رئيس التحرير
عصام كامل

رغبة نتنياهو وقدرته!

إسرائيل قررت عدم سحب قواتها التى اقتحمت غزة قريبا، هى خططت للبقاء لفترة  ليست بالقصيرة.. هذا ما يمكن استنتاجه من  تصريحات  نتنياهو الأخيرة حول تولى إسرائيل ما أسماه مسئولية الأمن في غزة لفترة طويلة.

  
وهذا يعنى أن ما يبحثه الأمريكان والأوروبيون حول مستقبل غزة من خيارات مختلفة تعترض تنفيذه صعوبات عديدة، بما فيها تولى السلطة الفلسطينية مسئولية إدارة قطاع غزة، والذى اشترط أبومازن أن يتم في إطار مسار سياسى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية.. 

 

وحتى لو تمت الاستجابة لمطلب أبومازن باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال مؤتمر جديد للسلام دعت إلى عقده إسبانيا، فإنه سوف يكون صعبا على السلطة الفلسطينية تولى مسئولية إدارة القطاع ، وإسرائيل تتولى مسئولية الأمن فيه، فهى سوف تشترط أن تتولى كل المسئوليات الإدارية والأمنية في القطاع.

 
وكل هذا يُبين أننا إزاء أزمة  طويلة ممتدة زمنيا ولا يلوح في الأفق إمكانية انحسارها في المستقبل المنظور، وهذا في حد ذاته أمر يحقق مصلحة نتنياهو الذى يعرف أنه في اليوم التالى لانتهاء تلك الأزمة ينتظره تحقيقات ومحاكمات لا تهدده فقط بالإطاحة به من رئاسة الحكومة، وإنما تهدده أيضا بالسجن لآن بعضها قضايا فساد، لذلك من مصلحته إطالة أمد هذه الأزمةَ.

 
لكن الأمر الحاكم في عمر هذه الأزمة يتمثل في تطورات الأوضاع العسكرية على الأرض التى تواجه القوات البرية الإسرائيلية الآن ومستقبلا، وحجم وكمية الثمن الذى يدفعه الإسرائيليون من ثمن باهظ لاجتياحهم البرى لأراضي قطاع غزة.. 

 

 

فإن نتنياهو قد يرغب في إطالة أمد الحرب هو والقادة العسكريون في إسرائيل الذين يريدون الانتقام من الصفعة التى تلقوها في السابع من أكتوبر، لكنهم قد لا يقدرون على تنفيذ رغبتهم هذه إذا زادت تكلفة إسرائيل واتسعت المعارضة والرفض لحرب الإبادة التى يشنونها على أهالى غزة.  

الجريدة الرسمية