رئيس التحرير
عصام كامل

مواقف لا تنسى للبابا شنودة.. قضية دعم فلسطين واجب وطني.. وشعب الله المختار أكذوبة انقضى زمانها

البابا شنودة،فيتو
البابا شنودة،فيتو

لم يكن البابا الراحل شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، محايدا على الإطلاق فيما يخص القضايا الوطنية والإقليمية، وفي القلب منها القضية الفلسطينية التي هي قضية كل عربي.

وأعلن البابا شنودة في كثير من الأحداث موقفه الواضح من الآلية التي أنشأ بها الكيان الصهيوني، رافضا مزاعم أنهم شعب الله المختار، كما يروج بني إسرائيل في كثير من المحافل. 

موقف‭ ‬البابا شنودة من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلى هو نفسه نهج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬البابا‭ ‬كيرلس‭ ‬السادس‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬زيارة‭ ‬القدس،‭ ‬و‬أعلن‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬هزيمة‭ ‬1967‭ ‬وبعد‭ ‬وقوع‭ ‬القدس‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬الصهاينة‭. ‬ومعها‭ ‬بدأت‭ ‬عمليات‭ ‬تهويد‭ ‬واسعة‭ ‬للقدس‭.‬

بينما‭ ‬أصدر‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الثالث‭ ‬قرارا‭ ‬مجمعيا‭ ‬يمنع‭ ‬الأقباط‭ ‬من‭ ‬زيارة‭ ‬القدس‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد،‭ ‬ونص‭ ‬قرار‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ (‬فى‭ ‬جلسة‭ ‬الأربعاء‭ 26/3/1980 ‬‮‬على‭ ‬عدم‭ ‬التصريح‭ ‬لرعايا‭ ‬الكنيسة‭ ‬الأرثوذكسية‭ ‬بالسفر‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬الزيارة‭ ‬أثناء‭ ‬“البصخة‭ ‬المقدسة”‭ ‬وعيد‭ ‬القيامة‭ ‬لحين‭ ‬استعادة‭ ‬الكنيسة‭ ‬رسميا‭ ‬لدير‭ ‬السلطان‭.‬

‭ ‬ويسرى‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬تلقائيا‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الدير‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬استعادته،‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬المجمع‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬
واستمر‭ ‬العمل‭ ‬بقرار‭ ‬المجمع‭ ‬المقدس‭ ‬طوال‭ ‬عهد‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الثالث‭ ‬ورسخ‭ ‬ذلك‭ ‬بمقولته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬لن‭ ‬ندخل‭ ‬القدس‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬إخوتنا‭ ‬المسلمين‮»‬،‭ ‬وفى‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬رسم‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الأنبا‭ ‬إبراهام‭ ‬مطرانا‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬وكرسى‭ ‬أورشليم‭ ‬والخليج‭، ‬لكنه‭ ‬رفض‭ ‬زيارة‭ ‬القدس‭ ‬لتجليسه‭ ‬على‭ ‬كرسيها‭ ‬بينما‭ ‬أرسل‭ ‬وفدا‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المطارنة‭ ‬والأساقفة‭ ‬رأسه‭ ‬الأنبا‭ ‬بيشوى‭ ‬مطران‭ ‬دمياط‭ ‬وكفر الشيخ‭ ‬والبرارى‭ ‬آنذاك‭. ‬لتجليس‭ ‬المطران‭ ‬الراحل‭ ‬نيابة‭ ‬عنه‭.

شعب الله المختار

واستمر الموقف الرافض من قبل البابا شنودة الثالث للكيان الصهيوني، وقال بوضوح: إن إسرائيل ليست شعب الله المختار وأكد أن فكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة أو لغرض معين وانتهت، وأن إسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار، وأن اليهود جاءوا إلى فلسطين بوعد من بلفور، وليس بوعد من الله.

دفاع البابا شنودة عن القضية الفلسطينية كان معلنا ومتواصلا، حيث قاوم بشدة أكاذيب المحتل، وهو ما جعله محل احترام من ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل الذى كان يزوره في العباسية كلما جاء إلى القاهرة.

وحينما حاصرت إسرائيل ياسر عرفات في رام الله أقام البابا شنودة المؤتمر الوطنى الشعبى من أجل تأييد الشعب الفلسطيني وكان ذلك مساء يوم الخميس 11 أبريل 2002 في الكاتدرائية بالعباسية ومعه عدد من أبناء الكنيسة معلنين دعمهم للقضية الفلسطينية وقضية القدس.

عودة اليهود

كشف البابا شنودة الثالث أيضا في ندوة معرض الكتاب منتصف التسعينيات عن أكذوبة عودة اليهود وقال: إن قلنا إنه لا يوجد آيات عن عودتهم سيرصدون عشرات الآيات عن عودتهم، ولكن الحقيقة أنهم عادوا بالفعل أيام سبى بابل واشور، وهناك ترنموا وبكوا قائلين على أنهار بابل هناك جلسنا ولكن عودتهم المزعومة الآن غير حقيقية.

كما قاد البابا شنودة الثالث حملة المقاطعة وكان موقفا وطنيا دفع البعض إلى منحه لقب بابا العرب، وذكرت منصة تاريخ الأقباط واقعة تؤكد مكانة ودور الكنيسة قادة وشعب في رفض أكاذيب الاحتلال، حيث في مايو عام ١٩٩٧م كان البابا شنودة على موعد لحضور اجتماع رؤساء مجالس كنائس الشرق الأوسط بسوريا ثم يتبعه لقاء مع الرئيس السورى حافظ الأسد.

وكان البابا قبل سفره تلقى دعوة لزيارة اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك ورغم ترتيب جدول الزيارات لكن لم يتردد ورحب البابا وفى مساء الخامس من مايو وصل البابا شنودة إلى المخيم وحالت الجموع المحتشدة دخول سيارته وسيارات الوفد المرافق فنزل مترجلا وسار بموكبه محاطًا بأبناء المخيم وهم يرددون: «بابا شنودة أهلا بيك.. شعب فلسطين بيحييك».

كما أعلن البابا شنودة في أحد لقاءات شيخ الأزهر آنذاك رفضه التام لتهويد القدس.. وأنها لا تزال عربية صامدة ضد أي محاولات النيل منها.

كما أن قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، حذر من اقتصار معالجة قضية القدس على البعد الديني، مؤكدا رفضه للغة التهديد التي يتبعها من يسعون لتهويد المدينة.

وأكد البابا تواضروس، موقف الكنيسة برفض تهويد القدس أو طمس تاريخها الذي يهم المسلمين والمسيحيين، ورفض الخطوة الأمريكية باعتبارها عاصمة لإسرائيل.

وقال البابا تواضروس إن القدس تشكل قيمة خاصة لذاكرتنا وآمالنا ورمزا لتلاقي الشعوب بأسرها مع الله، فهي مكان تاريخي للوحي الإلهي الكتابي وعلى أرضها المقدسة حصل اللقاء بين السماء والأرض، وفيها عاش السيد المسيح وصنع معجزاته، وكل شبر للسيد المسيح أصبح له قدسية خاصة.

هكذا تتواصل مسيرة دعم الكنيسة للشعب الفلسطينى في حقه الأصيل للحفاظ على أرضه التي هي بالأساس عرضه.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية