رئيس التحرير
عصام كامل

سليمان متولى مهندس الهرم الرابع الذي أغفلناه!

سيظل مترو الأنفاق بمثابة هرم رابع لمصر، وتلك تسمية أطلقتها عليه فور البدء في تنفيذ الخط الأول، الذى عاصرته يومًا بيوم في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذي دعمه بقوة ثم افتتحه ثم كوفئ بشطب اسمه من إحدى محطاته! كما لم يتم إطلاق إسم المهندس سليمان متولى أشهر وزير للنقل في مصر لأكثر من 20 عامًا على إحدى المحطات التي نفذت في عهده، بحسبانه الوزير المسئول صانع ومنفذ هذا المشروع العملاق أثناء توليه مقاليد وزارة النقل. 

Advertisements

 

ليتنا نتدارك هذه النسيان فنعطى للرجلين؛ الرئيس والوزير الأسبقين ما يستحقانه من فضل، بإطلاق اسميهما على محطتين جديدتين لمترو الأنفاق.. فهذا أقل ما نفعله وفاءً لمن رحلوا بعد إنجاز وعمل سيظل خالدًا في التاريخ.. رحم الله الرئيس مبارك والوزير الهمام سليمان متولى.
 

مترو الأنفاق وسيلة نقل حضارية آمنة ونظيفة سبقت به مصر كل دول الشرق الأوسط، وها هي اليوم تتوسع في شبكة الأنفاق والقطارات الكهربية الخفيفة والسريعة والمونوريل لربط القاهرة التاريخية بالعاصمة الإدارية بمدينة 6 أكتوبر وضواحى الجيزة وصولًا للعلمين الجديدة، وغيرها من المدن بطول البلاد وعرضها.

 

ناهيك عما أنجزته الدولة من شبكة طرق عملاقة وكباري هي الأكثر والأكبر في المنطقة، بحسبانها شرايين تنموية نرجو أن يتبعها تنمية عمرانية متكاملة في مدن ومحافظات مصر وصحاريها الممتدة، وأن يجرى التوسع في إنشاء مصانع جديدة متطورة تلبي احتياجاتنا المحلية، وتتوسع في التصدير وتوفير فرص العمل للشباب وتدبير العملات الصعبة لحل مشكلة الأسعار وتهدئة الأسواق؛ فالتنمية كلٌ متكامل لا غنى عن أي مكون من مكوناتها.

 

امتحان التعليم


الاهتمام بالبشر يسبق الاهتمام بالحجر فإذا استطعت أن تخلق كوادر تفكر وتبدع وتبنى وتشيد في كل مجال؛ تحققت المعادلة الصعبة، فالبشر هم من يملكون القدرة على خلق القيمة المضافة للحجر؛ ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعليم جيد مبنى على رؤية وأهداف محددة يواكب سوق العمل ومتطلبات الحياة وبحث علمي قادر على الابتكار والاختراع وتحقيق السبق.


فإذا أردت أن تكون كلمتك من رأسك، فلابد أن تكون لقمتك من فأسك؛ ولن تكون كلمتك من رأسك إلا إذا كان تعليمك مثمرًا يمسك بناصية التكنولوجيا ويسابق التقدم العالمي ويقدم للإنسانية عطاء جديدًا يشار له بالبنان في كل مجال، ولن يتحقق ذلك إلا بتعليم كفء، لا بمنظومة لا تزال ترتكز على ثانوية عامة وامتحانات سنوية وكليات قمة وكليات نظرية لا نحتاج لكل هذا العدد من خريجيها.

 


التعليم الفني والتقنى فائق التطور هو ما نحتاج إليه، نحن في حاجة لسباك متعلم، وكهربائي متعلم، وفنى إنتاج متعلم جنبًا إلى جنب المعلم والطبيب والمهندس والمحامى والصحفى والمبرمج والداعية المستنير، وكل المهن التي تتأسس على العلم الصحيح والرؤية الثاقبة، لنتمكن من إنتاج دوائنا وطعامنا وملابسنا وسلاحنا.. ساعتها يمكننا أن نقول إننا نجحنا في امتحان التعليم.. فهل نسعى لتحقيق هذا الحلم؟!

الجريدة الرسمية