رئيس التحرير
عصام كامل

لقاء الرئيس بالمرشحين السابقين.. رسائل وفرص!

بعد يوم واحد من إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، المرشحين الثلاث الذين خاضوا انتخابات رئاسة الجمهورية 2024، مؤكدًا تقديره لأدائهم السياسي خلال العملية الانتخابية، بما يثري التعددية والتنوع في المشهد السياسي لمصر.


الرئيس أكد أن النجاح الحقيقي هو لمصر كلها متمثلًا في مستويات المشاركة العالية وغير المسبوقة من المواطنين في الانتخابات، بما عكس وعي الشعب المصري العظيم بمسئوليته الوطنية.


المرشحون السابقون عرضوا رؤاهم السياسية حول كيفية تعزيز جهود التنمية الوطنية خلال المرحلة المقبلة، مؤكدين استمرارهم في العمل بما يخدم مصلحة مصر والمواطنين.. لا شك أن مثل هذا المشهد يعكس روحًا حضارية اتسعت فيها صدور المرشحين لقبول خسارة الانتخابات والذهاب لتهنئة المرشح الفائز وهو الرئيس السيسي، وتعكس اصطفافًا وطنيا خلف راية الوطن.

رسائل اللقاء الرئاسي بالمرشحين السابقين


أما رسائل اللقاء الرئاسي بالمرشحين السابقين فهي عديدة، وتفتح الباب لطموحات أكبر بمستقبل سياسي أكثر تعددية وفعالية للأحزاب التي ينبغي أن تسارع بتلقي تلك الرسائل الإيجابية أن تنشط بين قواعدها لتعيد تنظيم الصف وممارسة الديمقراطية بأعلى درجات الشفافية بين كوادرها والدفع بدماء جديدة تستطيع النزول للمواطن في أي مكان.. 

 

وكسب عناصر جديدة تسهم في تحريك المياه في نهر السياسة الذي يتدفق بقوة المشاركة في الفعاليات والاستحقاقات المقبلة، سواء في انتخابات البرلمان بغرفتيه، أو في انتخابات المحليات التي نتطلع لإجرائها في أقرب وقت حتى تكتمل المنظومة الديمقراطية، فقوة النظام أي نظام إنما يستمد حيويته من قوة المعارضة والمعارضة منبعها ووقودها هو الأحزاب الرئيسية التي نتمنى أن تبحث صغار الأحزاب عن آلية للاندماج في أحزاب أكبر وأكثر فعالية وتأثيرًا في الشارع.


الحوار الوطنى كان مقدمة لازمة لانفتاح المجال العام أمام المجتمع المدني لتعميق المشاركة في الحياة العامة أمام كل من يجد في نفسه القدرة على العطاء في حب الوطن، سواء أحزابًا سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني.


ودعونا نعترف بأن الأحزاب السياسية ليست في أحسن أحوالها، وأنها في حاجة لمزيد من الجهد لتقويتها ودعمها سواء من الدولة بفتح المجال أمامهما أكثر فأكثر، أو بقوة التحرك بين المواطنين لكسب قواعد جديدة تشكل ظهيرًا سياسيًا يدعم وصولها للبرلمان ومنافستها في الانتخابات الرئاسية إذا ما حان أوانها.


الأحزاب تحتاج لممارسة الديمقراطية داخلها أولًا، وتعميق القيم السياسية والحزبية بين كوادرها، ثم الانطلاق للعمل بين الجماهير حتى تتعرف تلك الجماهير على برامجها وتوجهاتها من خلال ما تقدمه من أعمال وخدمات لتلك الجماهير التي أشك أن أغلبها تعرف أسماء خمسة أو أربعة أحزاب موجودة الآن في الحياة السياسية.


استقبال الرئيس للمرشحين الخاسرين لانتخابات الرئاسة يعطى انطباعًا بقبول المختلف والمنافس، وتلك فرصة لإحياء دور الأحزاب وبعثها من مرقدها بعد سبات طويل يعرفه القاصي والداني..

 

 

فهل تستثمر تلك الأحزاب الفرصة لتعمل وتستعد للمنافسة فيما هو آت من  فعاليات واستحقاقات نيابية وشعبية ورئاسية آتية لا محالة.. أم تفلتها كما أفلتت فرصًا كثيرًا أتيحت لها من قبل؟!
أمام الأحزاب وقادتها فرصة تاريخية لتعظيم دورها السياسي فهل تستثمر هذه الفرصة.. افيقوا يرحمكم الله!

الجريدة الرسمية