رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوى يشرح من هم أهل الفضل عند الله

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

هناك من المؤمنين من يخرجون من قبورهم ويدخلون  الجنة بغير ميزان او سؤال يقول لهم ربهم ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون ) فمن هم اهل الفضل هؤلاء ؟ يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول 
في الحديث القدسى يقول رسول الله صلى الله عليه وسللم (إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد:اين أهل الفضل ؟ فيقوم ناس، وهم يسير فينطلقون سراعا الى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون لهم: إنا نراكم سراعا الى الجنة ؟فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون: ماكان فضلكم ؟فيقولون:كنا اذا ظلمنا صبرنا، وإذا اسئ لنا عفونا، وإذا جهل علينا حلمنا، فيقال:ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين ).

 

هذا الحديث ينقلنا الى صفة أخرى من صفات المؤمنين، وهى صفة تبرز لنا كيف نتعامل مع الناس، خاصة الجاهلين منهم والحمقى والسفهاء، فالعبد من عباد الله لا يدخل في جدال ولا هراء ولا مخاصمة مع هذا الصنف من الناس وهم كثير.

الجاهلون هم السفهاء 

يقول الحق تعالى في سورة الفرقان (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) فهم لا يلتفتون الى حماقة الحمقى، أو سفه السفهاء ولا يشغلون بالهم ووقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدال او عراك لا عن ضعف ولكن عن ترفع، والجاهلون في الاية هم السفهاء والحمقى الذين لا يعقلون كلامهم ولا يزنون الأمور.
والله تعالى يرشدنا الى مكرمة من مكارم الاخلاق في تعاملنا مع من حولنا من الناس، بل نعرض عن الجاهلين الذين يتعصبون لقضية مخالفة للواقع 


ومعنى قالوا سلاما، اى سلام المتاركة، وسلام المتاركة غير سلام التحية، وقد يتحول سلام المتاركة الى سلام التحية للانصراف في هدوء مثلما قال سيدنا إبراهيم لعمه آزر بعد ان دعاه الى الإسلام فأبى ولم يقتنع فانصرف عنه وقال له في سورة مريم ( قال سلام عليك سأستغفر لك ربى انه كان بى حفيا )، فلا جدال ولا أي، ولا رد التهديد والوعيد، سأدعو الله ان يغفر لكفلا يعاقبك بالاستمرار في الضلال وتولى الشيطان، بل يرحمك ويرزقك الهدى فلم أقابلك بمثل ماقلت.

ضبط الغضب 

والحلم والصبر على أذى الجاهلين دلالة على كمال العقل وخضوع الغضب للعقل وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلق الحلم فقال ( ابتغوا الرفعة عند الله، قالوا وما هي يارسول الله ؟ قال: تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتحلم عمن جهل عليك ) وحماقة الحمقى والتسامح معهم في غير ضعف فتنقلب الخصومة ولاء والغضب الى سكينة.

الاعراض عن اللغغو 

ومن صفات المؤمنين أيضا الاعراض عن اللغو من الكلام، واللغو هو فارغ الحديث، والقلوب المؤمنة لا تلغو ذلك اللغو ولا تلتفت اليه، كما ليس للمؤمن ان يرد السيئة بمثلها بل عليه ان يرد السيئة بالحسنة والصبر على جهل الجاهلين.
 

الجريدة الرسمية