رئيس التحرير
عصام كامل

حرب غزة وانتخاباتنا!

تداعيات عديدة ومتنوعة ومفتوحة للهجوم المفاجئ والمباغت الذى انطلق برا وجوًا وبحرا من غزة ضد إسرائيل واقتحم خلاله مقاتلو حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى مستوطنات إسرائيلية وأسروا وقتلوا عشرات من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وأصابوا المئات منهم طبقا للتقديرات الاسرائيلية ذاتها.. 

 

ومن بين هذه التداعيات تضرر عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية التى تتبناها الولايات المتحدة ويراهن عليها انتخابيا بايدن، وتعطل الممر الجديد الذى تم الاتفاق عليه ولإسرائيل محطة فيه بات مشكوكا أن تكون آمنة، وزيادة الدور الإيرانى في المنطقة خاصة في ضوء احتمال اتساع الصراع المسلح ليشمل الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وبالتالى زيادة ما فى حوزتها من أوراق تلاعب بها أمريكا، وتوجيه الإدارة الأمريكية اهتماما جديدا بمنطقة الشرق الأوسط خصما من اهتمامها بالحرب الأوكرانية وهو ما سيفيد روسيا بالطبع.

أهمية الدور المصري  


وأستطيع القول أنغ هذه التداعيات سوف تطالنا أيضا.. فأمريكا سوف تحتاج للدور المصرى لاحتواء الصراع المسلح المرشح للاتساع بعد أن اعتبر نتنياهو أن إسرائيل تتعرض لحرب وهدد الفلسطينيين في غزة برد موجع، وسوف تحتاج أيضا للدور المصرى لتحقيق تهدئة عندما تسنح الظروف بذلك والتطورات على الأرض.. 

 

وقد سبق أن خبرت أمريكا الدور المصرى في هذا  الصدد.. وهنا لن يكون مستساغا وهى في حالة احتياج للدور المصرى أن تستمر في تصعيد الضغوط التى تقوم بها منذ فترة على الإدارة المصرية مستغلة ظروف الانتخابات الرئاسية، والمتمثلة فى التهديد بحجب مزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والسكوت على تعنت صندوق النقد الدولى في مطالبه ومنها تخفيض كبير  للجنيه وربما تحريضه على هذا التعنت.. 

 

وقد شاهدنا من قبل كيف ابتلع الرئيس الأمريكى تهديداته للإدارة المصرية وهو مرشح وبادر بالاتصال بالرئيس المصرى يشكره على نجاح الجهود المصرية لتحقيق تهدئة في غزة، ثم زار شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر المناخ.

 


وهكذا ثمة احتمال وارد  لآغن تخف الضغوط الأمريكية على الإدارة المصرية خلال الفترة المقبلة، في الوقت الذى دارت فيه عجلة الانتخابات الرئاسية في البلاد وهو ما سوف ينعكس على أداء رجال أمريكا في مصر خلال العملية الانتخابية وسينعكس أيضا على أداء الإخوان في استغلال هذه الانتخابات في إحياء جماعتهم مجددا في البلاد.. 

وبذلك ليست الانتخابات المصرية بمنأى عن تداعيات الهجوم الفلسطيني الذى انطلق من غزة وكان بمثابة الصدمة المروعة للإسرائيليين.    

الجريدة الرسمية