رئيس التحرير
عصام كامل

هل تنهي الانتخابات التوتر السياسي؟!

منذ منتصف هذا العام ويسود البلاد حالة من التوتر السياسي كانت تتزايد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث تجمع عدد من الأحزاب السياسية لتعلن رفضها استمرار الرئيس السيسي في الحكم بعد انتهاء فترته الرئاسيةَ الحالية، ذلك أن البعض طالبه بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.. 

 

وكانت بوادر هذا التوتر قد ظهرت في العام الماضي مع  بداية اندلاع الأزمة الاقتصادية التى نعيشها حاليا، غير أن الحوار الوطني خفف من حدة هذا التوتر السياسى لنحو العام، وأخذ مفعوله يتقلص مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، ومع ازدياد حدة الأزمة الاقتصادية، في ظل سعي الحركة المدنية المعارضة البحث عن مرشح تلتف حوله في هذه الانتخابات، وسعى الإخوان لاستغلال هذا التوتر السياسى لإعادة إحياء جماعتهم.

 
ولان هذا التوتر السياسي ارتبط بالانتخابات الرئاسية كان مفهوما أن يتوقع البعض أن ينتهى بإجراء هذه الانتخابات، وربما كان ذلك وراء دعوة التبكير بالانتخابات الرئاسية لتقصير فترة التوتر السياسي.. 

 

لكن ما تشهده البلاد حاليا بعد أن دارت عجلة هذه الانتخابات يثير الشكوك في هذه التوقعات.. فهناك أهداف تكمن في ثنايا هذا التوتر، وتتمثل في إجراء تغيير سياسى داخل البلاد، وهذا ليس بالأمر الخفي ولكنه معلن ويجاهر به الإخوان والمعارضة المدنية أيضا.

 
لذلك من المشكوك فيه أن ينتهى التوتر السياسي في البلاد بانتهاء الانتخابات الرئاسية، والأغلب أنه سوف يستمر لبعض الوقت، خاصة وأن الانتخابات ستنتهي في ديسمبر، وبعده سيأتي يناير الذى تحل معه ذكرى ما حدث في يناير 2011، وهي ذكرى قابلة بالطبع للاستغلال من قبل البعض.

 


وإذا كانت الانتخابات قد دفعت الحكومة لبذل جهد خاص لتخفيض أسعار عدد من السلع الأساسية، فإن استمرار التوتر السياسي بعد إجراء الانتخابات فإنها ستجد نفسها ملزمة للحفاظ على هذا التخفيض لما بعد الانتخابات، والتحسب في اتخاذ أية تخفيض جديد للجنيه طبقا لطلب صندوق النقد الدولي. 

الجريدة الرسمية