رئيس التحرير
عصام كامل

عزيزي المجرم المغفل

عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإنسانية، نتوقع أن يكون النقاش منصفًا ومبنيًا على الحقائق. ومع ذلك، فإن العصر الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بات بمثابة منصة لترويج الأكاذيب والشائعات والأخبار الكاذبة التي تستهدف تحقيق مكاسب شخصية أو تشويه سمعة الآخرين. هذه الظاهرة تمثل تهديدًا خطيرًا للحقائق والمصداقية وتؤثر سلبًا على الحوار العام والمجتمعات.

 

لا يخفى على أحد أن وسائل التواصل الاجتماعي من بين أهم الأدوات التي تمكن المستخدمين من نشر الأخبار والمعلومات. ومع ذلك، فإن هذه القوة العظيمة تأتي مع مسؤولية كبيرة. فقد أصبح من السهل نشر الأخبار الكاذبة والشائعات على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يضعف الثقة في الإعلام ويخلق فوضى معلوماتية.

 

تروج الأخبار الكاذبة في عدة أشكال، بما في ذلك الأخبار الملفقة، والتلاعب بالحقائق، وتضخيم الأحداث، وتحريف المعلومات. تستخدم هذه الأخبار الكاذبة غالبًا للتأثير على الرأي العام وتوجيه التفكير في اتجاه معين. وعلاوة على ذلك، قد يتم استغلال هذه الأخبار الكاذبة لتحقيق مكاسب شخصية، سواء من خلال جذب المزيد من المتابعين والإعجابات أو تحقيق أجندات سياسية أو اقتصادية.

التحقق من الاخبار والمعلومات

للتحقق من صحة الأخبار والمعلومات، يجب اتباع بعض الطرق والإجراءات الحذرة. منها مثلا التحقق من المصدر. تحقق من مصداقية المصدر قبل تداول الأخبار. هل المصدر موثوق؟ هل لديه سجل تاريخي يشير إلى مصداقيته؟ تذكر أن مصادر الأخبار الموثوقة غالبًا ما تكون وتمتلك سمعة جيدة وتلتزم بمعايير الصحافة المهنية.

 

وكذلك قبل تداول الأخبار، حاول التحقق من صحة المعلومات المذكورة فيها. هل يمكن التأكد من الحقائق من خلال مصادر أخرى؟ هل هناك شهود عيان موثوق بهم؟ قم بإجراء بحث مستقل للتحقق من صحة الأخبار قبل القفز إلى الاستنتاجات.

 

قم بتحليل المحتوى بشكل نقدي. هل تحتوي الأخبار على تحيز أو ميل سياسي واضح؟ هل تقدم وجهات نظر متعددة ومتوازنة؟ قم بمراجعة الحقائق المقدمة والحجج المستخدمة وانتبه إلى أي علامات تشير إلى أن الأخبار قد تكون ملتوية.

 

وانتبه إلى أنه يمكن تعديل الصور والفيديوهات بسهولة في العصر الرقمي. قبل أن تأخذ صورة أو فيديو كدليل، حاول التحقق من صحتها من خلال البحث عبر محركات البحث أو استخدام أدوات التحقق من صحة الصور والفيديوهات المتاحة.

 

 حاول الحصول على الأخبار من مصادر موثوقة ومواقع إخبارية معروفة. تجنب الاعتماد على الأخبار المشبوهة أو المصادر غير الموثوقة. وأيضا قبل أن تقوم بمشاركة أي خبر أو معلومة، تأكد من صحتها وتمحورها حول الحقائق. تجنب المساهمة في نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة التي قد تؤثر سلبًا على الأفراد أو المجتمعات.

 

في النهاية، يجب أن ندرك أن قوة وسائل التواصل الاجتماعي لها آثار إيجابية وسلبية. يمكن استخدامها لتعزيز الوعي ونشر الخير، ولكنها أيضًا تحمل تحديات فيما يتعلق بترويج الأكاذيب والشائعات. يجب على الأفراد أن يكونوا واعين ويتعلمون كيفية التحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل أن يصدقوها أو يشاركوها، وعلى الأخير، نحن جميعًا مسؤولون عن الحفاظ على مصداقية ونزاهة الحوار العام.

 

 

وانتبه يا عزيزي، فلا تكن أداة في أياد ملطخة بالدماء، تسعى لاستغلال تعاطفك وحماستك تجاه قضية ما، فتجعلك دون قصد شريكا في جريمة تشويه سمعة شخص أو اغتياله معنويا، أو الترويج لأكاذيب حول مؤسسة رسمية أو اقتصادية.

الجريدة الرسمية