رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان والإمام الشافعى

زيارة الرئيس التركي أردوغان لمسجد ومرقد الإمام الشافعى جاءت بالطبع بناء على طلبه.. وقد إهتمت الرئاسة التركية بهذه الزيارة إعلاميا بشكل لافت للانتباه.. فلماذا كانت هذه الزيارة؟ 
البعض يقول إن تركيا ساهمت في عام 2012 في تطوير وتجديد مسجد ومرقد الإمام الشافعى، وكان الرئيس التركي يريد أن يرى ما تم في هذا التطوير والتجديد.

 

والبعض الآخر يقول إنه كان يريد مشاهدة القاهرة التاريخية والإسلامية التى يعد مسجد ومرقد الإمام الشافعى أحد أهم معالمها، وهذا أبرزته الرئاسة التركية في بيانها عن زيارة الرئيس أردوغان له.. وكلها تفسيرات مقبولة ولها جانب من الصحة.. لكن ثمة سبب آخر يسبقها، ويمثل رسالة أراد الرئيس التركي أن يوجهها بمناسبة زيارته لمصر والمصريين.

 
ومضمون هذه الرسالة أن الخلاف في الرؤى لا يمنع من التقارب بين الدول والشعوب.. فرغم أن تركيا تنتهج إسلاميا المذهب الحنفي فإنها تقدر الإمام الشافعى الذى يختلف مذهبه عن المذهب الحنفي.. وإذا طبقنا ذلك على العلاقات بين الدول فإنه يعنى أن التقارب والتعاون بين الدول لا يتعين أن يحول بينه أو يعطله التباين في الرؤى والمواقف السياسية واختلاف المصالح الاقتصادية.

 
ولعل ذلك هو ما دفع الرئيس التركي لزيارتنا، بل والعمل خلال الزيارة على رفع العلاقات معنا إلى مستوى استراتيجى مجددا بإحياء المجلس الاستراتيجى للعلاقات بين دولتينا، وقبل أن يغادر بلدنا قام بزيارة مسجد ومرقد الإمام الشافعى الذى عندما زار مصر وأقام فيها راجع الكثير من أحكامه الدينية.

 


توجيه الرسائل من قبل الرؤساء أمر شائع ومتكرر.. ولعلنا مازلنا نتذكر كيف لم يكتف الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما بتوجيه رسالته إلى العالم الإسلامى من جامعة القاهرة فقط، وإنما اهتم أن يزور مسجد السلطان حسن في القاهرة الإسلامية والتاريخية.

الجريدة الرسمية