رئيس التحرير
عصام كامل

جمال حمدان في ذكراه الحادية والثلاثين: "أعدى أعداء إسرائيل" أعظم وسام حصلت عليه في حياتي.. ما يحدث في غزة تطبيق عملي لكتاباتي.. تعمير سيناء خطوة على الطريق الصحيح.. وعند الله تجتمع الخصوم

جمال حمدان، فيتو
جمال حمدان، فيتو

هو قامة وقيمة علمية وأخلاقية رفيعة. كان ولا يزال محطة من محطات الشرف العربي، التي تلتقي فيها كل نوازع الحرية والكبرياء مع أساسيات العلم والمعرفة التي تحفظ الحق وتصون الأمانة، عاش حياته زاهدًا في الدنيا، مبتعدًا عن أضوائها ومباهجها، واهبًا حياته للعلم، ثم فارقَ الدنيا تاركًا وراءَه لغزًا لم يستطِع أحد أو يرغب في التوصل إلى حله حتَّى اليوم. عانى من تجاهل ونسيان لأكثر من ثلاثين عامًا قضاها منزويًا في شقته الضيقة جدًا بضاحية الدقي بالجيزة، ينقب ويُحلل ويعيد تركيب الوقائع.

وعندما مات بشكل مأساوي، خرج مَن يتحدث عن قدرته الخارقة على التفرغ للبحث والتأليف بعيدًا عن مغريات الحياة، كما لو كان هذا الانزواء قرارًا اختياريًا، وليس عزلة فُرضت عليه لمواقفه الوطنية الصلبة، وعدم قدرة المؤسسات الفكرية والمثقفين العرب على التعاطي مع أفكاره التي كانت سابقة لزمانها بسنوات، وهو ما أثبتته كتاباته في الجغرافيا والتاريخ والسياسة والدين. إنه الدكتور «جمال حمدان» صاحب كتاب «شخصية مصر» الذى يستضيفنى اليوم مشكورًا فى عالمه الذى رحل إليه قسرًا وغدرًا قبل 31 عامًا بالتمام والكمال، وكان أن انقطع قبلها عن الحياة والناس سنين عددًا.

 

كتاب شخصية مصر، فيتو

 

مفاجأة تُغير مسار الحوار

 حدث أمرٌ ما غيّر مسار الحوار “الافتراضي”؛ إذ وجدتُ مُضيفى الكريم فى أكمل صورة، رغم أن النار التهمت نصف جسده يوم رحيله، ما دفعني إلى أن أستهلَّ الحوار بالحديث عن واقعة قتله التي لا تزال غامضة بعد 31 عامًا من رحيله وسوف تبقى، غير أن إجاباته زادت الأمور غموضًا وتعقيدًا، وكأنه أصرَّ على أن يظل الأمر طيَّ الغموض وأسير الكتمان.

عندما سألتُ «حمدان»:هل مِتَّ محروقا؟ أخرج من بين أوراق كثيرة كانت أمامه، تقرير مفتش الصحة بالجيزة الدكتور يوسف الجندي الذي أكد أنه لم يمت مختنقًا بالغاز, كما أن الحروق لم تكن سببًا في وفاته؛ لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة.

سألته: فهل مِتَّ إذن بسبب صدمة عصبية؟ فقاطعنى ساخرًا: وهل يموت الشخص الذي يمارس اليوجا يوميًا وعلميًا بصدمة عصبية؟!

سألته: وما صحة أن أنبوبة الغاز انفجرت فيك بعد أن أذابت النيران خرطومها؟ فقاطعني ساخرًا للمرة الثانية قائلًا: ولكن أنبوبة الغاز عُثر عليها في حالة سليمة, بل وخرطومها أيضًا في حالة سليمة للغاية!

قلت: لقد قالوا إن النيران أمسكت بك أثناء قيامك بإعداد الطعام لنفسك، فأردف قائلًا: لكن التحقيقات أثبتت أيضًا أنني أرسلتُ بواب العمارة قبيل الحادث بساعة؛ ليحضر لي بعض الأطعمة؛ ليقوم هو بتجهيزها!

قلت: لعلك تقصد أن شخصًا ما تسلل إلى شقتك أثناء غياب البواب وقتلك؟ حينئذ التزم «حمدان» الصمت وسكت عن الكلام المباح، ولكني فاجأتُه بما كتبه صديقه الأديب «يوسف القعيد» في 2018، ومطالبته بفتح تحقيق فى حادث وفاته، وعندما سألني: وماذا كتب «القعيد»؟ أجبتُه مستعينًا بنص المقال: انتقد صديقك حفظ التحقيق فى وفاتك واعتبارها طبيعية وطالب بفتح التحقيق فى الحادث!

عندما سألني «حمدان»: وهل أورد القعيد أسبابًا وجيهة تؤكد كلامه؟ أجبتُ: "نعم؛ فقد كتب نصًّا: "لدىَّ أسبابي؛ فقد شبَّ حريق فى 17 أبريل 1993، وكان يوافق يوم السبت فى منزل جمال حمدان، وكان عبارة عن حجرة وصالة فى شارع الرافعي المتفرع من شارع ربيع الجيزي، قيل: إن الرجل كان يعد كوب شاي فامتدت النيران لمحتويات الشقة واحترقت ومات هو، وما أعرفه أن جمال حمدان كان يتناول الشاي مرتين فى اليوم: صباحًا، وفى الساعة الخامسة بعد الظهر على طريقة الإنجليز الذين قضى عندهم سنوات من عُمره يعدُّ رسالته للدكتوراه فى الجغرافيا السياسية، ومنذ عودته وهو يحافظ على هذا التقليد، عندما كنت أذهب إليه كان يرسل بواب العمارة؛ لكي يحضر لي وله عصير قصب من محل قريب من بيته، ولم يغير هذه العادة..طعامه كان يعده له طباخ، يحضر مرة فى الأسبوع، يأكل منه كل يوم، وكان يتناول الغداء قرب الرابعة بعد الظهر، وفى معظم الأحيان كان يفضل أكله باردًا على عملية التسخين، ويبدو أنها من آثار فترته الإنجليزية"..

قاطعني "حمدان" مجددًا: وما الأدلة التى استند إليها «القعيد» في مقاله المذكور؟ فأجبتُه: كتب صديقك: "من أدلة اتهامي لمن اغتالوا جمال حمدان أنه حدثني فى أيامه الأخيرة أكثر من مرة عن ثلاثة كتب يريد أن ينتهي منها بأسرع ما يمكن، كأن الرجل كان يشعر باقتراب أجله: كتاب جديد وكتابان قديمان قرر أن يعيد كتابتهما على ضوء التطورات التى أعقبت صدور طبعاتهما الأولى. الكتاب الجديد كان عنوانه: «سيكولوجية الحشاش»، وكان كتابًا عن الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يراقب جمال حمدان هبوط طائرته وصعودها من شرفة شقته فى الدور الأرضي بالعمارة التي كان يسكن فيها، والكتابان القديمان الجديدان كانا: اليهود أنثروبولوجيًا، والعالم الإسلامي المعاصر".

حينئذ..تذكر «حمدان» هذا الحوار، فقاطعني: "بالفعل هذا حدث، وأنا قلت للقعيد حينئذ: إن التطورات الجديدة التى وقعت للعالم الإسلامي تتطلب مني ليس إعادة كتابه القديم، ولكن كتابة كتاب يُطور الكتاب القديم، لدرجة أن يصبح كتابًا جديدًا. أمَّا «اليهود أنثروبولوجيًا» فقد رأيتُ أنه لا بد من تناول الأساس الأنثروبولوجي الذى يغذي العدوانية الصهيونية التى نراها..ولا تزالون ترونها وتشاهدونها عبر فضائياتكم حتى الآن".

قلت: "القعيد" أشار إلى ذلك بقوله: «كانت إسرائيل تصفك بأنك أعدى أعداء إسرائيل فى مصر»، فقاطعنى مبتسمًا: وكنتُ أعتبر أن هذا الوصف أكبر وسام حصلت عليه في حياتى كلها»، فقلت ولكن هذه الكتب الثلاث لم يتم العثور على أى أثر لها بعد رحيلك، بحسب "القعيد" الذى يرى أن تلك الواقعة فى حد ذاتها تتطلب فتح تحقيق فى الحادث..غير أن الرجل التزم الصمت..ولم يُعقب.

يوسف القعيد، فيتو

 

كتاب اليهود أنثروبولوجيًا

حينئذ..طويتُ هذه الصفحة وانتقلت إلى محاور أخرى فى حوارنا “الافتراضي”، فقلتُ له: يُنسب إليك أنك صاحب السبق في فضح أكذوبة أن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد..أريد تفاصيل أكثر. 

أجاب «حمدان»: "أثبتُّ في كتابى «اليهود أنثروبولوجيًا» الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية «الخزر التترية» التي قامت بين «بحر قزوين» و«البحر الأسود»، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي.. وهو ما أكده بعدي "آرثر كويستلر" مؤلف كتاب "القبيلة الثالثة عشرة" الذي صدر عام 1976...كما أثبتُّ أن إسرائيل - كدولة - ظاهرة استعمارية صرفة، قامت على اغتصاب غزاة أجانب لأرض لا علاقة لهم بها دينيًا أو تاريخيًا أو جنسيًا، كما أن هناك «يهودًا» في التاريخ، قدامى ومحدثين، ليس بينهم أي صلة أنثروبولوجية؛ ذلك أن يهود «فلسطين التوراة» تعرضوا بعد الخروج لظاهرتين أساسيتين طوال 20 قرنًا من الشتات في المهجر: خروج أعداد ضخمة منهم بالتحول إلى غير اليهودية، ودخول أفواج لا تقل ضخامة في اليهودية من كل أجناس المهجر، واقترن هذا بتزاوج واختلاط دموي بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئًا مختلفًا كلية عن اليهود القدامى».

قلتُ: ولكن الصهاينة يروجون لأنفسهم كأصحاب مشروع حضاري ديمقراطي وسط محيط عربي إسلامي متخلف؟ حينئذ..انفعل «حمدان» كما لم ينفعل من بداية الحوار، ثم ما لبث أن استعاد هدوءه تدريجيًا، ليقول: «اليهودية ليست ولا يمكن أن تكون قومية بأي مفهوم سياسي سليم، كما يعرف كل عالم سياسي، ورغم أن اليهود ليسوا عنصرًا جنسيًا في أي معنى، بل «متحف» حي لكل أخلاط الأجناس في العالم، كما يدرك كل أنثروبولوجي، فإن فرضهم لأنفسهم كأمة مزعومة مُدعية في دولة مصطنعة مقتطعة، يجعل منهم ومن الصهيونية حركة عنصرية أساسًا..ولو قرأت كتابي: «إستراتيجية الاستعمار والتحرير» إسرائيل، لأيقنت أن إسرائيل دولة دينية صِرفة تقوم على تجميع اليهود فقط، في جيتو سياسي واحد، ومن ثمَّ فإن أساسها التعصب الديني ابتداء، وهي بذلك تمثل شذوذًا رجعيًا في الفلسفة السياسية، وتعيد إلى الحياة حفريات العصور الوسطى بل القديمة".

سألتُه: ولماذا إذن أوجد الاستعمار العالمي هذا الكيان اللقيط، كما تصفه، بالاشتراك مع الصهيونية العالمية؟ فأجابنى فى ثبات: "حتى يُصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكريًا، ورأس جسر ثابتًا استراتيجيًا، ووكيلًا عاما اقتصاديًا، أو عميلًا خاصًا احتكاريًا، وإسرائيل.. في كل أولئك تمثل فاصلًا أرضيًا، يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها وإسفنجة غير قابلة للتشبع تمتص كل طاقاتها ونزيفًا مزمنًا في مواردها..ولعل ما يحدث في غزة منذ 200 يوم تقريبًا تأكيد عملي على صدق كلامي، فإسرائيل تتحرك وتفعل ما تشاء والعالم لا يزال عاجزًا عن كبح جماحها رغم سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين".

 

كتاب اليهود أنثروبولوجيًا، فيتو

سيناء ومكانتها جغرافيًا وتاريخيًا

قلتُ: دعنا نتوقف قليلا عند "سيناء"، فقاطعني «حمدان» قبل أن يسمع سؤالي على غير عادته: "سيناء  ليست مجرد صندوق من الرمال، كما قد يتوهم البعض، إنما هي صندوق من الذهب مجازًا كما هى حقيقية..فحيث كان ماء النيل هو الذى يروي الوادى كان الدم المصرى هو الذى يروي رمال سيناء.. ولن تجد ذلك أمرًا غريبًا إذا أدركت أهمية الموقع الإستراتيجى لسيناء بالنسبة لباقي مصر، بل وللقارة الأفريقية، فالمستطيل الشمالي منها، بتضاريسه المعتدلة وبموارده المائية كان طريقًا للحرب وللتجارة على مر التاريخ، أو مركز الثقل الإستراتيجى لسيناء، ومع تطور تقنيات الحروب الحديثة أصبح المثلث الجنوبي لسيناء نقطة ارتكاز للوثوب على ساحل البحر الأحمر بالسلاح البحري أو الطيران، وكذلك لتهديد عمق الصعيد المصرى بالطيران، وتعد شرم الشيخ بمثابة المفتاح لهذا المثلث الجنوبي..فهي وحدها التى تتحكم تمامًا فى كل خليج العقبة دخولًا وخروجًا عن طريق مضيق تيران».

قلتُ: وماذا عن دور سيناء فى نظرية الأمن القومي المصري؟ فاستحسن «حمدان» السؤال هذه المرة واعتدل في جلسته ثم أجاب: «من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، ومن يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير، وقد قلت من قبل: كان ينبغي بعد انتصار أكتوبر أن يكون انسحاب يونيو 1967 آخر انسحاب مصري من سيناء فى التاريخ، كما إن خروج إسرائيل بعد 1973 ينبغي أن يكون آخر خروج من مصر منذ يوسف وموسى».

قلت: ولكن الفراغ العمراني يجسد أزمة حقيقية فى سيناء، فعقّب الرجل بقوله: "بالطبع يلعب الفراغ العمرانى فى سيناء، التى تمثل ثلاثة أضعاف الدلتا ويعيش فيها نحو نصف مليون مصرى، دورًا مهمًا فى جعلها أراضى جاهزة لمعركة العدوان وملائمة لأغراضه، إلا أن هذا الفراغ يجعل من سيناء نهبًا ومطمعًا للمستعمرين، لذا كان هناك دائما عدو يشكك بطريقة ما فى مصرية سيناء ويطمع فيها بصورة ما: بالضم، بالسلخ، بالعزل».

قلت: هذا ينقلنا إلى الحديث عن مصرية سيناء التى ظلت مثارًا للتشكيك من الأعداء، فأردف «حمدان» قائلا: "بالفعل..حاول الاحتلال البريطانى الترويج بأن سكان سيناء آسيويون؛ لأنها جزء من قارة آسيا، وبعد هزيمة يونيو 1967 عادت إسرائيل تثير موضوع مصرية سيناء، وأثناء حرب أكتوبر ظهرت أصوات فى الغرب تدعو إلى تدويل سيناء مرة أو تأجيرها أو حتى شرائها كحل لجذور المشكلة.. إنها قد تكون غالبًا أو دائما أرض رعاة، ولكنها قط لم تكن أرضًا بلا صاحب، فمنذ فجر التاريخ.. وسيناء مصرية..وهى مصر الصغرى، لكونها امتدادًا وتصغيرًا لصحراء مصر الشرقية..وهى قدس أقداس مصر».

قلتُ فى خبث لم يستسغه «حمدان»: وهل سيناء آسيوية أم أفريقية؟ فأجاب: "ببساطة.. مصر نفسها جميعًا كانت دائمًا فى آسيا بالتاريخ، كما هى فى أفريقيا بالجغرافيا».

حاولت هذه المرة تدارك الموقف، فسألته عن تداعيات إهمال سيناء وعدم تعميرها خلال عقود منقضية، فشدد على أن الرد العملي على تلك الأطماع يكمن فى كلمة واحدة هي: «التعمير»، فغياب العمران عنها  لم يكن هدرًا لإمكانية بقعة من أرض مصر فقط، ولكنه كان إهمالاً لقلب مصر النابض؛ لما تتمتع به من مميزات طبيعية، فلديها أطول ساحل فى البلاد بالنسبة إلى مساحتها فى مصر، وهى أقل صحارينا عزلة؛ لكونها مدخل مصر الشرقى. وفى جيولوجيتها الإقليمية تكاد تختزل جيولوجية مصر كلها تقريبًا، وبالرغم من أن سيناء منطقة صحراوية أو شبه صحراوية على أفضل الأحوال.. لكنها أغزر مطرًا من الصحراوين الشرقية والغربية.

سألتُه: وما ملامح حلم التعمير السيناوي؟ فأجاب "حمدان": "يجب أن يكون الساحل الشمالى غنيًا بالزراعة، والغربي نشيطًا فى مجال التعدين، والشرقى فى مجال الرعي، وأن تكون قناة السويس مزدوجة ويتجمع العمران الكثيف حول ضفتيها، وأن تكون هناك سلسلة من الأنفاق تحت القناة تحمل شرايين المواصلات البرية والحديدية..وهو ما تنبهت إليه الدولة المصرية في السنوات الأخيرة وانخرطت في تنفيذه وسوف تحصد ثماره حتمًا، وأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي نهائيًا».

 

سيناء في الإستراتيجية والسياسة والجغرافيا، فيتو

 

عند الله تجتمع الخصوم

سؤال أخير استبقيتُه إلى نهاية الحوار؛ لحاجة فى نفسي، أدركها الرجل بسهولة وبذكاء السنين حيًا وميتًا، وهو:ٍ لماذا كانت السلطة تعامل أمثالك بهذا الأسلوب؟ فأجاب حمدان، وقد اكتسى وجهه بقناع من الحزن: "لأن السلطة عادةَ ما تحارب العناصر الأبيَّة المستعصية التي تتمسك بالعزة والكرامة، فتُصادَ حتى تُباد، وتنقرض بالتدريج فشلًا أو انهزامًا، وعلى العكس.. يرتفع ويبقى الفاشلون أخلاقيًا؛ ليصبحوا ناجحين اجتماعيًا»، فقلتُ له: هوِّن على نفسك، فعند الله تجتمعُ الخصومُ!

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية