رئيس التحرير
عصام كامل

الروائى الأمريكى.. والممرضة الحسناء!

فى حياة الروائى الأمريكى الكبير أرنست همنجواي ثلاث حالات عشق رئيسية هى: المغامرة، والأدب، والممرضة الحسناء أجنس، وهذه العوامل الثلاثة مجتمعة ومتداخلة شكلت كلمة السر أو مفتاح الدخول إلى عالم الأديب همنجواي.. فلقد دفعه عشق المغامرة إلى الاشتراك فى مجموعة من الحروب وفى أدوار مختلفة بدأت بتطوعه عام ١٩١٧ فى الجبهة الإيطالية وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة، فعمل بالجبهة سائق عربة إسعاف ثم متطوعًا فى خدمات التأمين.. 

 

كما اشترك فى الحرب الأهلية الإسبانية.. وفى الحرب العالمية الثانية كان فى مقدمة الجنود الذين نزلوا على ساحل نورماندى عام ١٩٤٤.. ركب الفتى الأمريكى دراجته متنقلا بين خطوط النار الأمامية فى الجبهة الإيطالية يحمل إلى الجنود رسائل البريد وقطع الشوكولاتة مصحوبة بتعليقاته الظريفة وقفشاته المرحة فى زمن خيم فيه الموت على الجبهة بأكملها.. 

 

وكان الخطر ينتظر العبقرى هناك حيث انفجرت إحدى القنابل لينال جسد همنجواي أكثر من مائتى شظية، ولكن روح المغامرة تطغى على الجراح فيقرر الصمود مؤْثِرا إنقاذ الجرحى من الجنود على سلامته وظل يواصل عمله وسط صخب الرصاص وعذاب الجراح حتى استقرت فى ساقه رصاصة مدفع رشاش وعندما أفاق وجد نفسه وجها لوجه مع الممرضة الإنجليزية أجنس التى ظلت أسابيع تعتنى بذلك الجسد العليل وتمنح الفتى مزيدا من الأمل والحياة. 

 

 

وتنمو العلاقة بين المريض وممرضته ويتفق العاشقان على الزواج قبل أن يغادر مشفاه متوجهًا إلى بلاده ليرتب عش الزوجية هناك قبل قدوم (أجنس).. لكن (أجنس) لم تأتِ، فتجربة الحب لم تنضج فى داخلها كما نضجت فى داخل همنجواي.. إذ سرعان ما رحل فتاها من القلب إلى الذاكرة وبعثت رسالة له فى يوم زواجها تعلن فيها إسدال الستار على قصة الحب تلك التى تركت أعمق الجروح فى حياة هذا العبقرى وكانت الشعلة التى أضاءت طريق الإلهام لتأليف روايته الرائعة (وداعا أيها السلاح) معلنا عشقه الثالث للأدب الذى بلغ ذروته فى كتابه (الشيخ والبحر) مستحقًا به جائزة نوبل للآداب فى عام ١٩٥٤.

الجريدة الرسمية