رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية الطبيب النرويجي مادس جيلبرت المدافع الشرس عن غزة.. دخل القطاع رغم منعه.. بكى بسبب الإبادة الجماعية للفلسطينيين.. وكشف مزاعم الاحتلال عن مستشفى الشفاء

الطبيب النرويجي مادس
الطبيب النرويجي مادس جيلبرت المدافع الشرس عن غزة، فيتو

 مادس جيلبرت، وصفوه بالطبيب المناضل والبطل مادس جلبيرت، ومنحه أهل غزة لقب الدكتور الإنسان والمجاهد، ولم يكن ذلك من فراغ، فالطبيب النرويجي مادس جيلبرت، كان يستحق ذلك بجدارة، فقد ترك النرويج وذهب مسرعًا لـغزة المحاصرة، وفي كل حرب يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كان جيلبرت يصر على الدخول إليها بإصرار وعناد، رغم العوائق التي يضعها الاحتلال أمامه لمنعه من الدخول.

 مادس جيلبرت طبيب نرويجي بدرجة إنسان

 يقول مادس جيلبرت، الطبيب النرويجي الإنسان: "لآخر يوم في حياتي سأبقى داعما للقضية الفلسطينية، وسوف اتحدى أي منع وأدخل بغزة، وأعمل مع أصدقائي في مستشفيات غزة، أريد أن أساهم في رفع الظلم الواقع على الشعب هناك." 

الطبيب النرويجي الإنسان مادس جيلبرت، فيتو


الطبيب النرويجي المناضل مادس جيلبرت من مواليد 1947، وهو ناشط في العمل التطوعي، متخصص في طب الطوارئ، فهو الأستاذ في طب الطوارئ بجامعة ترومسو منذ عام 1995.

جيلبرت لا يغادر العمل في مستشفيات غزة

لم يغادر مادس جيلبرت العمل في مستشفيات غزة خلال فترات حصارها والقصف الإسرائيلي عليها، حتى وصفه أهل غزة بـ"نصير المظلومين"، فلم تقتصر مهمة الدكتور مادس على علاج المرضى في مستشفيات غزة، وخاصة مستشفى الشفاء، التي يقصفها الاحتلال في كل حرب خاضها ضد غزة، لكن مادس قرر أن يكون له دور خارجي فاعل ضد الاحتلال،  فكان يرسل للصحف وشبكة قنوات NRK, تقارير إخبارية تظهر بشاعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

لدي الطبيب مادس جيلبرت خبرات دولية واسعة، خاصة في المواقع التي تجتمع فيها الأزمات السياسية والطبية والإنسانية، ومن خلال نشاطه التضامني مع الفلسطينيين منذ السبعينيات، قرر أن يكشف للعالم كله المجازر والإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي حيال المدنيين العُزل في غزة.

جيلبرت طبيب وناشط حقوقي نرويجي

 عمل الطبيب مادس جيلبرت في فلسطين خلال فترات عديدة، ما أدى إلى إن تنسب إلى مدينته (ترومسو)، صفة "المدينة الأكثر إرسالا للعاملين في مجال الصحي إلى فلسطين". 

الطبيب مادس جيلبرت في غرفة عمليات مستشفى الشفاء، فيتو

الطبيب النرويجي مادس جيلبرت لم يكن طبيبًا فحسب، فهو ناشط حقوقي نرويجي وعضو في الحزب الاشتراكي، تخصص في علم التخدير، وعمل مديرًا لقسم طب الإسعاف في المستشفى الجامعي شمال النرويج، فقد درس طب الإسعاف في جامعة ترومسو منذ عام 1995.

لدى مادس جيلبرت خبرة واسعة في العديد من بلدان العالم، وخصوصًا في المناطق التي يمتزج فيها الطب بالسياسة، فقد بدأ تطوعه خارج بلاده في معسكرات "الكيبوتز" الإسرائيلية، لكنه تحول عنها سريعًا، وعمل في مساعدة الفلسطينيين في السبعينات، فكان يساعد المرضى داخل فلسطين وفي مناطق المخيمات في لبنان.

مادس الطبيب المجاهد في مستشفى الشفاء

لم يكتف الطبيب مادس جيلبرت بعلاج المرضى في مستشفيات غزة، لكنه بذل جهودًا كبيرة في جعل مدينة ترومسو، توأم لمدينة غزة منذ عام 2001، وتكون بذلك مدينته النرويجية أكثر مدينة في العالم ترسل فرقًا طبية إلى فلسطين. 

دكتور جيلبرت المدافع الشرس لأجل غزة، فيتو


في كل مرة تحتدم الحرب على قطاع غزة، كان مادس جيلبرت من أوائل الأطباء الذين يتطوعون للعلاج في غزة، فعمل مادس في مستشفى الشفاء في غزة، خلال حربين، منهم حرب الإسرائيلية على غزة في 2008.

لم يتوقف دور الطبيب النرويجي جيلبرت على نشاطه في العمل الإنساني، لكنه يتصدى بقوة لمزاعم إسرائيل بوجود قاعدة نشاط عسكري تحت مستشفى الشفاء أو أي مستشفى آخر في غزة، ويكشف مزاعم الاحتلال الإسرائيلي في العالم.

حكاية الطبيب الإنسان جيلبرت تأسر أهل غزة

حكاية الطبيب الإنسان جيلبرت تأسر أهل غزة وكل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، ففي وقت العدوان على غزة في ٢٠٠٨، أطلق جيلبرت نداء استغاثيا، آنذاك، قال فيها: "إننا نخوض في بحر من الموت والدماء والأشلاء"، كما وصف وضع المستشفيات حاليًا تحت الحصار بحرب الإبادة، التي تشنها إسرائيل على المدنيين في قطاع غزة.

جيلبرت يعالج مصابي غزة، فيتو


 بادر مادس جيلبرت، خلال حربي 2008 و2014، على غزة بالتطوع والعمل في مستشفى الشفاء بغزة، وحمل الهم الفلسطيني معه، وكان الاحتلال الإسرائيلي له موقف خاص من جيلبرت، فقد حرمه من الدخول إلى غزة، لمعرفتهم بصداقته مع الفلسطينيين وجهوده المتواصلة من أجل القضية الفلسطينية.
عاصر مادس جيلبرت ثلاث اعتداءات من الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفي كل مرة يتجه فورًا إلى القطاع، لم يترك مستشفى الشفاء، تم منعه في 2014 من دخول غزة مع الوفد الطبي، فتوجه إلى معبر إيرز، واتجه مباشرة إلى المستشفيات في غزة، لإجراء العمليات لمصابي غزة، وتخفيف الألم عنهم. 

جيلبرت يكشف جرائم القصف الإسرائيلي 

يحكي الدكتور نبيل حسن تمام، استشاري وجراح الأنف والأذن والحنجرة، عن لقاءه بالدكتور مادس جيلبرت في شهر يناير العام 2009، بعد مرور عشرة أيام على حرب الاحتلال على غزة 2008-2009 وكان ذلك في فندق مدينة العريش.

جيلبرت عمل 16 عامًا في مستشفى الشفاء، فيتو


 حكى الدكتور مادس جيلبرت في المؤتمر الصحفي، الذي عقد في العريش، عن جرائم القصف الإسرائيلي وانتهاكات الحياد الطبي بقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، التي شهدها بعينيه أثناء إقامته في مستشفى الشفاء، كان جيلبرت يبكي من شدة ما عاناه، وبدا شاحبًا ومرهقًا وذلك لقلة النوم، وكان يرتدي الملابس الجراحية وقت انعقاد المؤتمر الصحفي.

 

دموع جيلبرت على أهل غزة

 في كل مرة يشهد فيها الدكتور مادس جيلبرت الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل، كانت الدموع تنهمر من عينيه، فطبيب التخدير النرويجي الإنسان يعجز عن رفع الظلم عن أهل غزة، أو أن يقدم لهم جميعًا العلاج، وهو الطبيب الذي لديه العديد من الاهتمامات بالأزمات الصحية الإنسانية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني. 

جيلبرت عند عودته لبلده بعد علاجه لأهل غزة في حرب 2014، فيتو


 لم يقف الدكتور مادس صامتًا أما انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني، فقرر توثيق جرائم الاحتلال، وأصدر كتابًا بعنوان "عيون في غزة"، تناول ووثق فيه الوقت الذي قضاه وعاشه في غزة، وقال تصريحاته المثيرة للجدل عن الطبيب والسياسي "لا يمكن الفصل بين الدورين، وليس هناك الكثير من مجالات الطب ما هو خارج عن نطاق السياسة".
عمل مادس جيلبرت في مستشفى الشفاء بغزة لمدة 16 عامًا، ودفعه ذلك للرد على مزاعم جيش الاحتلال عن مستشفى الشفاء، وقال في تصريحه: "إن إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل يثبت صحة ادعاءاتها بوجود قاعدة عسكرية بمستشفى الشفاء".

جيلبرت يكشف زيف الاحتلال عن مستشفى الشفاء

كان جيلبرت يعرف المزاعم الإسرائيلية عن مستشفي الشفاء، والتي يدعيها في كل مرة يقصف فيها المستشفى، فقد ذكر الاحتلال في عام 2009 أن مستشفى الشفاء يخبئ فيها المقاومون الأسلحة وبها أنفاق، ليمنحهم ادعائهم الذريعة لضرب المستشفى، ما دفع جيلبرت لأن يكشف زيف إدعاءات الاحتلال فقال: "عملت في مستشفى الشفاء لمدة 16 عاما، تجولت في كل مكان بداخله، والتقطت الصور والفيديوهات، وتحدثت مع المرضى والعاملين، ونمت في المستشفى ولم أر قاعدة عسكرية مطلقا".

مادس جيلبرت طبيب بدرجة إنسان، فيتو


كما وجه جيلبرت تساؤله للاحتلال قائلًا: "لماذا لم يقدم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أي دليل؟ هذا يذكرني بموقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول في مجلس الأمن الدولي، حين قدم مزاعم كاذبة على أن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل.. هذه كلها أكاذيب حرب، وإسرائيل مدمنة على الكذب".

وذكر جيلبرت أن لإسرائيل تاريخا طويلا في مهاجمة المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في قطاع الصحة والعيادات الصحية الأساسية، مبينا أنه رأى هجمات إسرائيل على المرافق الصحية لأول مرة عندما جاء إلى غزة عام 2006.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية