رئيس التحرير
عصام كامل

نكبة غزة.. «فيتو» تكشف لغز حكام القطاع الجدد ومخطط الصهاينة والأمريكان لتصفية القضية الفلسطينية.. دبلوماسيون: تطويق «حماس» وتدميرها خطوة أولى في تصفية المقاومة المسلحة

الكيان الصهيوني،
الكيان الصهيوني، فيتو

منذ إعلان قيام الكيان الصهيونى على جزء من أرض فلسطين التاريخية، وهو يعمل على التهام ما تبقى من الأرض المقدسة بمخططات تهدف لاستقطاع أراض ضخمة بالاحتلال والاستيطان والأساليب الشيطانية، لهذا يعتبر حاكم غزة الجديد التى تسوق إسرائيل عنه روايات متضاربة تضلل المجتمع الدولى بعدد من الاقتراحات لغزا هدفه النهائى السيطرة على القطاع فى خطوة شبة نهائية لتصفية القضية الفلسطينية للأبد.

ويزيد من شراسة العدوان الإسرائيلى على غزة الذى يدخل شهره الثانى عدم تحقيق أى انتصارات ملموسة تساهم فى تحقيق مخططاته التى خرجت للنور ولم تعد مستترة، لكن أكثر ما استطاع تحقيقه حتى الآن هو حصد أرواح الأطفال والنساء وإجبار عشرات الآلاف من أهالى غزة على النزوح الجديد فى مشهد أكد وزير الزراعة الإسرائيلى أنه بمثابة «نكبة غزة» قبل أن يوبخه نتنياهو، وهو ما يعزز مخاوف كثير من الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم من أنهم لن يسمح لهم بالعودة كما حدث لأسلافهم فى حرب ١٩٤٨.

وفى خضم المعارك وفخاخ الموت التى يسقط فيها قتلة جيش الاحتلال، يحاك فى الغرف المغلقة بين تل أبيب وواشنطن مؤامرات على كافة الأشكال، وتظهر فى منتصف هذه المؤامرات «مصر» وتحديدا أرض شبه جزيرة سيناء، حلم اليهود التاريخى الذى يضعونه نصب أعينهم، تارة يتحدثون عن التهجير ويطالبون الفلسطينيين بمنتهى التبجح بمغادرة أراضيهم والتوجه إلى الأراضى المصرية فى نكبة جديدة تعيد إلى الأذهان ذاكرة العقود السوداء بعدما وقع أجدادهم فى ذات الفخ سابقا، وتارة يطلبون منهم التوجه إلى جنوب غزة.

ويحدد الكيان الصهيونى وفقا لوثائق استخباراتية مصر والأردن أوطان بديلة للفلسطينيين، لكن إصرار القاهرة وعمان على الدبلوماسية الخشنة والتلويح بورقة الحرب إذا لزم الأمر، يدفع أمريكا حتى الآن لاتخاذ خطوات للخلف خشية الصدام وتوسع رقعة القتال، لكن إسرائيل تواجه التراجع الأمريكى بمخطط «حاكم غزة الجديد».

ومخطط حاكم عزة الجديد لا يقتصر فى السيناريوهات الإسرائيلية على استبدال حماس بقيادة جديدة للقطاع، بل الخطوة تهدف إلى ما هو أبعد، إعادة صياغة حكم القطاع أمنيا وسياسيا وتحويله إلى بقعة منزوعة السلاح حسب ما تسرب من معلومات، حيث تريد تل أبيب برعاية أمريكية هيكلة حكم القطاع ووضعه شكليا تحت حكم السلطة الفلسطينية ونسخ ما يحدث بالضفة الغربية عبر تفتيت أوصاله، لإحكام قبضتهم الأمنية على سكانه، مع جلب قوات أممية مثل الناتو لمراقبة الشريط الحدودى بين مصر والأراضى المحتلة بذريعة مراقبة حركة الدخول والخروج للقطاع.

تفتح «فيتو» ملف المخطط الإسرائيلى الجديد أو بالأحرى مشروع بنيامين نتنياهو:

 

حذر عدد من الدبلوماسيين من تطويق حماس وتدميرها كخطوة أولى فى تصفية المقاومة المسلحة، وهى حجر عثرة ضد مخططات تقسيم قطاع غزة وكافة الأراضى الفلسطينية، فى خطوة تهدف لاحقا إلى إنهاء ملف القضية الفلسطينية للأبد.

قال السفير جمال بيومى، إن إسرائيل وضعت العديد من السيناريوهات لإدارة قطاع غزة، جميعها مبنى على فرضية القضاء على المقاومة الفلسطينية فى القطاع، موضحا أن نجاح مخططات دولة الاحتلال الإسرائيلى متوقف على قوة المقاومة وصمودها فى مواجهة العدوان على غزة، لافتا إلى أن إدارة قطاع غزة يحتاج إلى قوة كبيرة ولا بد أن تكون من الفلسطينيين أنفسهم، وإلا ستعتبر احتلالا وتستمر المقاومة داخل القطاع.

وأضاف: حماس وباقى حركات المقاومة، هى جزء من الشعب الفلسطينى، وطالما هناك احتلال إسرائيلى يمارس سياسات عدوانية ضد الشعب الأعزل، ستظل المقاومة الورقة الثانية فى المعادلة، وكل محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلى ومخططاته من أجل تقسيم قطاع غزة والبقاء فيه لن تزيد المشهد إلا عنفا وسوءا.

ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الشعب الفلسطينى لن يرضى بوجود الاحتلال، وحتى إن تم القضاء على حماس ستخرج العديد من حركات المقاومة المسلحة الأخرى لتواجه الاحتلال، فإسرائيل تهدف من كل المخططات التى طرحتها عبر الإدارة الأمريكية أو حتى عن طريق وسائل إعلامها التى تجهز حملة ضخمة من أجل الترويج لمخطط إدارة قطاع غزة.

وتابع بيومى: مسألة إدارة قطاع غزة معقدة للغاية، نظرا لصعوبة عملية التوفيق بين المقاومة الفلسطينية وإصرار الاحتلال الإسرائيلى على حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى إقامة الدولة على حدود ما قبل 1967.

وشدد على أن أى مخطط يتعلق بمستقبل قطاع غزة وإدارته بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى سيكون مصيره الفشل فى حال تم استبعاد الفلسطينيين من هذا المشهد، واستطرد: إسرائيل تسعى من هذه المخططات والسيناريوهات إلى وضع قدم لها فى قطاع غزة، وتقسيمه كما فعلت من قبل فى الضفة الغربية.

ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن أى خارطة لإدارة قطاع غزة لا بد أن تكون تحت عين وإشراف السلطة الفلسطينية، أو حتى من خلال إجراء انتخابات داخل القطاع لتحديد الشخصيات التى تحكمه، مؤكدا على ضرورة أن يكون القطاع خاضع لحكم الفلسطينيين.

واستطرد حديثة لـ»فيتو» قائلا: هدف إسرائيل الرئيسى من وراء تفكيك قطاع غزة، وإنهاء المقاومة فيه هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وأضاف أن إسرائيل وأمريكا يخالفان اتفاقية أوسلو، والتى تعترف بسيادة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، ولكن المجتمع الدولى يصم أذنيه عن الحقيقة.

وأكد أن الأمم المتحدة أو حتى مجلس الأمن لن يكون أيا منهم قادر على إرسال قوات إلى قطاع غزة، والمخطط الذى امتنعت أوروبا عن المشاركة فيه لن يتم تنفيذه على أرض الواقع، وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن السبب فى ذلك يعود إلى روسيا والصين، وكلاهما سيستخدمان حق الفيتو ضد أى قرار يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأشاد بالدور الكبير والجهد الدبلوماسى الذى تقوم به السلطات المصرية من أجل وقف العدوان والمخططات الإسرائيلية ضد قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية، وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رفض كل العروض والمخططات الإسرائيلية والأمريكية من أجل تفكيك قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومى المصرى.

وأشار إلى أن مصر استطاعت حشد رأى عام دولى وعربى من أجل مواجهة المخططات الإسرائيلية فى قطاع غزة ووقف إطلاق النار فى القطاع، وأكد أهمية وجود دور دبلوماسى أكبر للدول العربية، سواء داخل أروقة مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن المشروعات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطينى وإقامة الدولة الفلسطينية تلاقى تأييدا كبيرا داخل الأمم المتحدة.

وطالب الدبلوماسى المخضرم، بضرورة استمرار قنوات التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية من أجل القضاء على كل تلك المخططات أو حتى الضغط عليهم من خلال المصالح المشتركة.

ومن جانبه قال السفير أحمد القويسنى، إن إسرائيل ليس لديها سيناريو محدد فيما بعد انتهاء الحرب على غزة، مشيرا إلى أنها تسعى إلى طرح العديد من السيناريوهات التى تضمن أمنها والقضاء على المقاومة.

وأكد السفير القويسنى أن القانون الدولى لن يمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها ولا حتى الأمم المتحدة، موضحا أن دولة الاحتلال دائمًا ما تقوم برفض مخططاتها اعتمادًا على القوة وسياسة فرض الأمر الواقع بغطاء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وذلك من خلال منع اتخاذ قرارات ضدها فى مجلس الأمن.

وأشار السفير القويسنى إلى أن مخططات إسرائيل تتحدث عن قطاع غزة بشكل كامل سواء إدارته أو من سيحكمه لاحقا والمسئوليات والخسائر التى قد تتكبدها، مضيفا أن كل خطوة محسوبة من حكومة الاحتلال وتتخوف من نتائجها.

وفى السياق ذاته قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن المخططات التى تسعى إسرائيل لتطبيقها فى قطاع غزة ما هى إلا مجرد أوهام ولا تتناسب مع الوضع الراهن على أرض الواقع.

وأوضح وزير الخارجية الأسبق أن إسرائيل لا يمكنها البقاء فى قطاع غزة أو احتلاله لأن ذلك مكلف جدا عسكريا واقتصاديا لدولة الاحتلال خاصة فى ظل الضغوطات من الداخل الإسرائيلى بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية هناك.

وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلى لم ينجح فى الهجوم البرى الذى شنه على قطاع غزة مؤكدا أن حماس ما زالت على الأرض وتستطيع إلحاق الكثير من الخسائر فى صفوف جيش الاحتلال.

وشدد على أن حماس مهما تلقت من ضربات إلا أنها لا تزال طرفا فى المعادلة ولا يمكن القضاء عليها أو إهمالها فى أى خطة لتسوية الصراع فى غزة، ونوه وزير الخارجية الأسبق، إلى أهمية توحيد الصف الفلسطينى والمقاومة فى الوقت الراهن ووضع القطاع تحت إدارة السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن فكرة إرسال قوات أممية إلى قطاع غزة مسألة صعبة ومعقدة، موضحا أن الأمر يتوقف على طبيعة المهمة أو التفويض الذى تأخذه هذه القوات وإن كانت لتوصيل المساعدات أو غير ذلك.

وفى سياق متصل قال السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إسرائيل تسعى إلى انتزاع حق الإشراف الأمنى على قطاع غزة حتى تضمن القضاء على حماس وعدم عودتها للقطاع.

وأضاف السفير رخا أحمد أن إسرائيل تريد بسط سيطرتها على الجزء الشمالى من قطاع غزة وجعله منطقة عازلة، لذلك تقوم بتهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه من خلال تكثيف القصف على المنازل والمستشفيات.

وأكد أن هناك مخططا مطروحا لإعادة حكم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية بإشراف منظمة دولية أو إقليمية، وأوضح أن نتنياهو يتمسك بموقف متشدد يهدف لوضع قدم لإسرائيل فى قطاع غزة على الرغم من الرفض الأمريكى لاحتلال القطاع.

ونوه الدبلوماسى المصرى السابق، إلى أن الموقف الأمريكى المعلن من قطاع غزة يرفض احتلال القطاع ولكن الوضع معقد وغير واضح فى الوقت الراهن، وأشار إلى أن قطاع غزة يشهد مأساة وهذا الوضع لا يسمح بإجراء انتخابات لإنتاج قيادة مدعومة من الشارع الفلسطيني.

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن نتنياهو يقضى الأوقات الأخيرة له فى السلطة لذلك يتبنى مواقف متشددة للدفاع عن سلطته محذرا من الضغط الذى يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطينيين فى غزة لتهجيرهم خارج القطاع سواء إلى سيناء أو الأردن وهو ما يرفضه الفلسطينيين بشدة محذرا فى الوقت نفسه من مخطط حاكم غزة الجديد، والذى تحاول إسرائيل وأمريكا بموجبه توريط السلطة الفلسطينية فى هذا الفخ بهدف تجميله سياسيا أمام الرأى العام الدولى، وفى الخلفية تضمن البقاء الأمنى الإسرائيلى فى القطاع تحت مسمى الفترة الانتقالية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية