رئيس التحرير
عصام كامل

الحدث التاريخي لقيامة المسيح

قام المسيح في فجر الأحد باكرًا جدًا، فقد صار هذا اليوم العجيب والفريد من نوعه والتاريخي على مر العصور هو يوم الرب حسب ما جاء فى سفر الرؤيا (10)، من بعد أحداث الجمعة العظيمة والآلام والصلب للسيد المسيح من قبل اليهود والرومان، مع انتهاء يوم السبت الذى انقضى في سكون تام أشبه بذلك السكوت الذى حدث نحو نصف ساعة فى السماء، حينما فتح الختم السابع ( رؤيا يوحنا اللاهوتى 1:8). 

 

ومن عجائب القيامة ما سجله القديس متى البشير قائلًا: "وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر وجلس عليه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات، فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال.. هلما أنظروا الموضوع الذى كان الرب مضطجعًا فيه".


ثم بدأت أحداث القيامة بحدوث زلزلة عظيمة، كما حدثت تمامًا زلزلة وقت الصلب (متى 51:27). فهكذا وقعت الزلزلة أثناء القيامة لتعلن أن الذى قام هو الذى مات على عود الصليب، ولذلك لم تشمل الزلزلة سوى بقعة بستان فقط، حيث يقع فيه القبر المقدس، كان لابد من نزول ملاكًا بعد قيامة السيد المسيح وخروجه من القبر وهو مغلق تمامًا والحراس عليه، لكى يزحزح الحجر عن باب القبر، لا كمساعدة للرب فى تحريك الحجر، بل لكى ما نستطيع أن نشاهد القبر الفارغ.. 

 

لذلك نزل الملاك من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه، فكان ميخائيل رئيس جند السماوات هو ملاك القيامة بحسب التقليد الكنسى، وكان بلباس البهاء الأبيض كالثلج، لذلك نزل الملاك ميخائيل ليعلن فرح القيامة وبهجتها وسرورها، وكان منتظرًا وصول المريمات إلى القبر فى فجر الأحد، وكان سبب فرح المريمات إذ أعطاهم الطمأنينة قائلًا "لا تخافا أنتما"، إلا أن هيئته أوقعت الرعب والخوف فى قلوب الحراس وكانوا فى هذه اللحظات كأموات.. 

 

فالسيد المسيح له كل العظمة والمجد قد قام بذاته وبقدرة فائقة الوصف وبإمكانيات خارقة يستطيع بها أن يهب نفسه لنا، وذلك بأن يدخل فينا ويتحد بنا بسر عجيب على شبه دخوله العليقة التى كان التلاميذ مجتمعين فيها والأبواب مغلقة.. 

 

 

هذا يشرح لنا أمكانية دخول المسيح هياكلنا البشرية أي الجسدية والحواس مغلقة ولا نحس به فى دخوله، ولكن نشعر به فى حياتنا وهو يعطينا روحه ومحبته وسلامه وجعل الطمأنينة فى قلوبنا.. فهذه الأحداث فائقة الوصف، ولكن هى شركة مقدسة لنا لكى نكون شركاء الطبيعة الإلهية ".
إذًا القيامة هى حدث فريد يتخطى حدود الزمان بل يفوق الزمان وتجتمع حوله جميع الأجيال عبر العصور وهى ترنم بأنشودة القيامة والنصرة "المسيح قام، بالحقيقة قام".   

الجريدة الرسمية