رئيس التحرير
عصام كامل

ماسبيرو.. أمجاد وأزمات!

لم يكن ماسبيرو مجرد مبنى، بل تاريخ عريق وتراث مصر الحديثة فى كافة المجالات.. مبنى الإذاعة والتليفزيون الذى أقيم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى أغسطس ١٩٥٩، والانتهاء فى ٢١ يوليو ١٩٦٠، وافتتح الإرسال فى الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو كان بمنزلة عيد لكل المصريين.. من ماسبيرو بدأت أولى خطوات المشاهدة الحية للبرامج المتميزة، وبدأت أعمال التطوير للقنوات لتصل إلى أنحاء مصر المحروسة..

وفى عام ١٩٩٨ أطلق القمر الصناعى المصرى الأول نايل سات ١٠١ من قاعدة كورد بجيانا الفرنسية فى أمريكا، وفى عام ٢٠٠٠ أطلق القمر الصناعى الثانى ١٠٢ الذى تم من خلاله توفير أحدث التقنيات فى مجال الإعلام والاتصالات لتكون فى خدمة الإعلام المصرى والعربى.. كان مقدمو البرامج نجوما لامعة فى مجال الإعلام يتميزون بالثقافة والشياكة واللغة السليمة واحترام الضيف والمشاهد، وهو ما جعل نجوم الفن تلتقط البعض منهم للنجومية التى يتمتعون بها.. 

 

الوصول إلى منصة ماسبيرو لم يكن سهلا، إنما يخضع لضوابط وقواعد واختبارات صعبة دون وساطة أو محسوبية.. تراث ماسبيرو أحد مناجم الذهب الذى لا يمكن تواجده فى مكان آخر ويجب الحفاظ عليه.. ماسبيرو كان فى قمة مجده قبل غزو الفضائيات وعك البرامج، ولكن الآن يعانى من أزمات الواحدة تلو الأخرى نتيجة تعدد الفضائيات الخاصة وتسريب الكفاءات للعمل بها.. 

 

 

ماسبيرو فى حاجة إلى الدعم والمساندة والتطوير الدائم وهذا هو دور حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام للحفاظ على تاريخ وتراث مصر الحديثة من خلال الرؤى والأفكار ووضع مخطط للتطوير من خلال توفير كافة وسائل الدعم والمساندة.. الألم يعتصر كل من شاء قدره أن يكون ضيفا على أحد برامج ماسبيرو بسبب الوضع المزرى للاستوديوهات والاستراحات، بينما الوضع مختلف تماما فى القنوات الخاصة.. لست صاحب مصلحة سوى أن أرى هذا الصرح التاريخى الذى يحتضن تراث مصر يستعيد مكانته مرة أخرى بعد أن أصابه مرض مزمن دون علاج أو دواء ليسترد حيويته ومكانته المرموقة.

الجريدة الرسمية