رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. محطات بحياة الروائي الكبير يوسف السباعي

الاديب الكبير يوسف
الاديب الكبير يوسف السباعى

قد لا يعرف الكثيرون أن الأديب الكبير يوسف السباعى من عائلة كبيرة من العائلات المشهورة فى بنى على وهى عائلة حسنية علوية شريفة لها أصول مغربية وفد الجد الأول لها من الجزيرة العربية على مصر ليستقر فى محافظة أسيوط ومنها إلى القاهرة.

ولد الأديب يوسف السباعى فى مثل هذا اليوم 17 يونيو 1917 بحى الدرب الأحمر فى مناخ روحى صوفى لأب متحررا ثائر ضد المفاهيم التقليدية فكان مرحا حنونا طيبا أما الأم عائشة المصرى فكانت صارمة وبالطبع كان هناك صراع خفى بين الأب التحررى والأم الحازمة.

ومن اشهر تلك المواقف التحررية عند الأب السباعى هو انه كان يكافئ الراسب فى الامتحان لا الناجح لان الثانى يكفيه نجاحه .

فأدرك يوسف قيمة والده كأب مثالى إلى جانب قيمته الأدبية ككاتب من أشهر مترجمى عصره فورث شخصية الأديب مبكرا .

كما كان للبيئة الشعبية أثر فى حياة السباعى لدرجة أنه عرف طريق المكتبة قبل أن يتعلم القراءة والكتابة فعاش فى حى السيدة زينب ومنه إلى حى روض الفرج ، كما كان الاطلاع على ما تحويه مكتبة والده وكنوز ادبية إضافة إلى سلسلة المجلات والصحف التى كان يحضرها السباعى الكبير معه الى الدار وأهمها البلاغ والبيان والسياسة أبرز منابع تشكيل وجدانه.

أما عن القصاصة الاولى فى حياة يوسف السباعى والتى كان لها اكبر الاثر فى تنمية عشقه لفنون القصة والرواية فهى جدته لأبيه تحية جلال الدين أو تيته أم طه فقال عنها يوسف: هى أول من أحبنى وأول من أحببته ليس لحنانها فقط وانما كانت تقص على روائع القصص والروايات حتى اصبحت المعلم الاول فى حياتى .

التحق بالكلية الحربية عام1935 وعمل بسلاح الفرسان وحصل على شهادة الاركان حرب عام 1944 فكانت نهاية المطاف لحياته العسكرية فقد سمح لنفسه بأن يطلق العنان لموهبته الادبية التى كانت حبيسة اسوار الكلية الحربية .

بدأ حياته الصحفية بعد ان اصبح ضابطا فى جريدة "آخر خبر " بتعليق عسكرى كل اسبوع ثم تحول بعد نهاية الحرب العالمية الى ترجمة قصة أجنبية كل عدد ، ثم انتقل الى مجلة "مسامرات الجيب" التى برع بها كقاص جديد فكتب مجموعته القصصية "بين ابو الريش وجزيرة ناميش" عام 1950 ، وتبعها "هذا هو الحب " 1951 ،سمار الليالى وهمسة عابرة عام 1952 ، والشيخ زغرب وآخرون .

وانتقل بعد ذلك الى صحيفة الكتلة وهناك تعرف على صاحبها احمد قاسم جودة فقدم على صفحاتها روايتان :يا أمة ضحكت ، أرض النفاق .

وأغلق يوسف السباعى صفحته العسكرية بعد قرابة عشرين عاما فى عام 1956 بالخدمة العسكرية بسلاح الفرسان ، واستاذا لتدريس مادة التاريخ العسكرى ثم مديرا للمتحف الحربى وآخرها مساهمته فى قيام الثورة ليتفرغ لحاسته الادبية القديمة ويصبح من اشهر كتاب القصة .

ملامح من قصة البطل "سباعي" أحد أبطال كمين البرث بقيادة الشهيد المنسي

وأنشا يوسف السباعى نادى القصة مع إحسان عبد القدوس مما أنعش الحركة الأدبية فى ذلك الوقت ، ثم أسس جمعية الادباء واتحاد الكتاب ونادى القلم والمجلس الأعلى للفنون والآداب  وكان أول رئيس مجلس إدارة لدار روز اليوسف أمين عام لمجلس الفنون والآداب  رئيس تحرير "آخر ساعة" ووزيرا للثقافة والاعلام1973 ورئيس مجلس ادارة الاهرام ثم نقيبا للصحفيين 1977 ،ثم كانت نهايته برصاصات الغدر بقبرص اثناء حضوره مؤتمر مجلس التضامن الاسيوى عام 1978.

الجريدة الرسمية