رئيس التحرير
عصام كامل

لا تطمئنوا لأمريكا

بعد إخفاق قوة إسرائيلية في تحرير أسير إسرائيلي وقتله هو وأفراد من هذه القوة، كان متوقعا أن ترفض أمريكا قرار مجلس الأمن الذى يطالب بوقف فورى للحرب ضد أهالى غزة، لأن إسرائيل مازالت في حاجة لوقت لكى تحقق إنجازا عسكريا ما غير تدمير أكثر من نصف مبانى ومنشآت القطاع وقتل وإصابة عشرات الآلاف من أهله وتشريد أكثر من ثلث سكانه..

 
إن الفيتو الامريكى الجديد ضد قرار لوقف الحرب في مجلس الأمن يكشف بوضوح وجلاء أن أمريكا تريد إستمرار الحرب ولا تتعجل الإسرائيليين في إنهاءها، أو وضعت لهم سقفا زمنيا لوقف القتال لا يتجاوز نهاية هذا الشهر، كما تروج مصادر أمريكية لذلك.. 

 

فَلَو كانت أمريكا تتعجل حقا إنهاء الحرب كان في مقدورها على الأقل ألا تستخدم حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن لإنهاء الحرب، وتفعل مما فعلت بريطانيا بالامتناع عن التصويت! لكنها لم تفعل ذلك، وبررت موقفها بأن مشروع القرار لم يتضمن إدانة لحماس، رغم أن المشروع يتحدث عن إنهاء كارثة إنسانية تهدد السلم والأمن الدوليين نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهل غزة.

 
وهذا الموقف الامريكى لابد وأن يثير لدينا شكوكا في كل مواقفها الأخرى الخاصة بالحرب، مثل طلبها من الإسرائيليين الالتزام بالقانون الإنساني الدولى في تلك الحرب وتخفيض استهداف المدنيين، وأيضا مثل رفضها للتهجير القسرى لأهل غزة خارجها إلى سيناء، لإنها قد تفاجئنا باعتبار لجوء فلسطينيين من أهل غزة إلى سيناء بأنها هجرة اختيارية وليست تهجيرا قسريا، رغم ما تفعله إسرائيل الان بدفع أهل غزة إلى الحدود المصرية.

 


لذلك علينا ألا نطمئن لأمريكا.. فهى تحارب مع الاسرائيليين هذه الحرب الوحشية، وتتشارك معها في تحقيق أهدافها ومن بينها تصفية القضية الفلسطينية على حسابنا.. وعلينا أن نهدد أمريكا بأن ذلك إذا حدث سيكون من شأنه نسف العلاقات المصرية الاسرائيلية، فهذه هى اللغة الوحيدة التى سوف تفهمها أمريكا وتضع لها ألف حساب.

الجريدة الرسمية