رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 2 رمضان، تولي عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية ومعركة بلاط الشهداء

سيطرة المسلمين على
سيطرة المسلمين على جزيرة كريت، فيتو

حدث في رمضان، تقدم" فيتو" لقرائها خدمة خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك باستعراض أبرز الأحداث التاريخية خلال أيام الشهر الكريم، وبالتزامن مع بدء أيام شهر رمضان لعام 1445 هجريًّا.

ونستعرض في التقرير التالي، أبرز الأحداث التي حدثت خلال اليوم الثاني من شهر رمضان عبر مر العصور؛ حيث جرت وقائع وأحداث مهمة في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك على مدار التاريخ، أبرزها الخروج لفتح مكة والشروع في بناء مدينة القيروان، وتولي عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية، واشتعال معركة بلاط الشهداء.

الخروج لفتح مكة

في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لفتح مكة هو وأصحابه الكرام.

الشروع في بناء مدينة القيروان 

فى اليوم الثانى من شهر رمضان شُرع في بناء مدينة القيروان، بإشراف فاتحها عقبةَ بن نافع "رضي الله عنه" والقيروان كلمةٌ معرّبةٌ عن "كاراوان" باللغة الفارسية، ومعناها مَوْضِع النزول، تُشْتَهَر القيروان في التاريخ بعلْمها وفقهائها، في مقدمتهم الفقيه عبد الله بن أبي زيد القَيْرَوَاني صاحب الرسالة الفقهية، ومن أهم معالم القيروان جامع عقبة بن نافع.

تولي عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية

الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية، ولد في المدينة وتفقه فيها علوم الدين، وكان قبل توليه الخلافة ممن اشتهر بالعلم والفقه والعبادة، وكان أحد فقهاء المدينة الأربعة، قال الأعمش عن أبي الزناد: «كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان». استلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة 65 هـ الموافق 684م، وحكم دولة الخلافة الإسلامية واحدًا وعشرين عامًا.

معركة بلاط الشهداء 

2 من رمضان 114 هـ: اشتعلت معركة "بلاط الشهداء" بين المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" والفرنجة بقيادة "شارل مارتل"، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرةَ أيامٍ من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنتهِ المعركة بانتصارِ أحد الفريقين، لكنَّ المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال.
 

فتح بلاد المغرب الأوسط 

في 2 رمضان عام 82هـ تم فتح بلاد المغرب الأوسط؛ حيث كانت الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا تواجه الروم من جهةٍ والبربر من جهةٍ أخرى، وكانت زعيمة البربر تُسمَّى "الكاهنة"، وقد استطاعت أن تجمع شملهم وتحارب المسلمين سنوات طويلة، ولم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها حتى جاء الحسان بن النعمان الذي صمم على فتح جميع بلاد المغرب؛ إذ انطلق متوجهًا إلى أواسطِ المغرب والتقى بجيوش الكاهنة وانتصر عليها في رمضان عام 82 هـ.
 

الاستيلاء على جزيرة كريت

 كانت جزيرة كريت أو إقريطش هدفًا للمسلمين منذ بداية الفتوحات الإسلامية منتصف القرن السابع الميلادي (القرن الأول الهجري)، وأول ما تعرضت له الجزيرة كانت غارةً عام 654م (33هـ) على عهد الخليفة عثمان بن عفان، ثم كرةً أخرى عام 674م/675 الموافق لعام 55هـ إبان خلافة معاوية بن أبي سفيان ونجح المسلمون في السيطرة على أجزاءٍ منها بقيادة جنادة بن أبي أمية.

Advertisements

 كما احتُلت أجزاءٌ من الجزيرة مؤقتًا على عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (85-95هـ). وجاءت محاولة أخرى عام 806م/190هـ أو 807 من قبل الأسطول الإسلامي بقيادة حميد بن معيوف الهمداني أثناء غزو هارون الرشيد للأناضول، لكنّ المسلمين طيلة القرن الثامن لم يتمكنوا من السيطرة على الجزيرة إلا لمامًا (إن من حيث الرقعة الجغرافية أو المدة الزمنية)، وبقيت رغم تكرار الهجمات بأيدي البيزنطيين عمومًا، يرجع الفشل في تحقيق ذلك إلى موقع إقريطش النائي عن القواعد البحرية الإسلامية في الشام ومصر.

 

فتح إقريطش

بدأ الفتح الإسلامي لإقريطش بوصول مجموعة من الأندلسيين المنفيين إليها خلال النصف الثاني من عهد الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثاني (820-829)، وكان هؤلاء الأندلسيون ناجون من قمع أمير الأندلس الحكم بن هشام بعد فشل محاولة تمردٍ ضده عام 818م (202هـ) عُرفت باسم وقعة الربض.

 نُفي أهل ربض شقندة الواقعة جنوب قرطبة بعدما كفّ الحكم عنهم، فاستقر بعضهم في مدينة فاس بالمغرب، فيما توجّه آخرون بقيادة عمر بن حفص بن شعيب بن عيسى البلوطي المعروف باسم أبي حفص البلوطي إلى الإسكندرية وسيطروا عليها حتى عام 827 عندما حاصرهم عامل المأمون على مصر (الوالي) عبد الله بن طاهر وطردهم منها. 

وهناك اختلاف في زمن وصول المسلمين إلى إقريطش؛ ففي حين تذكره المصادر الإسلامية عام 827 أو 828 (212هـ) بعد طرد الأندلسيين من الإسكندرية، تذكر المصادر البيزنطية وصولهم بُعيْدَ قمع ثورة توماس الصقلبي عام 823م.

ويمكن الجمع بين الروايتين بأن قسمًا من هؤلاء الأندلسيين قد فتح الجزيرة (عام 823م) في الوقت الذي اتجه فيه قسم آخر إلى الإسكندرية وبقي بها حتى طردوا منها فاتجهوا إلى إقريطش حيث استقر أقاربهم ومعارفهم السابقون، أو أن لهم غارتين عليها فشلت الأولى منهما فاتجهوا للإسكندرية ونزلوا بها زمنًا، ثم بعدما طردوا منها عادوا لفتح إقريطش ثانية.

غادر الأندلسيون بصحبة عائلاتهم الأسكندرية في أربعين سفينةً بموجب شروط الاتفاق مع ابن طاهر.

 يُقدّر المؤرخ الأمريكي وارن تريدغولد -المختص بالتاريخ البيزنطي- عددهم بحوالي اثني عشر ألفًا، منهم ثلاثة آلاف مقاتلٍ، في حين تُقدرهم مصادر أخرى بحوالي خمسة عشر ألفًا.

وفقًا للمؤرخين البيزنطيين كان الأندلسيون على درايةٍ بإقريطش كَونهم أغاروا عليها في السابق، كما يزعمون أنّهم خططوا مُسبقًا لاحتلالها (بمعنى الإقامة وليس إغارة فقط) بمجرد وصولهم (ما يرجح فرضية وقوع غزوين وأنهم اعتمدوا على خبرتهم المستفادة من الحملة الأولى)، وبدؤوا فعليًّا محاولتهم عندما أضرم أبو حفص النيران في سفنهم، لكن نظرًا إلى حقيقة إحضارهم أسرهم معهم يمكن التشكيك بهذه الرواية، خاصةً وأنهم بحاجةٍ للسفن كنواة أسطولٍ إذا ما أرادوا الاستقرار فعلًا.

 المكان الذي رسا به الأندلسيّون غير معروف، بعض المؤرخين يعتقدون أنه على الساحل الشمالي في خليج سودا أو بالقرب من المكان الذي بُنيت فيه عاصمتهم ربض الخندق لاحقًا، لكن ثمة من يعتقد أنّهم رسوا على الساحل الجنوبي ثم انتقلوا إلى المناطق الداخلية في الساحل الشمالي.

 تذكر المصادر الإسلامية أنّهم لم يلقوا مقاومةً تُذكر من سكان الجزيرة، وتُرجع ذلك إلى البغض الذي يكنّه السكان المحليون للبيزنطيين بسبب سوء سيرة عمّالهم (ولاتهم)، والظلم الضريبي والإداري، ولما اشتُهروا به من الهرطقة المُسمّاة اللاأيقونية.

أرسل ميخائيل الثاني البعثات المُتعاقبة حالما علم بمجيء العرب مُحاولًا استرداد الجزيرة قبل أن يحكموا سيطرتهم عليها بشكل كامل. لكن الخسائر التي تكبّدتها بيزنطة أثناء ثورة توماس الصقلبي حجّمت قدرتها على الحرب، أما إذا كان وصول المسلمين عام 827م/828 فإنّ فتح الأغالبة جزيرة صقلية دفع البيزنطيين إلى تشتيت قواهم وتحويل سفنهم ورجالهم صَوبها ما سهّل سقوط إقريطش.

فتح جزيرة كريت، فيتو

الفتوحات الإسلامية

 

 أُرسلت أولى الحملات لاسترداد الجزيرة بعد بضعة شهور من وقوعها بأيدي المسلمين بقيادة قائد ثغر الناطليق فوتينوس والكونت داميان، وكانت نتيجتها هزيمة القوات البيزنطية في معركةٍ مفتوحةٍ وقتل الكونت داميان وهروب فوتينوس. أُرسلت حملة أخرى من سبعين سفينةٍ عقب الأولى بعامٍ بقيادة قائد الثغر البحري كراتيروس حققت نجاحاتٍ في البداية وتمكنت من الإبرار (النزول إلى البر) بعد قتالٍ عنيفٍ، لكن البيزنطيين أفرطوا ثقةً بأنفسهم فتعرضوا لهجومٍ ليلًا على حين غرّة وقُتل منهم نفرٌ كثير.

 تمكن كراتيروس من الفرار إلى جزيرة كوس، لكنّ المسلمين قبضوا عليه وقتلوه، ويُقال صلبوه، ويعتقد المؤرخ ماكريبولياس أنّ هذه الحملات وقعت قبل انتهاء الأندلسيين من بناء عاصمتهم.

وظل الأندلسيون يحكمون الجزيرة حتى سنة (350 هـ - 961م)، أي مكث الحكم الإسلامي لكريت مدة مائة وأربعين عامًا واعتنق معظم سكان الجزيرة الإسلام، ثم استولى البيزنطيون على الجزيرة مرة أخرى وساد الاضطهاد الديني للمسلمين بالجزيرة، وفي القرن السابع الهجري اشترت جمهورية البندقية جزيرة كريت، وحكم البنادقة الجزيرة حكمًا استبداديًّا وحاولوا نشر المذهب الكاثوليكي بين سكان الجزيرة وكان أهلها يعتنقون المذهب الأرثوذكسي فهاجر الكثير من أهل الجزيرة إلى البلاد الإسلامية واعتنق الكثير منهم الإسلام. واستنجد أهل الجزيرة بالاتراك العثمانين لتخليصهم من حكم البنادقة. فأرسل العثمانيون حملة لاحتلال كريت في سنة (1080 – 1669) وعاد الحكم الإسلامي لجزيرة كريت مرة ثانية وعاد المذهب الأرثوذكسي للجزيرة وساد التسامح الديني في الجزيرة وأمام تسامح المسلمين اعتنق نصف سكان جزيرة كريت الإسلام وانتشر في جميع أنحاء كريت في ظل الحكم التركي. ولم يحاول الأتراك تغير لغة الجزيرة أو التدخل في دين أهلها.

 

وفي أثناء القرن الثالث عشر الهجري انتهزت الدول الأوربية خصوصًا روسيا ضعف الدولة العثمانية وحاولوا التدخل إلى جانب اليونان ضد الدولة تركيا وخاضت الدولة العثمانية عدة حروب في كريت وشبه جزيرة المورة، وتدخلت مصر إلى جانب السلطان العثماني وتمكن المسلمون تحت راية المماليك من الاستيلاء على جزيرة إقريطش (كريت) في اليوم الثاني من رمضان عام 1239هـ.

ومنح محمد علي حكم كريت بين سنتي (1240 هـ - 1256 هـ) واستمر الصراع حتى سنة (1316هـ -1898 م) عندما (دولت) كريت ومنحت بعد ذلك لليونان في سنة (1332 هـ - 1913 م). ونتيجة للخسارة التي مني بها المحتلون هاجر حوالي 450 ألف مسلم من جزيرة كريت، ولم يسمح للمسلمين بناء مدارس جديدة لتعليم أبنائهم، وحرم عليهم بناء أو إصلاح المساجد بسبب قيامهم بتحويل الكنائس إلى مساجد عند احتلالهم الجزيرة. ولقد خلف المسلمين وراءهم العديد من المساجد والمدارس الدينية، ومن أبرز ٍمساجد كريت مسجد السلطان إبراهيم في مدينة الخندق عاصمة الجزيرة، وقد حول المسجد لاحقًا إلى كنيسة (سانت نيكولاس)؛ وذلك لأن أصله كان كنيسة وقد قام المسلمون بتحويله إلى مسجد ابان الحكم التركي. وافتتح أول مركز إسلامي في جزيرة كريت ويهتم بالدراسات الإسلامية والعربية.

صورت المصادر الإسلامية القليلة إقريطش إمارةً ذات اقتصادٍ مُتطورٍ وصلاتٍ تجاريةٍ واسعةٍ، وثمة أدلة تُشير إلى أن ربض الخندق كانت مركزًا ثقافيًّا يحظى ببعض الأهمية.

كما تُشير النقود الذهبية والفضية والنحاسية الباقية من تلك الحقبة ذات الوزن والشكل الثابت تقريبًا (دلالةً على الكفاءة والالتزام القانوني بمعايير سك العملة وهو ما لا يتوافر ذلك الوقت إلا لدولةٍ مزدهرةٍ اقتصاديًّا ذات سيادةٍ ومنعةٍ ودخلٍ مستقر) تُشير هذه العملات إلى اقتصادٍ مزدهرٍ ومستوى معيشي مرتفعٍ للسكان وعزز من اقتصاد الإمارة التجارة المكثفة مع العالم الإسلامي ومصر على الخصوص، فكانت مراكب أهل إقريطش «تمير أهل مصر بخيرات جزيرتهم وأطعمتهم، وكانت هداياهم تصل إلى ولاة مصر»، وكان يُحمل من إقريطش العسل والنحل والجبن الكثير إلى مصر والشام، ويُسمى بلغة الفرنج «كنْديا» نسبة إلى مدينة كنديا أو الخندق قاعدة (أي عاصمة) إقريطش. وربما يمكن إضافة الرقيق وزيت الزيتون لقائمة صادراتها.

وازدهرت الإمارة زراعيًّا وكانت منتوجاتها تصل إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ومن الممكن أن يكون قصب السكر قد قدم الجزيرة ذاك الوقت. إن الأمثلة العديدة التي تقدمها لنا الفتوحات الإسلامية من انتشار الثقافة والمدنية وأسباب الحضارة وأبرزها فتح صقليّة البارز تاريخيًا والمعاصر لإقريطش والذي بقيت آثاره إلى ما بعد سقوطها بيد النورمان بنحو ثلاثة قرون، وطول عهد الإمارة لما يقرب من ستة أجيالٍ يرجح قيام دولةٍ مستقرةٍ ذات منعةٍ وشكيمةٍ، وحكومةٍ مركزيةٍ فعالةٍ خاصةً وأن الزراعة في كريت قطاعٌ نشطٌ منذ القدم لكثيرٍ من السكان المحليين.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية