رئيس التحرير
عصام كامل

بالمؤمنين رؤوف رحيم (1)

“لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)” هكذا وصف الله، عز وجل، رسوله الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم، في سورة التوبة. رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو نبي الرحمة.. لم يقصر رحمته على مؤمن دون كافر، فالكل لديه بشر سواء صنع الله، مستحقون للرحمة والرأفة.
 

ولم يضن بحبه على إنسان دون آخر. بل لم يحرم جمادًا، ولا حيوانًا من كنوز رحمته. فمخاطبة الله تعالى للعرب بأن الرسول من أنفسهم تذكير لهم بأنه لهم ناصح ومحب، وعليهم مشفق، وعلى هدايتهم حريص، وأنه بهم رفيق وعليهم مشفق، يشقُّ عليه ضلالُهم ويفرح لهدايتهم.


وردت أحاديث كثيرة تبين بعض مظاهر الرحمة المهداة، والمتمثلة في المصطفى، عليه الصلاة والسلام، فمن ذلك انتقاله، صلى الله عليه وسلم، إلى الرفيق الأعلى قبل أمته ليكون لها سلفا، ففي الحديث: “إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها، ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره". (صحيح مسلم).


ومما يروى من وقائع السيرة النبوية أن ثقيفا آذت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام حتى رشقوه بالحجارة وأدموا قدميه، وخيَّره الله أن يعاقبهم فيطبق عليهم الجبال، فقال عليه الصلاة والسلام: “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا”. (رواه البخاري ومسلم).

 

وكان صلوات ربي وتسليماته عليه، أَمْنًا لأمته في حياته، مع الاستغفار.. قال تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ". (الأنفال: 33). قال صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم.. تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". (رواه البزار).  

الجريدة الرسمية