رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء بوابة أمن المحروسة.. وساحة المعارك الفاصلة.. حررها تحتمس الثالث من الهكسوس.. واستردها جيش مصر فى 1973 «هرتزل» وضع خطة المستوطنة اليهودية عام 1902

سيناء ،فيتو
سيناء ،فيتو

بقعة عزيزة ارتوت رمالها بدماء الشهداء، لها فى النفس مكانة خاصة، فقد شهدت عبر الزمن تضحيات وبطولات من رجال مصر الأقوياء، وقدر الله لها أن تكون ممرا بين القارات تربط مشرق الأرض ومغربها، وحدث نبيه موسى فى معجزة نادرة فوق أرضها، إنها سيناء، الوداى المقدس طوى، أرض الفيروز غير القابلة للتفريط أو الرهان عليها فى أى مخططات، سواء كانت صهيونية أو أمريكية، لها رجال بواسل جاهزون للدفاع عنها، وشعب بالملايين جاهز للزحف إليها.. فما قصتها التاريخية؟ ولماذا يتمسك بها الصهاينة ويرفضون فكرة مغادرتها ويحيكون المؤامرات ضدها وآخرها ما طرحوه حول جعلها وطنا بديلا لشعب فلسطين الأعزل؟.. «فيتو» فتحت كتاب التاريخ القديم والمعاصر فى هذا الملف لجعلها وثيقة نتركها للأبناء والأحفاد بأن هناك قطعة أرض عزيزة علينا تمسكوا بها حتى قيام الساعة، فإلى أصل الحكاية فى سطور لا تكفى لسرد قصة وادى مصر المقدس..

 

هى أرض المعارك الفاصلة، وكلمة السر فى الأمن القومى، هكذا هى سيناء التى تشغل حيزا استراتيجيا فى خريطة التوازنات الدولية والإقليمية منذ فجر التاريخ، بسبب موقعها الحاكم فى خريطة الشرق الأوسط.

«مرت سيناء بالعديد من المحطات الفاصلة فى تاريخ مصر القديم والحديث، منذ الآشوريين والحيثيين والإسكندر المقدونى، ومرورًا بالرومان الذين قضوا على آخر سلالة البطالمة «كليوباترا السابعة»، صاحبة قصة الحرب والحب الشهيرة، بعد معركة أكتيوم البحرية عام 34 قبل الميلاد، وطوال الحكم البيزنطى الذى استمر حتى الفتح الإسلامى سنة 641 ميلادى.

فى عام 2700 قبل الميلاد، فتح الملك زوسر شبه جزيرة سيناء بعد معركة قوية مع البدو، وسجل انتصاره هذا على صخرة فى سيناء عليها صورته وهو يقاتل بدويًا.

أما فى عهد الهكسوس، فكان للعجلات الحربية الفضل فى عبور سيناء، واستطاع الهكسوس السيطرة على الأراضى المصرية، وبعد مائة عام من الاحتلال استطاع المصريون طرد الهكسوس باستخدام نفس السلاح، العجلات الحربية، وبعدها استطاعت مصر تأسيس أكبر إمبراطورية أنشأها تحتمس الثالث.

وفى عام 525 قبل الميلاد قامت معركة «الفرما» والتى هُزم فيها الملك الفارسى قمبيز بن قورش، الذى دخل مصر عن طريق سيناء، واجتاز جيش قمبيز سيناء فاستولى على مصر، لكن رمال مصر فى الصحراء الغربية ابتلعته وجيشه، 50 ألف جندى، ولم يظهروا حتى الآن.

وفى عهد البطالمة سارت الجيوش من مصر إلى فلسطين متخذة من سيناء ممرًا لها، وعبرت جيوش الفرس إلى سيناء أثناء فترة حكم الملك «أردشير الثالث» فى طريقها لاحتلال مصر، وعن طريقها دخلت جيوش الإسكندر الأكبر مصر عن طريق البحر المتوسط (رفح والعريش والفرما «بورسعيد» الآن)، حيث أقام الرومان الحصون على ساحل البحر المتوسط شمال سيناء، وهرب بعض المصريين، فى ذلك الوقت، إلى جنوب سيناء نتيجة اضطهاد الروم لهم، وتمكن الإسكندر الأكبر من الزحف نحو مصر عبر سيناء.

وفى عهد الفتح الإسلامى، دخل جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص إلى مصر عن طريق حورس، شمال سيناء، واستولوا على العريش، والفرما «بورسعيد»، ثم بلبيس، الطريق الواصل بين سيناء والشام، بسبب نزوح البدو من جزيرة العرب للهجرة إلى سيناء والاستقرار بها، وانتشر الإسلام فى سيناء، وتزايدت الهجرات خلال العصرين الأموى والعباسى، ثم أخذت هجرة البدو العرب تقل منذ عصر الطولونيين، مقال «انتصارات مصر منذ عهد مينا» هيئة الاستعلامات المصرية.

وفى أواخر عام 1117 الميلادى، عبر بلدوين، ملك الصليبيين، إلى سيناء، فى طريقه إلى بيت المقدس، للاستيلاء على مصر، فوصل الفرما واستولى عليها وأحرق مساجدها، ولكنه عاد بسبب مرضه، وجدد الصليبيون هجماتهم على مصر، ونزلت حملتهم على سواحلها وأحرقوا مدينة تينس ونهبوا الفرما ثم عادوا، وفى عام 1167 ميلادى هاجم الصليبيون مصر عن طريق العريش وبلبيس.

وفى العصر الأيوبى كانت سيناء معبرا لجيوش صلاح الدين الأيوبى فى حروبه ضد الصليبيين عام 1187، وتم هزيمتهم فى موقعة حطين، وقد زاد الاهتمام بسيناء وتحصينها عن طريق بناء القلاع الحربية، مثل قلعة الجندى.

وفى العصر المملوكى، عبرت جيوش المسلمين سيناء بقيادة القائد المظفر سيف الدين قطز، لحماية البلاد من الغزو المغولى والتتار، وتم هزيمتهم فى موقعة عين جالوت.

وبعد عام من مجيء الحملة الفرنسية على مصر عام 1799، وجه نابليون بونابرت حملته للشام عبر الطريق الحربى شمال سيناء، ولكن القوات العثمانية كانت قد سبقت لملاقاته، واستولت على قلعة العريش بقيادة أحمد باشا الجزار والى عكا، ودارت على أرض سيناء معركة كبرى واجهت خلالها القوات الفرنسية مقاومة عنيفة من بدو سيناء، ومن أهل مدينة العريش، وبعد حصار استمر عشرة أيام، وتمكنوا من الاستيلاء على العريش، واعتبر الفرنسيون ذلك نصرا فى فتح عكا، وواصلت الحملة طريقها إلى الشام، ولكنها فشلت.

بعد ذلك تراجع الفرنسيون، وشهدت أرض سيناء، وخاصة العريش المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين، وكان ذلك فى أحد معسكرات العريش، ووقعت معاهدة العريش عام 1800، وبذلك انتهت الحملة الفرنسية على مصر.

وبعد تولى محمد على باشا عرش مصر فى بداية القرن التاسع عشر، أعاد بناء جيش مصر فى إطار مشروعه القومى لبناء دولة حديثة قوية فى مصر، وخاض الجيش حروبًا عديدة، وكان طريقه عبر سيناء، أشهرها الحروب التى خاضها ضد تركيا فى الشام.

وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات فى سيناء لخدمة قواته هناك، لتساعد الحملة فى سيرها إلى الشام.

وعندما جاء الاحتلال الإنجليزى على مصر، حاولت بريطانيا استمالة بدو سيناء ضد الحركة العرابية، لكنهم رفضوا محاولة بريطانيا، التى قام بها بالمر عام 1882 وقضوا عليها.

وفى عام 1902 بدأ تيودور هرتزل مساعيه للحصول على موافقة سلطات الانتداب البريطانى فى مصر، لإقامة مستعمرة يهودية فى سيناء، وكان موقف مصر هو عدم التفريط فى شبر واحد من أرضها، وعادت بعثة هرتزل بعد أن مُنيت بالفشل.

وفى عام 1948 اجتاز الجيش المصرى الحدود المصرية الفلسطينية عبر سيناء ودخل فلسطين واستولى على ثلاث مستوطنات، ووصل على بعد عشرين كيلو متر من جنوب تل أبيب.

وعام 1956 بدأ العدوان الثلاثى على مصر، وتحالفت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا ضد مصر، واحتلت إسرائيل سيناء، وأعلن رئيس وزرائها آنذاك، ديفيد بن جوريون، ضم سيناء وقطاع غزة، وعام 1957 بدأ انسحاب قوات إسرائيل من سيناء.

وفى عام 1967 أقامت إسرائيل أول مستعمرة إسرائيلية على أرض سيناء باسم (ناحال يام)، لكن فى نفس العام صدر قرار الأمم المتحدة رقم 242، دعت فيه إسرائيل للانسحاب من الأراضى المحتلة فى يونيو 1967.

ملحمة العبور

فى عام 1973 اجتمع مجلس الأمن بدعوة عاجلة من أمريكا وروسيا لوقف القتال وتطبيق القرار (242) بجميع بنوده فورا، وصدر عام 1974 القرار الجمهورى رقم 811 باعتبار محافظة سيناء، وحدة من وحدات الحكم المحلى، وعام 1975 استعادت مصر آبار بترول سيناء.

وعام 1979 صدر القرار الجمهورى رقم 84 ومحافظات القناة، وتم رفع علم مصر، وعام 1982 رفع العلم المصرى على مدينة رفح بشمال سيناء.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية