العملية فهذا يعني أيضا القدرة الفائقة علي تأمين العملية والحفاظ علي سريتها وتراجع قدرات العدو علي اختراق الدوائر العليا أو علي الاغقل العسكرية منها! وليس مستبعدا كذلك تجنيد جنود وضباط إسرائيليين! 


اليوم جري ما يتابعه العالم منذ الصباح وفيه -ومعه- تأكد سقوط كل نظريات الأمن الإسرائيلية وبدت هشاشة دوائره الأمنية والعسكرية والتي ثبت إمكانية اختراقها وبأدوات بدائية، وإن كانت ذكية بلغت حد احتلال مبان ومعابر ومستوطنات والعودة بأسرى!

مفاوضات ومواجهات


رد الفعل علينا توقع أسوأه علي الإطلاق.. علين  توقع حتي ألف أو ألفي شهيد وعشرات الألوف من الجرحي وتدمير البنية التحتية الفلسطينية بالكامل.. لكن رغم كل ذلك لن يستسلم أحد ولن يعود الأسري الإسرائيليون بالتحرير المباشر..

 

ولذلك ستأتي اللحظة للتفاوض.. فهل ستكون من أجل الأسري فقط؟ هنا يبدو السيناريو الأول وهو: الاقتناع أخيرا بضرورة التفاوض وهو ما يعني بدء تنفيذ شروط من أطراف عربية اشترطتها أولا للتطبيع مع إسرائيل!


أم سنذهب إلي المخطط القديم والثابت للدولة اليهودية النقية من العرب وهو ما يعني ترحيل عرب 1948 إلي خارج إسرائيل وهو ما يحتاج لذريعة قوية لترحيل من يحملون كرها الجنسية الإسرائيلية لكنهم لم يرتكبوا شيئا أو ضم أجزاء من أرض الضفة وإعلانها أرضا إسرائيلية رسميا!

 
أم مفاوضات طويلة حول الأسري ولو صحت الأنباء عن عددهم سيكون الجانب الإسرائيلي هو الأضعف خاصة إذا استخدمها الفلسطينيون جيدا من خلال بث رسائل مصورة للأسري إلي ذويهم يستعطفونهم لإطلاق سراحهم!

 العدد الإجمالى للأسري يكفي لتحقيق الإفراج عن كل السجناء الفلسطينيين وكذلك جثث الشهداء المرتهنة في مستشفيات العدو! وتبقي المواجهة محتملة دائما مع هذا السيناريو الأخير! 

 


كل الجهود الدبلوماسية لن توقف إسرائيل التي يستحق رئيس وزرائها الرحيل بعد فضيحة اليوم ويحتاج إلي مزيد من الضحايا لإقناع الداخل بالانتقام لما جري وإلهائهم عن الحديث عن الخيبة نظرا لاستمرار القتال! 
الأيام وحدها تحمل الإجابة !

الجريدة الرسمية