رئيس التحرير
عصام كامل

خطيب المسجد الحرام: احترام المعلم توفيق من الله ومن أهمل ذلك فهو من دلائل العقوق

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام إنه بعد كل شباب هرمًا، ومع كل صحة سقمًا، ومع كل حياة في الدنيا موتًا، فخذ من شبابك لهرمك، ومن صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك.
 
خطبة المسجد الحرام 

وأوضح "بن حميد"خلال خطبة الجمعة الأخيرة في شهر رجب من المسجد الحرام، أن  التعليم هو مفتاح التقدم، وطريق النهضة، وهو السبيل لاستشراف المستقبل، بالتعليم تبنى العقول، ويكون الإبداع، وبالتعليم تغرس العقيدة الصحيحة، والتوحيد النقي، وبالتعليم الصحيح يفهم المتعلم الإسلام فهمًا صحيحًا، متكاملًا، وسطًا، فالتعليم هو الذي يزود بالقيم، والمثل العليا، ويكسب المعارف والمهارات، وينمي الاتجاهات، والسلوك البناء.

وأكد أن بالتعليم يكون استقرار المجتمع وتطوره، ويكون به الفرد عضوًا نافعًا في أمته، وهو الذي يحدد الهوية، ويشكل الأخلاق، ويضبط الثقافة، ويحقق الاندماج في المجتمع، وهو الذي يحقق أهداف الخطط الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وغيرها، منوهًا بأن التعليم ينجح حين يؤدي المعلم وظيفته، بل رسالته بإتقان.

Advertisements

خطيب المسجد الحرام يؤكد أهمية التعليم 

وتابع: والتعليم ينجح حين يقتنع المعلم بدوره العظيم، ومسؤوليته الكبرى في بناء الإنسان، ويكون مؤمنًا بالثروة البشرية التي تخرج من تحت يده، لافتًا النظر إلى أن المعلم هو ركن نجاح التعليم، وأن المعلم - بإذن الله - هو عماد الأوطان، وكلما رسخت القيمة العالية للمعلم كانت النهضة والحضارة.
 

ونبه إلى أن المعلم هو ذو الخبرة الذي يؤخذ منه العلم والتربية، ولما كانت المهن ولا المهارات، ولا الاختصاصات، وهو الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علميًا وأخلاقيًا واجتماعيًا، كما أنه صانع العقول يخرج من تحت يده العالم، والداعية، والقاضي، والمهندس، والطبيب، والمخترع، والمكتشف، والعسكري، والتاجر، والفلاح، والصانع، وغيرُهم من أرباب الوظائف، والمهن، والحرف، وأصحاب الفكر والقلم، والرأي.

وأفاد بأن عظماء التاريخ وكبار العلماء، ورجال السياسة، وصناع القرار، كل هؤلاء مروا من تحت المعلم في نظام تعليمي وتربوي طويل ومتين، ومن ثم فإن موطن القوة في بناء الأوطان هو المعلم، والدول حين تخطط لبناء المصانع لإنتاج المعدات والمراكب، والأدوات والأجهزة، تضع في مقدمة ذلك خطتها لصانع العقول الذي من تحت يده يكون إنتاج هذا كلِّه.

ووصف المعلم المخلص بأنه المعلم الكفء، المتمسك بدينه، المستقيم في سلوكه، المنضبط في تصرفاته، الحازم، القوي، يقدر الظروف، ويتفهم الدوافع، واسع الأفق، يهتم بالثقافة العالية، متمكن من مادته وتخصصه، حليم، واسع الصدر، مرن، صبور، قادر على التكيف، مشيرًا إلى أن المعلم الكفء هو المتميز في تخصصه، الجاد في عمله وأدائه، القدوة الحسنة في حسن خلقه، المعتدل الوسط في تعامله.

وأفاد بأن المعلم طاقة فياضة، يتألق في أدائه، يقدم العلم في أفضل صورة، يحفز المجتهد ليزداد، ويساعد الضعيف ليرتقي، يحبب الطلاب في المادة، ويشوقهم بالأسلوب، ويجذبهم بالطريقة، يسمعون منه كلمة الشكر والتقدير، ويتلقون منه التحفيز والتشجيع، علاوة على أن المعلم قائد لطلابه، فعلاقته بهم علاقة مشاركة، وتعليم، وتربية، وتدريب.

وأضاف: "أيها المعلم الكريم بين يديك أثمن ما تملكه الأمة، بين يديك ثروة تتضاءل أمامها كنوز الأرض جميعُها، إنها الثروة البشرية، أنت حامل رسالة العلم، ومنشئ الأجيال - بإذن الله -، ومربي الرجال، ومعلم الناس الخير، أنت بإذن الله بحسن تعليمك، وصدق توجيهك تجعل الناشئة قرة أعين لوالديهم، وذخيرة لأوطانهم، وبناة لحضارتهم، أنت القدوة الصالحة إذا صَلَحْتَ.

وحذر المعلم من التناقض بين القولِ والعملِ، والظاهرِ والباطنِ، فازدواجية التوجيه مَهْلَكة، أنت تؤثر على طلابك بأقوالك وأفعالك، ومظهرك، وفي كل تصرفاتك وأحوالك، مهمتك هي تعليم العلم، وتهذيب النفوس، وتوجيه السلوك، وبناء الحياة الصالحة"، مضيفًا: ً: "أيها المعلمون أنتم الوارثون والمورثون من علَّم منكم علمًا فله أجر من عمل به لا ينقص ذلك من أجر العامل شيئًا.

واستند لما جاء من الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأنتم الوارثون وأنتم المورثون: (العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، أنتم الوارثون وأنتم المورثون: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقةٍ جارية، أو علمٍ ينتفع به بعده، أو ولدٍ صالح يدعو له)، أنتم لكم حظ وافر من هذا الحديث الشريف بأنواعه الثلاثة، فالمرشد إلى الصدقة ودليلها هو المعلم، فأنتم شركاء، فما يبذل من صدقات وما ينشأ من وصايا وأوقاف أنتم فيه شركاء، وأنتم فيه وارثون موروثون".
 

وأشار إلى أن الولد الصالح هو ثمرة العلم، والتربية والتزكية، فما أعظم ما يخلف العالم والمعلم من أجر وما أكبر ما يحدث من أثر، لافتًا إلى أن للإعلام دورًا عظيمًا في ترسيخ مكانة المعلم، ونشر هيبته، وحفظ منزلته، وبخاصة من خلال الروايات، والقصص، والمسلسلات، وأدوات التواصل، والحذر كل الحذر من أن تتضمن أيُّ مادة إعلامية الحطَّ من مكانته، أو التقليلَ من وظيفته، أو التنقصَ لرسالته، وأنه بصلاح المعلم تصلح الأجيال، وباحترام المعلم ترتقي الأمة، وبضعفه تضعف.

فضل احترام المعلم 

وبين أن احترام المعلم، ومعرفة حقه هو توفيق من الله وهداية، ومن أهمل ذلك، أو قصر فيه فهو من دلائل العقوق، والخذلان، والخسران، موصيًا الطالب قائلًا: "من علمك حرفًا فأخلص له ودًا، اكتسب من المعلم أخلاقه قبل علمه، وأدبه قبل درسه، اجعله قدوة فيما صلح من أمره، ولا تتبع ما أخطأ فيه من فعله، واحفظ له من العين ما رأت، ومن الأذن ما سمعت، ذب عن عرضه، واحفظه في غيبته".

وأوصى الآباء والأمهات قائلًا: "قفوا مع المعلم، وعلموا أولادكم احترامه، وحفظ مكانته، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه، أو الحط من قدره، علموهم أدب التعليم، وأدب الحوار، وأدب السؤال، حتى يُحَصِّلوا علمًا، ويحملوا أدبًا، حق المعلم أن تُظْهر مناقبه، وتستر معايبه، ويُعظَّم قدره، ومن أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه".
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية