رئيس التحرير
عصام كامل

التفاصيل الكاملة لأزمة السكر فى مصر.. الحكومة تضع خطة عاجلة للقضاء على المشكلة خلال أسبوعين.. مصنع “أبو قرقاص” يعانى من نقص كميات القصب المورد إليه وتهريب المحصول يؤدى لخسائر فادحة

السكر،فيتو
السكر،فيتو

السكر سلعة أساسية تثير أزمة مقلقة فى مصر، ومخاوف المواطنين وتلقى بظلالها على مستقبل الصناعة الغذائية. ووفقًا للخبراء فالأسباب والعوامل المسببة للأزمة كثيرة، وأبرزها نقص الإنتاج وزيادة الاستهلاك ونقص مساحات زراعة قصب السكر، وقلة كفاءة بعض مصانع السكر، وتأخر تحديث تقنيات الإنتاج، وكلها عوامل تؤدى إلى نقص الإنتاج.

 

ومن ضمن أسباب الأزمة ارتفاع أسعار السكر عالميا، بسبب تأثير الحرب فى أوكرانيا على سلاسل التوريد.

الحكومة من جهتها وضعت خطة عاجلة للقضاء على أزمة السكر وإزالة العوامل المسببة لهذه الأزمة.

حيث أكد اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، لـ«فيتو» أن أزمة السكر فى طريقها للانتهاء خلال أسبوعين على الأكثر، بعد بدء تشغيل 9 مصانع، لإنتاج كميات كبيرة من السكر وتوزيعه على كافة محافظات الجمهورية.

وفى نفس السياق لا تزال أزمة توقف تشغيل مصنع أبو قرقاص تتصدر المشهد مع بداية انطلاق موسم قصب وبنجر السكر.. ويعد مصنع سكر أبو قرقاص بالمنيا، أحد أعرق مصانع السكر فى الشرق الأوسط، والذى أصدر قرارا بإنشائه الخديوى إسماعيل عام 1869، للتوقف عن استيراد السكر المكرر من الخارج، ويضم العديد من الصناعات التحويلية التى تجعله فى صدارة مصانع الصعيد.

وينتج مصنع أبو قرقاص بالمنيا، سكرا أبيض من القصب، وسكرا أبيض من البنجر، مولاس، مصبعات لب البنجر “العلف المصبع” كحول نقى، كحول محول، خميرة جافة، ثانى أكسيد الكربون، فيناس مركز، ويتجاوز عدد العاملين بالمصنع 1100 عامل.

ورغم تاريخ مصنع أبو قرقاص الذى تجاوز 155 عاما، إلا أنه توقف للمرة الأولى عن إنتاج السكر من قصب السكر، وذلك بسبب نقص توريد قصب السكر.

“فيتو” قامت بجولة داخل مصنع أبو قرقاص بالمنيا، لمتابعة آخر تطورات أزمة مصنع أبو قرقاص وحقيقة غلقه، وأيضًا الانتهاء من تطوير المصنع لرفع الطاقة الإنتاجية مع بداية موسم بنجر السكر 2024.

وأكد اللواء عصام البديوى أن مصنع أبو قرقاص يعانى منذ فترات طويلة من نقص كميات القصب المورد إليه بسبب وجود كميات كبيرة من العصارات، وتهريب القصب إلى “تجار العوادي”، الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتراوح ما بين الـ2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير، وهو ما أدى لخسائر فادحة.

وأوضح أن المصنع لم يورد إليه قصب سكر من المزارعين، وفى حالة تشغيله بالكميات التى وردت إليه وهى 1500 طن سيؤدى إلى خسائر كبيرة، ونحن ندير المصنع بالكامل بفكر اقتصادى، لتحقيق أرباح، والعام الماضى تجاوزت الأرباح 400 مليون جنيه، ونسعى للمزيد هذا العام.

وقال اللواء عصام البديوى، إن مصنع أبو قرقاص يعمل بطاقة كاملة لصالح شركة السكر للصناعات التكاملية، موضحا أن المصنع لا يعتمد فقط على إنتاج السكر من القصب، ولكن يعتمد على البنجر أيضًا فى الحصول على السكر من البنجر، وكذلك تكرير السكر الخام، وتم زيادة طاقة إنتاج السكر من البنجر من 5 آلاف طن إلى 7 آلاف طن يومى فى الموسم الجديد الذى بدأ منذ أيام.

وتابع: إن الشركة تعتمد على خطة كاملة لتغيير سياستها لحل أزمة نقص توريد قصب السكر للمصنع، وفى محاولة لتفادى تلك الأزمة، تم إنشاء مقدمة للبنجر بجانب مقدمة قصب السكر، ولكن الاعتماد الأكبر كان على قصب السكر، ولكن مع تراجع توريد القصب، بدأت الشركة تتجه إلى تغيير شكل سياستها وتعظيم العائد من البنجر لنستعيض عن كمية القصب.

وكشف “البديوي” أن هناك توجيهات من الدولة بزراعة 10 آلاف فدان قصب بالمنيا لصالح الدولة، لزيادة كميات توريد القصب وإنتاج السكر.

وأضاف، أنه لديه قناعه بعدم دخول شركة السكر للصناعات التكاملية فى عملية الزراعة، ولكن إذا لم تحل الأمور سنلجأ إلى الحصول على قطعة أرض ونقوم بزراعتها لتوفير القصب للمصنع وتشغيله، وهى إحدى البدائل والمحاور التى تعمد عليها الشركة فى النهوض بمصنع أبو قرقاص.

وتحدث اللواء عصام البديوى عن خطة تشغيل مصنع أبو قرقاص وتطويره، والتى بلغت 80 مليون جنيه، مضيفا أن تطوير المصنع من خلال إنشاء أربع مراحل جديدة، وهى جهاز كبس العلف البنجر، لتطوير جودة العلف المنتج من البنجر وتصديره للخارج، وعملية التطوير تكلفتها 20 مليون جنيه.

وأبدت بعض الشركات الصينية رغبتها فى شراء علف البنجر، ولكن كانت نسبة الشوائب والأتربة مرتفعة فيه بسبب وضعه على الأرض وعدم وجود مخازن مخصصة لتخزينه، وتم إنشاء مخزن لعلف البنجر جيد التهوية مطابق لشروط السلامة والبيئة بتكلفة 3 ملايين جنيه، كما أن هناك مشكلة أخرى نعانى منها وهى وجود الأتربة بالبنجر التى تمنع استخراج السكر منه بجودة عالية.

كما تم تصنيع جهاز فصل الأتربة بتكلفة 10 ملايين جنيه، يعمل على تنظيف البنجر، فيحقق استخلاصا جيدا من السكر ويوفر فى الطاقة المستخدمة.

وقال إن الشركة تحرص على دعم المزارعين، وقد تم رفع سعر البنجر هذا العام بالاتفاق مع شركات سكر البنجر، إلى 2500 جنيه للطن، و100 جنيه حافز حلاوة.

وأشار إلى أنه تم رفع أسعار توريد البنجر والحوافز، وكان موسم بنجر السكر يستمر شهرين أو ثلاثة فقط، ولكن هذا الموسم ممتد حتى شهر أغسطس، والسعر يختلف كل 10 أيام لتشجيع التوريد المبكر للبنجر، وتجاوزنا الـ350 مليون جنيه صافى أرباح تشغيل البنجر، ونستهدف هذا العام ما يتجاوز تلك الأرباح.

وتمتلك الشركة 5 مصانع، منها مصنع السكر لإنتاج 70 ألف طن سكر من البنجر، والمولاس لاستخراج الكحول، حيث يتم إنتاج 30 ألف لتر من الكحول ويتم تصديره للخارج، وكذلك إنتاج علف البنجر.

 

الجريدة الرسمية