رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط أمريكا تجاه غزة عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي.. عودة السلطة الفلسطينية وتدمير حركة حماس على رأس أولويات واشنطن.. ومخاوف تل أبيب من عودة القطاع إلى ما قبل 2007

قطاع غزة، فيتو
قطاع غزة، فيتو

مر أكثر من 60 يوما على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي راح ضحيته أكثر من 16 ألف شهيد فلسطيني فضلا عن 41 ألف مصاب و7 آلاف مفقود وتدمير معظم مساكن والبنى التحتية للقطاع.

بالإضافة إلى تشريد مايقرب من 1.5 مليون فلسطيني مما جعل الأمر كارثة غير مسبوقة داخل الأرض الأكثر كثافة بالسكان في العالم.

ومع استمرار العدوان علي غزة تحاول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الوصول إلى حل عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية، خاصة أن حكومة نتنياهو أعلنت الأهداف الرئيسية للحرب بإنهاء حكم حماس للقطاع والقضاء عليها واعادة الرهائن المحتجزين، وهو الأمر الذي يشغل بال الإدارة الأمريكية في محاولة الوصول الي حل لقطاع غزة عقب انتهاء العدوان.

 

مستقبل قطاع غزة عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي

 

ذكر موقع "بولتيكو الأمريكي" أن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أمضوا أسابيع في صياغة خطة متعددة المراحل لمستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، تنتهي بسيطرة السلطة الفلسطينية على القطاع في نهاية المطاف، بينما رفضت الخارجية الإسرائيلية التعليق على تلك التصورات.

وحسب "بولتيكو" فإن هذا الحل "غير مثالي"، لكن المسؤولين الأمريكيين ينظرون إليه باعتباره أفضل الخيارات السيئة، بعدما أدت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس،، إلى تدمير البنية التحتية في القطاع

السلطة الفلسطينية، فيتو

 

عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة

ووضع مسؤولون في وزارة الخارجية والبيت الأبيض وخارجها أجزاء من الاستراتيجية في أوراق مواقف متعددة واجتماعات مشتركة بين الوكالات، منذ منتصف أكتوبر، وفقا لما نقله "بولتيكو" عن مسؤولين أمريكيين ومسؤول في وزارة الخارجية ومسؤول في الإدارة مطلعين على المناقشات ولم تفصح عن أسمائهم.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية كانت تسيطر على قطاع غزة عقب تنفيذ خطة فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة في عام 2005، إبان حكومة أريئيل شارون، قبل أن تطيح حماس بحركة فتح، ضمن حراك شهد أحداثًا في غاية العنف.

وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومسؤلين آخرين في الإدارة الأمريكية أعلنوا علنا أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدير غزة، إلا أنهم لم يكشفوا عن تفاصيل حول كيفية عمل ذلك.
وواجهوا بالفعل مقاومة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي استبعد فعليا أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية في غزة. 
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "نحن عالقون، وهناك تفضيل سياسي قوي للسلطة الفلسطينية للعب دور حاكم في غزة، لكن لديها تحديات كبيرة على صعيد الشرعية والقدرات".

 


خطة أمريكية متعددة المراحل بشأن قطاع غزة


حسب "بولتيكو" فإن الرؤية الواسعة التي انبثقت عن المحادثات الداخلية هي إعادة إعمار غزة على مراحل متعددة بمجرد انتهاء القتال العنيف بين  قوات الاحتلال وحماس. 

وستكون هناك حاجة إلى قوة دولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة في أعقاب ذلك مباشرة، تليها سلطة فلسطينية متجددة تتولى السلطة على المدى الطويل.

وتشمل الأجزاء الرئيسية من الخطة زيادة المساعدات المتعلقة بالأمن التي يقدمها مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية للسلطة الفلسطينية والسماح بدور أكبر للمنسق الأمني الأمريكي.

إعداد هيكل أمني فلسطيني في غزة

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "في النهاية، نريد أن يكون لدينا هيكل أمني فلسطيني في غزة بعد الصراع".

وأكد المسؤولون أن الخطة المطروحة هي "أفكار وليدة وتخضع للعديد من المتغيرات التي لا يمكن التنبؤ بها"، بينما رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التعليق.

حسب "بولتيكو" فإن أي استراتيجية تطرحها الولايات المتحدة ستواجه عقبات عدة، بما في ذلك الشكوك الإسرائيلية والإحباط العربي، على الرغم من أن اللاعبين والمحللين الإقليميين يتفقون بشكل عام على أن واشنطن ستحتاج إلى لعب دور حاسم في مرحلة ما بعد الحرب.

اقرأ أيضا.. قضايا فساد وتفكك داخل الحزب الحاكم.. طوفان الأقصى تكتب نهاية نتنياهو.. وهذه خطة المعارضة للتخلص من أطول رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل


ولفت التقرير الي ان  التحدي المباشر الأكثر صعوبة هو معرفة من الذي سيلعب دورا في تحقيق الاستقرار في غزة في المرحلة الانتقالية التي تلي القتال.

وقال مسؤول أمريكي إنه "بينما بدت الدول العربية مترددة أو غير راغبة تماما في إرسال قوات لغزة، بدا البعض في المحادثات الأخيرة أكثر انفتاحا على الفكرة".

واستبعدت إدارة بايدن إرسال قوات أمريكية، وإحدى الأفكار التي تم تداولها هي مطالبة دولة الإمارات بالمساعدة في إعادة بناء المرافق الصحية أو تدريب موظفي الخدمة المدنية.

وقال المسؤول الأمريكي إن "الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دورا في غزة في مرحلة ما بعد الحرب على الأقل على الجبهة الإنسانية".

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "المجهول الكبير هو ما الذي سيبقى من حماس في غزة، وحتى لو كانت أعداد الجماعة منخفضة، فإن حصولهم على الأسلحة يمكن أن يغير بشكل كبير حسابات الدول التي تفكر في إرسال قوات".

 

خسائر اقتصاد غزة، فيتو


التخطيط الجاد لمرحلة ما بعد الحرب في غزة

 

وأشار التقرير إلى أن  الحل يكمن في إقناع العديد من الزعماء العرب بالتخطيط الجاد لمرحلة ما بعد الحرب هو التأكيد أن "إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو الهدف النهائي".

وقال مسؤول بوزارة الخارجية إن المسؤولين الأمريكيين مدفوعون إلى حد كبير بهذه النتيجة نفسها، لكن التخطيط في الوقت الحالي يركز على تحقيق الاستقرار في غزة. 


هدف أمريكي بتدمير حركة حماس


وأحد أسباب رفض الرئيس بايدن ومساعديه الدعوة إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار هو أنهم يدعمون الهدف الإسرائيلي المتمثل في تدمير حماس، التي تعتبرها واشنطن عقبة رئيسية أمام حل الدولتين.
وقلت قناة الحرة الأمريكية تصريحات سابقة للمتحدث الرسمي باسم السلطة الفلسطينية "نبيل أبوردينة"  أكد فيها استعداد السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ترسل منذ 30 عاما كل احتياجات غزة من الكهرباء والماء والغاز، والصحة والتعليم.

وهناك 88 ألف موظف بين عامل ومتقاعد يتلقون معاشاتهم من ميزانية السلطة الفلسطينية"، وفق أبو ردينة.

وأضاف: "مستعدون لتولى مسؤولياتنا في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، كما اتفقنا في أوسلو ووفق الشرعية الدولية".

غزة، فيتو

مخاوف إسرائيلية من عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة

من ناحية أخرى حذرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية من إمكانية موافقة حكومة بنيامين نتنياهو، على مقترح ينص على إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة عقب نهاية الحرب، وهو المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى.

ورأت الصحيفة، أن السماح بخطوة من هذا النوع يعني إمكانية تشكُل ما سمته جيشًا عربيا جديدًا قرب التجمعات السكنية الإسرائيلية (مستوطنات غلاف غزة)، ولا سيما أن القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قد تلقت تدريبات بواسطة خبراء أمريكيين، على حد قولها.

ولفتت إلى أن "جميع الإسرائيليين يدعمون القضاء على حركة حماس كسلطة قائمة على غزة، والمهمة التي ذهب الجيش من أجلها إلى القطاع، والتي تتضمن إعادة الأسرى"، مشيرة إلى أن الحديث يجري عن "مهمة حيوية لأنه دون نجاحها لن نستطيع العيش في هذا البلد، ومن ثم يتعين ألا تتلاشى هذه المهمة تحت ضغط ملف المخطوفين"، على حد قولها.

العودة بالتاريخ الي ما قبل سيطرة حماس على قطاع غزة

وذكرت الصحيفة، على لسان المؤرخ الإسرائيلي آفي بارئيلي، رئيس معهد بن جوريون البحثي، للدراسات الإسرائيلية الصهيونية، ومقره منطقة النقب، أن خلاصة الأحداث الأخيرة هي أنه "من غير الممكن العودة بالتاريخ إلى ما قبل سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007".

بايدن ونتنياهو، فيتو

وبين بارئيلي، أن "هناك اهتمامًا كبيرًا بقضية النظام الذي سيحكم غزة عقب نهاية الحرب، وعقب القضاء على حماس، ولكنها تبقى قضية افتراضية لأن إسرائيل لم تحقق نصرًا بعد، ولا وجود لضمانات بشأن استئصال حماس؛ إذ تحتل مسألة الأسرى الأولوية، في وقت تتبنى فيه واشنطن سياسات متهاودة تُنذر بشل قدرة إسرائيل على القضاء على الحركة".

وتابع أنه "حتى لو تحقق سيناريو الانتصار على حماس وتدميرها تمامًا، لا أحد يعلم كيف سيبدو الوضع على الأرض وبين السكان المدنيين في نهاية الحرب".

ووصف فكرة إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة، حتى ولو خضعت لتعديلات، وفق ما أشار إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها "فكرة مشوهة من كل الزوايا"، وقال إن السلطة الفلسطينية حاليًّا "لا يمكنها حتى السيطرة على الضفة الغربية"، بما في ذلك مع المساعدات التي تقدمها إسرائيل.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية