رئيس التحرير
عصام كامل

ما معنى الستر وما أنواعه وهل هو من أسماء الله، أم صفاته؟

ما معنى الستر وما
ما معنى الستر وما أنواعه وهل هو من أسماء الله، أم صفاته؟

ما معنى الستر؟ وما أنواعه؟ وهل هو اسم من أسماء الله، أم صفاته؟ وما هي فضائل الستر وجزاؤه في الدنيا والآخرة؟ ولمن يكون الستر.. وكيف كان الستر في حياة الرسول؟ وماذا كان يفعل مع أصحابه.. كل هذه الأسئلة وغيرها من الأمور ستجدونها في التحقيق التالي:

الستر

الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم.

الستر من صفات الله تعالى

  اتصف ربنا بهذه الصفة الجليلة؛ فهو -سبحانه- السِّتِّير، ففي (سنن أبي داود)، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -عز وجل- حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحياءَ والسترَ".

 (وفي الصحيحين) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ".

من سَترَ مسلمًا سَترَه الله في الدنيا والآخرة
ما معنى الستر وما أنواعه وهل هو من أسماء الله، أم صفاته؟

 

 

اقرأ أيضا: أشهرها السيد البدوي ومسجد الشيخة بدر الصباح، أشهر مساجد وأضرحة الغربية

 

 

الستر في حياة الرسول

كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على ستر العورات، وإخفاء المعايب والزلات، وإذا بلَغَه -صلى الله عليه وسلم- ما يكره عرَّض ولم يصرِّح، وستر ولم يفضح، فقال: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا"، وفي (صحيح مسلم) عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إني عالجتُ امرأةً في أقصى المدينة، وإني أصبتُ منها ما دون أن أمسَّها، فأنا هذا فاقضِ فيَّ ما شئتَ، فقال له عمر: لقد ستركَ الله لو سترتَ نفسك، قال: فلم يردَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، فقام الرجل، فانطلق فأتبعه النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلًا دعاه، وتلا عليه هذه الآية: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هُودٍ: 114]، فقال رجل من القوم: "يا نبي الله، هذا له خاصة؟ قال: بل للناس كافة".

وكان صلى الله عليه وسلم- يوجه من وقع في معصية أن يستر نفسه، كما حصَل لماعز -رضي الله عنه- وغيره، فقد صدَّهم مرارًا حين أقرُّوا على أنفسهم بالفاحشة، وقال: “أيها الناس، قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئًا فليستَتِرْ بسترِ اللهِ” 

وفي  (صحيح مسلم) من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكَر رجلًا يؤتَى به يوم القيامة فيقال: "اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتُعرض عليه صغارُ ذنوبه فيقال: عملتَ يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن يُنكِر وهو مُشفِق من كبار ذنوبه أن تُعرَض عليه، فيقال له: فإن لكَ مكان كل سيئة حسنة، فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا، قال أبو ذر -رضي الله عنه-: فلقد رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه"، (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الْفُرْقَانِ: 70].

مجتمع سيدات - اسماء الله الحسنى للمدربة رنا ابو عريش ------------------------------ ❤️❤️❤️فقرة قوت القلوب❤️❤️❤️❤️ أسماء الله الحسنى الله (السِّتِّير) جل وعلا هو اسم من أسماء الله الحسنى وكل أسمائه حسنى. 󾭩
ما معنى الستر وما أنواعه وهل هو من أسماء الله، أم  صفاته؟

أنواع الستر:

الستر أنواع كثيرة، منها:

  • ستر العورات: المسلم يستر عورته، ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها، قال الله -تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} [المؤمنون: 5-6].

وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك).فقال السائل: يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها).قال السائل: إذا كان أحدنا خاليًا؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يستحيا منه من الناس) [أبوداود والترمذي وابن ماجه].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة) [مسلم].

  • الستر عند الاغتسال: يجب على المسلم إذا أراد أن يغتسل أو يستحم أن يستتر؛ حتى لا يطَّلع على عورته أحد لا يحق له الاطلاع عليها، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل استتر عن الناس، ثم اغتسل.وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله -عز وجل- حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) [أبوداود والنسائي وأحمد].
  • الستر عند قضاء الحاجة: إذا أراد المسلم أن يقضي حاجته من بول أو غائط (براز)، فعليه أن يقضيها في مكان لا يراه فيه أحد من البشر؛ حتى لا يكون عرضة لأنظار الناس.
  • ستر أسرار الزوجية: المسلم يستر ما يدور بينه وبين أهله، فلا يتحدث بما يحدث بينه وبين زوجته من أمور خاصة، أمرنا الدين الحنيف بكتمانها، وعدَّها الرسول صلى الله عليه وسلم أمانة لا يجوز للمرء أن يخونها بكشفها، وإنما عليه أن يسترها قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفْضِي إلى امرأته، وتُفْضِي إليه ثم يَنْشُرُ سرها) [مسلم وأبو داود].
  • ستر الصدقة: المسلم لا يبتغي بصدقته إلا وجه الله -سبحانه-، لذا فهو يسترها ويخفيها حتى لا يراها أحد سوى الله -عز وجل-، وقد قال الله -تعالى-: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 274].

وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أَحَدَ السبعة الذين يظلُّهم الله في ظله يوم القيامة رجُلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. وقال صلى الله عليه وسلم: (صدقة السر تطفئ غضب الرب) [الطبراني].

  • ستر الرؤيا السيئة: إذا رأى المؤمن في نومه رؤيا حسنة فليستبشر بها، وليعلم أنها من الله، وليذكرها لمن أحب من إخوانه الصالحين، أما إذا رأى رؤيا سيئة يكرهها فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من شر هذه الرؤيا، ولا يذكرها لأحد، وليعلم أنها من الشيطان، ولا تضره.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله) [متفق عليه].

  • ستر وساوس الشيطان: إذا تحدث المؤمن في نفسه بشَرٍّ، أو نوى أن يقوم بمعصية، لكنه عاد إلى رشده؛ فإن عليه ألا يذكر ما جال بخاطره وما حدثتْه به نفسه من الشر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله -عز وجل- تجاوز لأمتي عما حدثتْ به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به) [متفق عليه].
  • الستر بين الزوجين: يقول الله -عز وجل-: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[الْبَقَرَةِ: 187]، فلا يليق بعد الميثاق الغليظ والمودة والرحمة أن ينشر كل منهما سر صاحبه.

 

 

 

شروط الستر:

للستر عدة شروط لابد أن يراعيها المرء؛ حتى يحقق الستر الغرض المقصود منه، وأهم هذه الشروط:

* أن يستر المسلم أخاه عند فعله للمعصية وبعدها، بألا يتحدث للناس بأن فلانًا يرتكب المعاصي.

* ألا تتعلق المعصية التي فعلها المسلم بغيره ولا تضر أحدًا سواه.

* أن يكون الستر وسيلة لإصلاح حال المستور بأن يرجع عن معصيته ويتوب إلى الله -تعالى.

* ألا يكون الستر وسيلة لإذلال المستور واستغلاله وتعييره بذنوبه.

* ألا يمنع الستر من أداء الشهادة إذا طلبت، {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه} [البقرة: 283].

* الستر مرهون برد المظالم، فإذا لم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير.

فضل الستر:

  • نشر المحبة والألفة، وحسن الظن بين المسلمين، وإعانة العاصي على أن يستدرك نفسَه، ويتوب إلى ربه، وفي (الأدب المفرد للإمام البخاري) كان يقال: "من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أدَّاها"
  • الستر يوم القيامة ففي (صحيح مسلم)، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"، وقال صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة) [ابن ماجه].
  • الستر ثوابه الجنة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه، إلا أدخله الله بها الجنة) [الطبراني].

 

 من أسباب ستر الله على العبد:

  • التخلي بخلق الستر على العباد، فالجزاء من جنس العمل، (ففي الصحيحين) قال صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة".

وفي (سنن الترمذي)، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "صَعِدَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تُعَيِّرُوهُمْ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ"

 وفي (سنن أبي داود) قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاوية -رضي الله عنه- وأرضاه: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدتَ أن تفسدهم".

  • مجاهدة النفس على الإخلاص، فمن أخلص لله -تعالى- في أقواله وأعماله ستره الله في الدنيا والآخرة، (وفي الصحيحين)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمَّع سمَّع اللهُ به، ومن راءى راءى الله به".

 

المجاهَرة بالمعاصي:

قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافًى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة، أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان، قد عملتُ البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) [البخاري].

 حكم ستر من اشتهر بالفساد والفجور

من اشتهر بالفساد والشرور وعُرف بالأذى والفجور، ومن تعدى ضرره، من أصحاب الأفكار الضالة، ومن يهدد الأمن والاستقرار في البلاد فلا يُسكَت عنهم، ولا يستر عليهم، بل يجب تبليغ المسئولين عنهم، وتحذير الناس منهم؛ صيانةً للدماء والأعراض، وأمن البلاد والعباد، ومن تستر عليهم كان شريكًا في إجرامهم وإفسادهم، وفي (صحيح مسلم)، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله من آوى محدِثًا"؛ يعني الطرد من رحمة الله -تعالى-، لكل من ستر جانيًا وأجاره، وحال بينه وبين أن يُقتص منه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية