رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة رشدي.. برنار الشرق التي بدأت في كورال سيد درويش.. تألقت ممثلة ومخرجة ومنتجة.. حرقت أحد أفلامها.. وسر تسميتها بصديقة الطلبة

الفنانة فاطمة رشدى،فيتو
الفنانة فاطمة رشدى،فيتو

فاطمة رشدى، سارة برنار الشرق، سالومى الشرق أيضا، أفنت عمرها في سبيل رفع شأن الفن المصري، فنانة من الزمن الجميل، رائدة من رواد السينما المصرية، ممثلة ومنتجة ومخرجة، لقبت بصديقة الطلبة لتقديم روايتها إلى طلبة المدارس بالمجان، وسارة برنار الشرق، اشتهرت بفيلم العزيمة الذى قدمته مع حسين صدقى، ورحلت في مثل هذا اليوم 23 يناير عام  1996.

فاطمة رشدي، رائدة المسرح التي أنقذها فريد شوقي من النهاية البائسة، وهذه حكايتها مع أزواجها الـ 5

ولدت فاطمة رشدي خليل أغا الشهيرة بـ فاطمة رشدى عام 1908 بالإسكندرية، عملت بالغناء والتمثيل وهي طفلة صغيرة مع أختها إنصاف رشدي في فرقة أمين عطالله بعد رحيل والدها حيث كانت أولى أغنياتها في الفرقة "طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة" 

فرقة سيد درويش كانت البداية 

بدأت أولى خطواتها الفنية، وهي في الخامسة عشرة ضمن كورس فرقة الموسيقار سيد درويش عام 1921، ثم كان لقاء فاطمة رشدي بالمؤلف المسرحي عزيز عيد في أحد ملاهي روض الفرج عام 1923، حيث أعلن تبنيه لها فنيًّا، بعد أن توسم فيها الموهبة والقدرات الفنية الكامنة، فضمها إلى فرقة يوسف وهبي بمسرح رمسيس، وتعهّدها بالمران والتدريب وعلمها التمثيل، كما أوكل مهمة تلقينها قواعد اللغة العربية إلى مدرس لغة عربية خصيصا لها.

الفنانة الراحلة فاطمة رشدى 

تزوج عزيز عيد فاطمة رشدي بعد ذلك لتصبح نجمة فرقة رمسيس المسرحية، وفي عام 1924 أتيح لفاطمة رشدي بفضل ذلك الدعم الكبير القيام بأدوار البطولة في عدة مسرحيات، من بينها: الذئاب، الصحراء، الشرف، ليلة الدخلة، الحرية، النزوات وغيرها.

27 عامًا على رحيل فاطمة رشدي سارة برنار الشرق، حرقت "تحت سماء مصر" لهذا السبب

غادة الكاميليا فى المسرح 

قامت فاطمة رشدى بتكوين فرقة مسرحية باسمها، وقدمت أكثر من 200 مسرحية من الأدب العالمى، وبعض الروايات العربية منها: غادة الكاميليا، النسر الصغير، القناع الأزرق، العواصف، قصر الشوق، زقاق المدق، وفى الستينات اعتزلت فاطمة المسرح والسينما بعد ان انحسرت عنها النجومية.

فاطمة رشدى تحكى 

عن بداياتها الفنية تقول فاطمة رشدى: بدأت بالإسكندرية عام 1934 حيث قدمت مسرحية على مسرح الليسيه فرانسيه وشاهدنى المخرج الإيطالي (ألفيزى أورفانيلى) وكان يمتلك استوديو للسينما واستوديو للتصوير في حي المنشية بالإسكندرية، وهذا المخرج أخرج أعمالا من قبل للأساتذة على الكسار وفؤاد الجزايرلى وفوزى منيب وغيرهم، فعرض 
على العمل معه واختارنى لا مثل في فيلم (ثمن السعادة) مع حسين صدقى وكنت سعيدة جدا بالعمل مع أورفانيللى، لكن حظه كان سيئا فقامت الحرب العالمية الثانية، ودخلت إيطاليا الحرب مع ألمانيا وقبض الإنجليز على كل الطلاينة في مصر ومنهم أورفانيللى ووقعت قنبلة على الاستوديو الذي كان يملكه فدمرته.

فاطمة رشدي.. صاحبة نادرتين لم تحدث في تاريخ السينما في مصر.. وهذه نهايتها رغم شهرتها

رفض الرقص بتركيا 

وأضافت رشدى: بعد عرض الفيلم جاءنى خطاب من صاحب كازينو ومسرح البيجال بباريس يقدم لى عرضا مدته 90 دقيقة بعنوان (فاريتى فاطمة رشدى) وهو عبارة عن مشهدين من مسرحيتى كليوباترا وسالومى، وكنت أغنى وأرقص وأمثل أمام جمهور عريض وحضر العرض سفير مصر في فرنسا ولقبت يومها بسالومى المصرية، بعدها عرض على السفر الى تركيا والعمل راقصة بالمسرح هناك وكان عمرى 18 سنة فرفضت، وقلت من اكبر ممثلة في الشرق رقاصة في تركيا.

113 عاما على ميلاد سارة برنار الشرق.. فاطمة رشدى رائدة المسرح والسينما

اتهام بعدم الحياء 

اتهمتها الكاتبة أمينة الصاوى بالخلاعة وعدم الحياء في طريقة أدائها حين قدمت فاطمة رشدى رواية نجيب محفوظ " بين القصرين " على المسرح ووصفت المسرحية بالطفل اللقيط لبعد أحداثها عن القصة الحقيقية حتى أن نجيب محفوظ صرح بأنها ليست قصته، وأكدت أمينة الصاوى أن فاطمة رشدي فعلت بالمسرحية مالا يتصوره عقل، فقد أضافت إلى النص ألفاظًا خارجة وحركات خليعة من عندها، وعلى مزاجها بحجة أن دورها صغير تريد تطويله، والغريب أن توفيق الحكيم أشاد بدورها.

فاطمة رشدى مع محمود المليجى فى أحد أفلامها 

اتجهت إلى السينما وقدمت فاطمة رشدي أولى تجاربها السينمائية مع بدر لاما عام 1928 فى فيلم "فاجعة فوق الهرم"، وهو الفيلم رقم 6 في تاريخ السينما الروائية، وفشل فشلًا ذريعًا وهاجمتها الصحافة، ثم قامت بتأليف وإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم "الزواج" عام 1933 مع محمود المليجى فى أول دور له فى السينما من إخراجها وتمثيلها وإنتاجها، وقامت بتصويره في باريس وإسبانيا من خلال كبرى شركات التصوير السينمائى العالمية، ويدور حول إجبار الأب لابنته على الزواج ونجح نجاحًا كبيرًا.

فاطمة رشدي تعود إلى السينما بفيلم «دعوني أعيش»

العزيمة سبب نجوميتها 

من الأفلام السينمائية التي شاركت فاطمة رشدي في تمثيلها وإنتاج بعضها، والتي بدأت بتقديمها فيلم العزيمة الذى يعد واحدا من أفضل 100 فيلم في السينما المصرية لتبدأ بعده مشوارا تتضمن مائة فيلما منها: إلى الأبد، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، بنات الريف، عواطف، الريف الحزين، الطائشة، الجسد، دعونى أعيش، غرام الشيوخ،قدمت مع المخرج الايطالى نورفانييلى فيلمين الهارب، وثمن السعادة، كما أصدرت فاطمة رشدى جريدة سينمائية لنشر أخبار الفن والفنانين.  

حرق فيلم لم يعجبها 

هناك موقف رائع وجريء يحسب للفنانة فاطمة رشدي التي أبت إلا أن تقدم أعمالًا فنية كاملة، فحين شاركت فاطمة رشدي بطولة وإنتاج فيلم روائي طويل "تحت سماء مصر" من إخراج وداد عرفي وهو خامس فيلم ينتج في تاريخ السينما المصرية عام 1928، وحين شاهدته في عرض خاص ووجدت به ثغرات ولم يعجبها قامت بحرقه بالكامل وتحملت الخسائر رغبة في تقديم أعمال جيدة والوصول إلى الكمال فى أعمالها..


لإيمانها بأن الفن موهبة فقط، رفضت بل قاومت فكرة إنشاء معهد للتمثيل وأعلنت في رسالة نشرت بجريدة الأهرام عام 1931  أنه سيكون عديم الجدوى والفائدة لأن التمثيل ليس دروسا تلقى في غرف مغلقة ذات جدران أربعة ولا نظما يتوارثها جيل عن جيل، ولكنه استعداد وموهبة ومران وجهد يجب العمل على تهذيبه لا تلقينه.

فاطمة رشدى فى شبابها 

عندما قامت الممثلة المصرية فاطمة رشدي بتمثيل رواية على المسرح ادعت أنها مؤلفتها وبالصدفة البحتة ذهب مؤلف الرواية لمشاهدة العرض المسرحي، وطوال مدة العرض فوجئ بسرقة مسرحيته وثمار فكره أمام عينيه وتألم كثيرًا، عندها أقام المؤلف فى اليوم التالي دعوى قضائية ضد فاطمة رشدي يتهمها فيها بسرقة نص مسرحيته ونسبها إلى غير صاحبها الأصلي، وحكم القاضي بفرض غرامة مالية على فاطمة رشدي 15 جنيهًا لتصبح أول قضية سرقة فنية في مصر.

 

شكوى من تجاهل كبار الفنانين 

بعد تأميم المسرح والسينما في الستينات وقفت فاطمة رشدى بمفردها أمام الدولة التي أرادت احتكار صناعة الفن، وهو ما رفضته قائلة: وقفت وحدي أحارب احتكار الحكومة للفن وإخضاعه بتسعيرة الدرجات الحكومية والكادر الحكومي، والمرتب الحكومي، وازدادت أزمتها النفسية، بعدما وجدت المؤرخين المصريين يكرمون عددا من الفنانين الذين لم يقدموا فنا راقيا ـ وفقا لرؤيتهاـ  دون الاهتمام بأصحاب الفن الراقي، أمثال نجيب الريحاني وسلامة حجازي، الذين رحلوا عن عالمنا دون أن يجدوا حق الكفن، بالرغم من انها قابلت تكريما للفنانين من البلاد الأوروبية التي قدمت عروضها على مسارحها.
مما أشعرها أنها أضاعت عمرها دون فائدة؛ فلم يهتم بها أحد في وطنها، فقررت الانتحار من فوق جسر واترلو الشهير، لكن خوفها من أن تموت في بلد لا يعرف مدى ما قدمته هي إلى الفن المصري، جعلها تتراجع لتنتظر الموت لكن في وطنها. 

 

اعتزال فى الستينات 

وبعد عام 1969 اعتزلت فاطمة رشدى  الفن، وانحسرت الأضواء عنها، وتدهورت حالتها المادية والصحية، وأقامت فى حجرة بأحد فنادق الأحياء الشعبية  وحيدة مريضة مما دعا الفنان فريد شوقى للتدخل لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها حتى حصلت على شقة صغيرة بعمارات شمبليون ورحلت بعد تسلمها بشهور.

 

زواجات عديدة والموت وحيدة 

تزوجت فاطمة رشدي خمس مرات بدأت بالفنان عزيز عيد وهي طفلة عمرها 15 سنة حتى إنه وجهت إليه تهمة الزواج من قاصر وهدد بالسجن، ثم تزوجت من المخرج كمال سليم أثناء تصوير فيلم العزيمة، وتزوجت المخرج محمد عبد الجواد ثم تزوجت رجل أعمال غير معروف وضابط بوليس، وتم الانفصال لترحل وحيدة عام 1996.

 

حتى آخر العمر 

كتبت فاطمة رشدي في مذكراتها تقول: “عشت حياة حافلة بما بها من أحداث وذكريات حزينة وأخرى جميلة، هذه الحياة لو خُيرت بينها وبين حياة القصور لفضلت الأولى لأنى أحبها وسأظل أحبها حتى آخر العمر.


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية