رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

كلمات في إلغاء المهرجانات بسبب أحداث غزة (2)

كنا قد تناولنا في المقال السابق الجدل الكبير المثار حول فكرة إلغاء المهرجانات الفنية أو تأجيلها إلى أجل مسمى، على خلفية الأحداث المؤسفة التي تدور منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في غزة، بين الشعب الفلسطيني الأعزل البطل وقوات الاحتلال الصهيوني الغاشمة التي يناصرها ويدعمها بكل قوة معظم الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة.


وقد عرضنا في المقال لرأي الأغلبية التي تؤيد بلا تردد إلغاء كافة المهرجانات الفنية وغير الفنية، التي كان من المقرر لها أن تقام في الأيام والأسابيع الحالية والمقبلة، ومن أهمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة، ومهرجان أيام قرطاج السينمائية.. 

 

والتي أعلنت إداراتها بالفعل تأجيل فعالياتها حتى إشعار آخر، وهو ما يعني إلغاؤها هذا العام تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في محنته وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، وفي مقال اليوم سنتناول وجهة نظر أخرى مغايرة لرأي الأغلبية في موضوع إلغاء المهرجانات من منطلق عرض كافة الآراء والمواقف والاتجاهات على اختلافها وتباينها.


لا للتأجيل


رغم ما يوجد من شبه إجماع على حتمية إلغاء المهرجانات بكافة أنواعها هذا العام تضامنًا مع غزة، خاصةً المهرجانات الفنية لما يصاحبها من احتفالات وأغاني واستعراضات وترفيه، إلا أنه هناك بعض الأصوات والجهات التي ترفض فكرة الإلغاء بأي حال من الأحوال.. 

 

وترى أن المهرجانات السينمائية بالتحديد ليست احتفالات فقط وإنما هي تبادل ثقافات وطرح أفكار، وحلقات نقاش والتعرف على ألوان سينمائية مختلفة من دول أخرى، ومن الممكن جعل هذه المهرجانات في مثل هذه الظروف الصعبة رسائل تضامن للعالم كله وتأييد للشعب الفلسطيني في نضاله ضد دولة الاحتلال الظالمة.


فالمخرج يسري نصر الله الذي كان سيكرمه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته المؤجلة استنكر قرار تأجيل المهرجان لأجل غير مسمى، مؤكدًا إمكانية إقامته في موعده المحدد واستثمار هذا الحدث الأهم في الشرق الأوسط لدعم فلسطين من خلال عرض أفلام تتناول القضية الفلسطينية. 


واتفق مع هذا الرأي المخرج مجدي أحمد علي معتبرًا أن التعامل مع السينما والمهرجانات الفنية باعتبارها وسيلة ترفيه أمر خاطئ وغير مقبول، لأن السينما نشاط ثقافي جاد والمهرجانات ظاهرة ثقافية مهمة، وطالب بإعادة النظر في قرارات التأجيل والإلغاء وعودة تنظيم المهرجانات في أقرب وقت مع إلغاء الأجواء الاحتفالية المصاحبة لها في حفلي الافتتاح والختام.


ويرى الناقد طارق الشناوي أن هناك نظرة سلبية غير منصفة للمهرجانات السينمائية وكأنها تحمل إسفافًا وخروجًا عن الآداب! وأوضح أن الإلغاء أو التأجيل لا يعد تضامنًا مع فلسطين بالعكس فإقامتها في موعدها أفضل حيث يمكن من خلالها توجيه رسائل دعم وتضامن حقيقية مع الشعب المناضل من صناع السينما من مختلف دول العالم.


وفي تونس أثار إلغاء دورة 2023 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية  تضامنًا مع الشعب الفلسطيني جدلًا واسعًا، حيث عقد العديد من صناع السينما هناك مؤتمرًا صحفيًا حاشدًا موخرا عبروا فيه عن غضبهم من من قرار التأجيل، وطالبوا برفع دعوى قضائية ضد وزارة الثقافة وتنظيم يوم غضب لمطالبة السلطات بالتراجع عن القرار، مشددين على أن الإلغاء أضر بالسينما التونسية والعاملين بها بشدة.


وتأييدًا لرأي السينمائيين في تونس ذكرت الإعلامية التونسية اللامعة منى بن قمرة أن إلغاء مهرجان قرطاج كان خطأً فادحًا لا يغتفر، لا يخدم القضية الفلسطينية، وتساءلت لماذا لم نحافظ على المهرجان مع تنظيم تظاهرات مساندة للقضية من قبل الفنانين والنقاد والجمهور.


وأشارت بن قمرة إلى الحفلات التي أقامتها كوكب الشرق أم كلثوم لدعم المجهود الحربي المصري بعد هزيمة 1967 في عدد من الدول، وقالت لماذا لم يتقرر نفس الشيء مع مهرجان قرطاج بتخصيص عائدات البطاقات وتذاكر السينما لشراء الأدوية والغذاء والوقود لسكان غزة.


أما عن المهرجانات والاحتفالات الفنية التي لم تحذو حذو الأغلبية وتقرر الإلغاء فمنها.. المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي أكدت إدارته منذ يومين إقامة دورته ال 20 في الفترة من 20 إلى 24 من الشهر المقبل دون تغيير، كما كشفت عن لجنة التحكيم الدولية برئاسة الممثلة والمنتجة الامريكية الحائزة على الأوسكار جييسيكا شاستين وبمشاركة 14 فيلمًا من عدة دول.

 


موسم الرياض أكبر حدث ترفيهي في الشرق الأوسط والعالم حاليًا بدأ فعاليات دورته الرابعة بالفعل منذ أيام قلائل بحضور حفل افتتاحه كوكبة من نجوم مصر والعالم العربي والعالم وسيستمر لمدة 6 أشهر متتالية وتتخلله العديد من العروض المسرحية والحفلات الغنائية والمنافسات الرياضية والألعاب والمسابقات المختلفة بمشاركات محلية وعربية وعالمية.

الجريدة الرسمية