رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة، طنطا المفاجأة الكبرى، 3 مناطق في مصر تشعل ثورة 1919 وتزلزل الاحتلال الإنجليزي

ثورة 1919،فيتو
ثورة 1919،فيتو

في مثل هذا اليوم، اندلعت ثورة 1919 عبر سلسلة من الاحتجاجات الشعبية الضخمة رفضا للسياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، أعلن فيها الشعب المصري عن تذمره من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية، وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. 

 

سعد زغلول ورفاقه أخطر أسباب اندلاع ثورة 1919 

 

وساهم تأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء، في اشتعال شرارة  الثورة، حيث اعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفتهم إلى جزيرة مالطا، الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919. 

 

بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية، وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وكان لافتا أن القاهرة والإسكندرية وطنطا أكثر المناطق اضطرابًا، وخاصة الأخيرة، إذ يبدو الأمر طبيعيا في القاهرة والإسكندرية، لكن طنطا أدهشت الاحتلال ووضعته في إشكالية كبرى.

 

وحسب عبد الرحمن الرافعي في كتابه  (ثورة 1919 تاريخ مصر القومي من 1914 إلى 1921)، كانت مدينة طنطا أول مدن وجه بحري تُلبي نداء ثورة 1919، وشاركت الأحداث منذ البداية وقدمت العديد من الشهداء والمصابين، وصعدت بدرجة غير مسبوقة، بدأت بإضراب طلاب الثانوية عن تلقي الدروس وتنظيم مظاهرة تحركوا بها إلى السكة الحديد، وهناك منعوا القطار المتجة من طنطا إلى أشمون ليتأخر عن ميعاد تحركه ساعتين، وفعلوا ذلك مع القطار المتحرك من شبين الكوم إلى طنطا.

 

بسبب تصعيد طنطا لجأ الجنود البريطانيين إلى العنف المفرط، وانهالوا على المتظاهرين بالرصاص وسقط منهم 22 شهيدًا وأكثر من 50 مصابًا، حسبما نشر في جريدة الأهرام بتاريخ 13 مارس 1919، ولم يؤدي ذلك إلى تراجع المصريين بل صعدت كل المحافظات المصرية بصورة جنونية الأمر الذي دفع السلطات البريطانية للرضوخ للمطالب المصرية والإفراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر إلى باريس.

 

ووصل الوفد المصري في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر ومع ذلك استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922. 

 

عن أسباب الثورة على الإنجليز في مصر 

 

أُوفِدت بريطانيا لجنة برئاسة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، ووصلت اللجنة، في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920. دعا اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات. 

 

استؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدّمت لجنة ملنر مشروعًا آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري. قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أي نتيجة.

 

دعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة مرضية مع مصر غير الحماية، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولم تنجح المفاوضات بعض رفضها لمشروع المُعاهدة، فنشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين دعاهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.

 

حققت الثورة مطالبها، بعد أن ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914، وكذلك في 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية ولم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، حيث ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر حتى اندلاع ثورة يوليو 1952. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية