رئيس التحرير
عصام كامل

4 أزمات دولية فى العام الجديد تهدد بقاء الحياة على الأرض.. أزمة غزة تضع زيلنيسكى فى موقف كارثى.. التراجع عن حرب «روسيا - أوكرانيا» جريمة.. والاستمرار فيها دمار

غزة،فيتو
غزة،فيتو

يعيش الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى واحدة من أتعس لحظات حياته بسبب انغماس الولايات المتحدة الأمريكية فى أزمة غزة، وحشد كل إمكاناتها على مختلف الأصعدة، سواء العسكرية أو السياسية أو الإعلامية من أجل دعم وحماية الكيان الصهيونى، وترك كييف وحيدة فى أرض المعركة، وفتح أراضى أوكرانيا على مصراعيها أمام الدب الروسى.

ويتزامن التخلى الأمريكى عن أوكرانيا بسبب حرب غزة مع تراجع حاد للبلدان الغربية أيضًا بسبب الخسائر الاقتصادية الفادحة ونزيف الخزائن الغربية بملايين الدولارات يوميا، دون تحقيق أى نجاحات ملحوظة فى ساحات المعركة.

من ناحيته قال رءوف سعد، سفير مصر الأسبق لدى روسيا، إن استفادة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من حرب غزة لا تقتصر على تراجع المساعدات لأوكرانيا فقط، ولكن استثمار وتعميق الصورة السلبية للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا جراء انكشاف ازدواجية معاييرهم ومواقفهم المخزية الداعمة والمؤيدة لاعتداءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين.

كما أشار سعد إلى أن تبنى روسيا مواقف مؤيدة للفلسطينيين سيؤدى إلى مزيد من التقارب الروسى العربى، وسيظهر موسكو دولة عادلة، ما سيلقى استجابة ولو محدودة من جانب الرأى العام العربى والشرق أوسطى بصفة خاصة والرأى العالمى بصفة عامة.

وأوضح سفير مصر الأسبق لدى موسكو، أن العالم يتحرك على ضفاف معركة غريبة من نوعها، لافتا إلى أن أوكرانيا ليست عدوًا لروسيا، ولكنها تقع فى اهتمامات أجندتين مختلفتين إحداهما أمريكية وأخرى روسية.

وتابع: الأجندة الروسية ترى أن انضمام أوكرانيا إلى العالم الغربى بصفة عامة، وإلى حلف شمال الأطلسى (الناتو) بصفة خاصة، يهدد أمنها القومى، خصوصا أن هذا الانضمام يعنى جلب القوات الأمريكية على الحدود الروسية، وهو أمر لا يهدد الأمن القومى الروسى فقط، ولكنه يمثل نوعا من الإذلال السياسى لموسكو.

واستكمل: أما الأجندة الأمريكية فليس هدفها روسيا بالتحديد فى هذه المعركة، وإنما الصين، مضيفا أن ما يحدث فى أرض أوكرانيا يمثل إنهاكًا وإجهادًا لروسيا حتى تستطيع واشنطن عزلها من المعادلة وتتفرغ لإعادة ترتيب الأوراق مع الصين التى أصبحت تمثل ليس فقط تحديًا اقتصاديا وتجاريا، وإنما عسكرى وتكنولوجى وفضائى أيضًا.

وأشار سفير مصر الأسبق لدى روسيا إلى أن الصين ترتقى كل يوم وتتوسع فى أجندتها، ولم تعد تقتصر فى تحركاتها الدولية على الجانب الاقتصادى والتجارى فقط، إذ أصبح لها دور سياسى متنامٍ فى العالم، والدليل على ذلك توسطها فى إجراء المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران.

واستكمل: “نحن نتحدث عن قوة تتعاظم ويستند دورها السياسى المتزايد إلى قوة اقتصادية هائلة تتصاعد كل يوم عن الآخر”، إذ أصبحت بكين تنتشر بشكل متسارع فى جميع أرجاء العالم خصوصا فى المناطق التى تمثل مصدرا رئيسيا للموارد مثل أفريقيا”.

وعن موقف أوروبا من الحرب، أكد رءوف أن دول الاتحاد الأوروبى تضررت كثيرًا من صراع روسيا وأوكرانيا، نظرا إلى ارتباطها بمصالح ضخمة مع روسيا خاصة التى تتعلق بالطاقة.

وأوضح أن الولايات المتحدة ضغطت على أوروبا لإيقاف استيرادها للطاقة من روسيا ووعدتها بالتعويض، إلا أن هناك شكاوى ظهرت من القارة العجوز، خصوصا فرنسا التى اشتكت من أنها أصبحت تدفع 4 أضعاف ما كانت تدفعه سابقا مقابل الطاقة”.

وشدد سعد على أن مفهوم المصالح هو الذى يحرك أوروبا، قائلا: “لو قمنا بتحليل مواقف الدول الغربية سنكتشف أن هناك اختلافات كبيرة فى مواقفهم. مضيفا: هناك دول تأخذ موقفا معاديا جدا لروسيا خاصة دول البلطيق ودول وسط أوروبا باستثناء المجر، وهناك دول أخرى، وتعد قيادية داخل التكتل الأوروبى مثل فرنسا وألمانيا، تأخذ موقفا معلنا يتمثل فى تأييد كييف ودعمها للحفاظ على سيادتها، إلا أنها تسعى فى نفس الوقت لإيجاد مخرج آخر بعيد عن الصراع العسكرى، نظرا لما سببته الحرب بين كييف وموسكو من استنزاف قوى كبد الخزائن الأوروبية مليارات اليوروهات”.

وعن الموقف الأمريكى، كشف سفير مصر الأسبق لدى روسيا عن تصاعد الضغوط على الإدارة الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، إذ أصبحت عملية إيجاد مخرج من هذه الحرب أمرا لا بد منه، خاصة مع ارتفاع الأصوات المعارضة للصراع والانقسامات الشديدة فى الرأى العام تجاه أوكرانيا، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادى أيضًا أصبح مقلقا، بالإضافة إلى إقبال الولايات المتحدة على الانتخابات الرئاسية التى يتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب عدو جو بايدن، والذى يلوح بقدرته على إنهاء أزمة كييف خلال 24 ساعة حال عودته إلى البيت الأبيض.

وأعرب رءوف سعد عن اعتقاده أن المفاوضات من شأنها أن تحلحل الأزمة، ولكنها لن تنهى الصراع بالكامل، مضيفا: “يجب أن يكون هناك تعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى على الأقل فى المرحلة الحالية كنوع من أنواع الترضية لكييف، وفى المقابل، على روسيا أيضًا القبول ببعض التنازلات بشأن عدد من الأراضى التى احتلتها، سواء إعادة بعضها لكييف أو إجراء انتخابات، أو الإقرار بأى نوع من أنواع الحكم الذاتى فيها”، مشددا على أنه حال بدء مفاوضات بين البلدين فلن تتحقق نتائج دون تقديم التنازلات من الجميع.

واستكمل: أوكرانيا ليست اللاعب الرئيسى فى هذه المعركة، رغم أن الحرب تدور على أرضها، ولن يكون لها القول الفصل فى إنهائها، موضحا أن الانتخابات الأمريكية تمثل أهمية كبرى فى إنهاء الصراع بأوكرانيا، خاصة أن هناك تقاربا نسبيا بين ترامب وبوتين على عكس بايدن.

وأشار سفير مصر الأسبق لدى روسيا إلى أن الصراع العسكرى بين روسيا وأوكرانيا من الممكن أن يتوقف، ولكن الأزمة ستأخذ سنوات طويلة، نظرا إلى أن هذه الحرب أحدثت تغييرا ضخما جدا فى شكل العلاقات منذ التسعينيات، وهناك تشكلات جديدة ظهرت على النظام الدولى.

من جانبها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التقدم الروسى فى محاور القتال تحقق قبل حرب غزة، كما سيطرت موسكو على مناطق استراتيجية أبرزها “باخموت”، كما استطاعت صد الهجوم الأوكرانى المضاد الذى بدأ فى يونيو الماضى، أى قبل طوفان الأقصى بـ4 أشهر، مضيفة: “لكن بدون شك لا أحد ينكر أن طوفان الأقصى هيأ ظروفا أكثر ملاءمة لروسيا للتقدم”.

وحددت الشيخ 3 محاور استراتيجية استفادت منها روسيا بعد حرب غزة أولها انصراف التركيز الإعلامى عن أوكرانيا والتحول إلى ما يحدث فى غزة، وفضح ازدواجية المعايير الغربية والأمريكية بعد مزاعم دفاعهم عن حقوق الإنسان فى أوكرانيا وغضهم الطرف حاليا عن الإبادة الجماعية التى تحدث فى قطاع غزة، ما ضرب هذه الادعاءات فى مقتل، وسيصعب أى حراك دبلوماسى للطرفين ضد روسيا داخل المحافل الدولية، وعدم تمرير حزم المساعدات الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا، بعد ظهور أولوية جديدة، وهى دعم وحماية دولة الاحتلال.

وتابعت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: “هذه المحاور ساعدت فى صرف الأنظار عن أوكرانيا، وهو ما اتضح فى زيارة زيلينسكى الأخيرة إلى الولايات المتحدة، على عكس الزيارة التى تمت قبلها فى 2022، إذ لم يلق أى اهتمام خلال وجوده فى واشنطن.

وأشارت الشيخ إلى أن أوكرانيا لن تتراجع عن الحرب ولن تلجأ للمفاوضات مع روسيا دون الرجوع إلى البيت الأبيض حتى لو أبيد الجيش الأوكرانى بأكمله، موضحة أن زيلينسكى ونخبة كييف بالكامل ليسوا أصحاب قرار، وسيستمرون فى الحرب حتى تأذن لهم الولايات المتحدة بالتوقف.

وشددت نورهان الشيخ على أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لن تقدم إطلاقا على حلحلة الصراع الدائر فى أوكرانيا أو إيقاف الحرب لأن هذا يعنى الهزيمة، وهو أمر غير مقبول قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع عقدها خلال 2024، مؤكدة أنه فى حال وصول الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة ستحدث انفراجة كبيرة فى الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن الوارد جدا حدوث تهدئة، على حد قولها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية