رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوى يكتب: ماذا ينتظر الله سبحانه من عبده ويعجبه فيه

الشيخ متولى الشعراوى
الشيخ متولى الشعراوى

ينتظر الله تعالى دائما ان يكون الإنسان على الأرض عبدا شكورا على نعمه التى أنعم بها عليه بالتسبيح والتحميد والتكبير ويشرح الشيخ محمد متولى الشعراوى ماذا ينتظر الله سبحانه من عبده ويعجبه فيه فيقول: في الحديث القدسى عن على بن ربيعة قال: رأيت عليا أتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى عليها قال: الحمد لله سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وانا الى ربنا لمنقلبون، ثم حمد الله ثلاثا، وكبر ثلاثا، ثم قال: لا اله الا انت قد ظلمت نفسى فاغفر لى، ثم ضحك فقلت: ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ 


قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت ثم ضحك، فقلت: مم ضحكت يارسول الله ؟ قال: يعجب الله من عبده إذا قال رب اغفر لى، ويقول: على عبدى أنه لا يغفر الذنوب غيرى..أخرجه أبو داود في سنته وأحمد في مسنده.
ويقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النحل: ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون ) فهذه انعام نستخدمها للتنقل والزينة ولا نأكل لحومها فهى للركوب والمنفعة مع الزينة كما ايفخر أبناء عصرنا بالتزين بالسيارات الفارهة.

النعم الكثيرة 

وما زال العلم يطور وسائل المواصلات ورغم ذلك فهناك ما يزال يقتنى الخيل والحمير،ولو أن القرآن ذكر الخيل والبغال والحمير فقط من وسائل المواصلات ولم يقل " ويخلق مالا تعلمون " ثم ظهرت وسائل المواصلات الحديثة التي لم تكن معروفة عند نزول القرآن، لكن الله تعالى يعلم ما سيحدث في الكون.

الرحمن الرحيم 

من هنا كان عليك ان تشكر الله على نعمه وحين نذكر نعمة الله علينا نجيبه بقولنا ( سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) الزخرف.، والنبى علمنا هذا عندما نركب أية دابة تسير على الأرض او سفينة تسير في البحر..لكن اياك ان تتهيب أو تستحى بل ادخل على كل أمر باسم الله حتى لو كنت عاصيا لأن الحق سبحانه رحمن رحيم.


والتسبيح والتحميد  والتكبير عند الركوب هو امر وجهنا رسول الله له لنقوم لله سبحانه بحق الشكر والثناء عليه سبحانه فلا نكفر نعمته علينا ولا نجحد فضله ان سخر لنا هذه الانعام التي نعلمها والتي لا نعلمها التي يمن الله علينا بها بتقدم العلم والاختراع..فنقول الحمد لله سبحان الذى سخر لنا هذا.
سبحان الله: تنزيه لذاته سبحانه ان يكون له شريك، لا في الذات، ولا في الأفعال، ولا في الصفات والحمد لله شكر على عطاء الله، والحمد يشترك معه في المعنى العام الثناء والشكر والمدح، والمراد هنا الحمد المطلق الكامل لله، الحمد المستوعب لكل شيء.

قدرة الله تعالى 

فكلمة سبحان تجدها في الأشياء التي ضاقت فيها العقول وتحيرت في ادراكها وفى الأشياء العجيبة مثل قوله تعالى في سورة يس (سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن انفسهم ومما لا يعلمون ) فمن يطالع صحة الكون الكون عند شروق الشمس وعند غروبها وكي يحل الظلام لا يملك اما هذا الا ان يقول سبحان الله 
هذه كلها أمور عجيبة لا يقدر عليها الا الله وحتى لا يغتر الانسان بالامكانات التي أعطاها الله له عند ركوب هذه الأشياء المسخرة له ذكره الله بالرجوع وعلمه ان يقول فى تكملة الدعاء: " وإنا الى ربنا لمنقلبون ".
 

الجريدة الرسمية