رئيس التحرير
عصام كامل

ياما جاب الغراب لأمه

عندما يأتي شخص بشيء لا قيمة له من وجهة نظرنا، نقول في حالة سخرية وسخط جملة شهيرة ترددت على مر الأجيال وهي  ياما جاب الغراب لأمه، دون أن نعرف لما الغراب بالتحديد أو سر تلك الجملة والمثل الشعبي الشهير.
ولكن الحقيقة تعود حكاية ذلك المثل إلى دراسة غريبة آجريت على طائر الغراب حيث وجد الباحثون فيها أن الغراب ينجذب بشدة لكل شيء له بريق ولمعان في الشمس مهما كانت كينونته.


فبمجرد أن يرى الغراب شيئًا لامعًا في الشمس، يطير اتجاهه ويحاول أن يقتنيه ويضعه في مكان خاص لا يمكن لأي من الطيور الأخرى أو حتى البشر أيضًا الوصول له بسهولة، لأن لكل غراب مخزنًا يخزن فيه أشياءه اللامعة والبراقة التي جذبت عينه حتى ولو كانت عديمة الفائدة.


فعندما تتبع بعض الباحثون الكثير من الغربان وصلوا إلى مخازنهم السرية ووجدوا فيها العديد من الأشياء ولكنها في الغالب تكون عديمة الفائدة ومن هنا كانت قصة المثل الشهير ياما جاب الغراب لأمه.
 

 

أحيانًا ننخدع كالغراب في لمعان بعض الأشخاص أو بعض الأشياء ونبذل مجهودًا شاقًا للوصول إليهم أو في الحفاظ عليهم، ولكن نكتشف مع الوقت بأن كل طاقتنا ضاعت هباءً منثورًا وبلا فائدة، فليس كل ما يلمع ذهبًا أو يستحق المجهود، وربما ما يستحق المجهود فعلًا هو الحفاظ على طاقتنا ومشاعرنا التي لا يمكن أن نعوضها ثانية.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية