رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي للإذاعة.. «فيتو» داخل مبنى الشريفين أول مقر إذاعي مصري

مبنى الشريفين
مبنى الشريفين
«هنا القاهرة».. في السابعة إلا الربع من مساء يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو من عام 1934، انطلق هذا الصوت معلنًا ميلاد الإذاعة الأولى في المنطقة العربية والشرق الأوسط.


وفي اليوم العالمي للإذاعة، يجدر بنا أن نتحدث عن هذا المبنى إنجليزي الطراز الكائن في شارع الشريفين المجاور للبورصة المصرية بحي وسط القاهرة، فهذا المبنى المكون من ستة طوابق ويحتل مساحة كبيرة في المنطقة المتواجد بها.. شهد العديد من الأحداث المصرية المهمة التي مازال يتحدث بها حتى يومنا هذا.






جولة قصيرة خاضتها "فيتو" في داخل هذا المبنى العريق، يأخذك تصميمه الساحر منذ الوهلة الأولى منذ تواجدك في الطابق السفلي الذي يحوي مكتب الاستقبال والمصاعد وبقية من الزمن القديم، فعلى هذا الدَرج المتواجد على يمين الداخل للمبنى من بابه الرئيسي، كان الشيخ محمد رفعت يصعد في السابعة من صباح كل يوم، وربما قبل ذلك لتلاوة آيات من الذكر الحكيم لبدء اليوم الإذاعي بالقرآن، وهناك صعد العديد من كبار فناني العالم العربي والقُراء.

الزحام هو سيد المشهد، حركة لا تتوقف والجميع يتجه في المصعد إلى الطابع الرابع، هذا الطابق الذي مازال يحتفظ بكل ما كان يجمع بين ماضي الإذاعة المصرية القديم، وبين الحاضر المتجدد ففي هذا الطابق مازال أثير إذاعة القاهرة الكبرى يُنقل من خلال استديوهاته الأربعة.



حسام عبدالمنعم كبير مقدمي برامج بإذاعة القاهرة الكبرى، مبنى الإذاعة في شارع الشريفين وهو المبنى الأول للإذاعة المصرية، يقول: الإذاعة بدأت كقاهرة كبرى عام 1981، ولكن تاريخ المبنى كان حينما كان المبنى مملوكا لشركة شل للبترول الإنجليزية وتم بيعها لشركة ماركوني.

هذا المبنى شهد العديد من الأحداث المهمة، كان على رأسها إلقاء نواة إذاعات الشرق الأوسط فهي الإذاعة الأولى به، وكذلك الأخبار والتطورات التي تحدث مثل ثورة 1952 تم إذاعة بيان عزل الملك من هنا، وأول ظهور للفنانين الذين أصبحوا بعد ذلك نجوم العالم العربي، كانت هي باب التنوير للعالم العربي، بالرغم من أنه كان هناك العديد من الإذاعات المحلية ولكنها لم تكن منظمة حتى جاءت الإذاعة في الشريفين لتنظم الإذاعة، وتشرف عليها جهة حكومية وكان وقتها إذاعة البرنامج العام فقط حتى تم إضافة العديد من الإذاعات الأخرى.



هنا أُذيع بيان الثورة ورتل محمد رفعت أولى تلاواته الإذاعية.



رائحة الماضي تشمها كلما مررت بأي ركن في هذا الطابق، بداية من الاستديو الذي جلس به الرئيس محمد أنور السادات لإذاعة بيان ثورة يوليو 1952، مازال الميكروفون يتوسط منضدة خشبية في منتصف الاستديو، تجاوره مكتبة تضم مئات الإسطوانات القديمة والحديثة والتي يعود تاريخها لبداية الأربعينات.

انطلقت عبارة "هنا القاهرة" من داخل مبنى الشريفين إذاعة مصر سابقا وإذاعة القاهرة الكبرى حاليا، ومقرها الدور الرابع في المبنى، وبدأت في عام  كإذاعة القاهرة الكبرى فقط في عام 1981، بعد نقل الإذاعة إلى مبنى ماسبيرو عام 1960، وتختلف عن أي إذاعة أخرى؛ لأننا نمتلك أجزاء من التاريخ.. نحن مازلنا لدينا الاستديو الذي تم نقل بيان ثورة يوليو 1952 منه ومازال يعمل، لدينا أيضا استديوهات تسجيل أغنيات الست أم كلثوم بنفس التشكيل الخاص به".
يتحدث حسام عبدالمنعم كبير مقدمي برامج إذاعة القاهرة الكبرى.



هناك تطور تم على استحياء في أروقة مبنى إذاعة الشريفين بوسط القاهرة، وفيما يتم تقديمه عبر الخمسة استديوهات المتواجدة في الطابق الرابع، تطور أشار عبدالمنعم إلى أنه يجمع بين الماضي والحاضر معًا،  "بدأنا نقدم قنوات وبرامج حديثة تتناسب مع قضايا المجتمع الحالي، هناك مجموعة من الاستديوهات التي شهدت الأحداث التاريخية الهامة، ومقسم إلى 3 أجزاء؛ جزء ستديوهات والهندسة الإذاعية والإداريين بالإضافة إلى غرفة الكنترول التي تتحكم في البث المباشر الذي يتم الاستماع إليه في الراديو".


 
"مازلنا نعمل كخلية نحل لنقدم خدمة إعلامية لمجتمع القاهرة والجيزة والقليوبية، ويعمل بالإذاعة 145 عاملا في قطاع الإذاعة وفي الهندسة الإذاعية ما يقرب من 50 شخصا".

يتابع حسام: بينما يجلس خلف مكتب الحاكم العسكري في الغرفة الكائنة في مواجهة السلم المؤدي إلى هذا الطابق، الطابق الوحيد في مبنى إذاعة الشريفين الذي مازالت الحياة به كما كانت قبل عام 1960.









الجريدة الرسمية