رئيس التحرير
عصام كامل

ثمن دهس كرامة دولة الاحتلال، تداعيات "طوفان الأقصى" مستمرة، خبراء يكشفون لـ“فيتو” أسباب رد الفعل الجنوني للكيان الصهيوني ضد قطاع غزة

غزة، فيتو
غزة، فيتو

ارتباك وذعر مع حالة من الجنون تنتاب الكيان الصهيونى الآن بعد الضربة المزلزلة التى فجرتها عملية “طوفان الأقصى”، إذ خلفت حالة لم تعتد المنطقة عليها منذ حرب عام 1973، وأعادت القضية الفلسطينية إلى ترتيبها الحقيقى، بعد أن أكدت ردود الأفعال أنها الملف المركزى للعرب وقضيتهم الأولى.


وبالرغم من نجاح المباغتة، إلا أن الاحتلال استطاع خلال الأيام القليلة السابقة استعادة توازنه من جديد بدعم ومساندة أمريكية وغربية غير محدودة، إلا أن تداعيات طوفان الأقصى ما زالت مستمرة، ما يثير المخاوف من إمكانية اندلاع حرب شاملة فى المنطقة، خصوصا مع ترقب إيران لحالة جنون الانتقام لتل أبيب داخل قطاع غزة، واستمرار المناوشات بين الاحتلال وحزب الله على الجبهة اللبنانية، بالإضافة إلى بعض الاشتباكات على استحياء فى الجبهة السورية.


من جانبه، قال السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كل الأطراف سواء إيران أو حزب الله أو حتى الولايات المتحدة لا تريد توسع الصراع الدائر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن أمريكا أوفدت وزير خارجيتها ثم أعقبه وزير الدفاع الأمريكى إلى إسرائيل لإرسال رسالتين: الأولى هى محاولة طمأنة الاحتلال والثانية هى التأكيد على أنه لا يوجد داعى لتوسعة الصراع.


وتابع رخا: “بعد أيام قليلة من بدء عملية طوفان الأقصى وظهور حقائق عكس تلك التى كان يروج لها الاحتلال، بدأ الضغط يتزايد على الكيان الصهيونى فى الظهور، ويتمثل فى تنامى رأى عام غربى وتصريحات غاضبة من الشخصيات العامة والكتاب والبرلمانيين ممن لديهم ضمير حر.


كما تزايدت الاحتجاجات التى تدين جرائم الحرب والانتهاكات التى يقوم بها الاحتلال ضد المدنيين والأطفال والنساء فى قطاع غزة، موضحا أن كل هذه العوامل والمؤشرات تضغط على إسرائيل لاحتواء الموقف.


وأشار إلى تزايد الأصوات التى تدعو لوقف التصعيد والتفاوض على هدنة حتى لا تتوسع الحرب، وينعكس ذلك على المصالح الغربية والأمريكية فى المنطقة، سواء على الجانب الاقتصادى أو التجاري.


وأضاف: “يتلخص ذلك فى جولة وزير الخارجية الأمريكى بمنطقة الشرق الأوسط فى محاولة للضغط على جميع الأطراف لإيجاد مخرج للأزمة، مشيرا إلى أن كل هذه التحركات تدل على أن هذا الملف يتجه إلى الاحتواء، والسيطرة على الحرب ومحاولة وقفها.


وعن دلالة تحرك حاملات طائرات أمريكية وبريطانية إلى منطقة الشرق الأوسط، قال رخا حسن إن الحشد العسكرى والسياسى والإعلامى والغربى جاء بسبب قوة الضربة اللى وجهت لإسرائيل عن طريق المقاومة، مضيفا: “طوفان الأقصى” أظهرت هشاشة تل أبيب بالرغم من قوتها وإمكاناتها، إذ استطاعت مجموعة من الشباب وبوسائل بسيطة جدا ضرب أمنها القومى فى العمق وأهدرو كرامتها بطريقة غير مسبوقة.


وتابع مساعد وزير الخارجية السابق: “الغرب كان يشعر بالقلق الشديد على إسرائيل خصوصا خلال الـ 24 ساعة الأولى من عملية طوفان الأقصى، ووضع احتمالات كثيرة لنتائج هذا الظهور الإسرائيلى الضعيف للغاية، وراودته العديد من المخاوف أيضًا بشأن إمكانية استغلال العديد من الأطراف فى المنطقة لهذه الحالة”.


وأضاف رخا حسن: “ذعر إسرائيل الشديد دفع قادة أمريكا وأوروبا لمحاولة إظهار الدعم التام والمطلق لتهدئة وطمأنة الكيان الصهيوني”، مشددا على أن الضربة التى تلقتها إسرائيل كانت فى صميم أمنها ولا يوجد مواطن فى إسرائيل يشعر بالأمان حاليا.


وعن إيران وحزب الله، أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن تحركات طهران وتصريحاتها منذ انطلاق العملية تدل على عدم وجود نية لديها للتدخل فى الصراع كما أن حزب الله لم يتدخل أيضًا باستثناء بعض المناوشات الحدودية المعتادة بينه وبين الاحتلال وهى رسائل ولكنها لن تصل إلى شيء كبير.


واختتم رخا حديثه: “فى تصورى لن يأخذ التصعيد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية مدة طويلة ولن يتم اجتياح غزة بالكامل، بل سيتم اجتياح شمال القطاع فقط كالمعتاد، ولكن المختلف هذه المرة أن الاحتلال سيسعى لتدميره بالكامل وإخلائه”.


وأشار إلى أن إسرائيل لن تسعى للتصعيد بعد أن تكبدت العديد من الخسائر العسكرية والاقتصادية والبشرية، كما أن سمعتها فى العالم تعرضت إلى ضربة كبيرة أيضًا بعد حالة الجنون التى أصابتها والجرائم التى نفذتها فى غزة.


بدوره، أكد الدكتور أشرف سنجر أستاذ العلوم السياسية وخبير السياسات الدولية على صعوبة اشتعال حرب شاملة فى المنطقة، معتبرا أن إسرائيل لا تستطيع فتح أكثر من جبهة خلال فترة واحدة خصوصا فى الوقت الحالى.


وأضاف سنجر: “الولايات المتحدة ستضغط أيضًا من أجل منع سيناريو توسع الحرب أو الاشتباكات خصوصا من جانب لبنان، لكن سنجر أعرب عن مخاوفة من إمكانية تسبب الهجوم البرى على قطاع غزة بالرغم من أنه مستبعد فى إشعال الأوضاع، واصفا الموقف بالخطير.
وأضاف خبير السياسات الدولية أن طهران هى مربط الفرس فى ملف فتح الجبهات، لكن الإيرانيين غير جاهزين للتصعيد خلال الفترة الحالية سواء من خلال حزب الله أو من خلال جبهة سوريا، إلا فى حالة واحدة وهى وجود نيه من إسرائيل للتصعيد.


واستكمل: “الوضع متأزم والهجوم البرى ستكون نتائجه كارثية، مشيرا إلى أن الحرب الشاملة تكون بين دول وأخرى، لكن حال اندلاعها بين إسرائيل وجماعات، سيكون الأمر مؤلم للغاية بالنسبة للكيان الصهيونى.


وأشار سنجر إلى أن سيناريو توسع الصراع إلى حرب شاملة فى المنطقة مستبعد، مضيفا: “ليس هناك رغبة أمريكية أو إسرائيلية أو فلسطينية فى ذلك، مختتمًا حديثه: “مهما حدث فالقضية الفلسطينية سيتغير شكلها فى المستقبل بالتأكيد”.


بدوره قال الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الدكتور معتز سلامة، إن ما يحدث فى الوقت الحالى من تصعيد أمريكى وأوروبى وإرسال معدات عسكرية وحاملات طائرات للمنطقة أمر مبالغ فيه ويحمل دلالات على الاستعداد لصراع وخلق أجواء حرب إقليمية فى المنطقة، مشددا على أن تصاعد الأوضاع يتوقف حاليا على تحركات ومواقف صناع القرار فى إيران وسوريا وجماعة حزب الله اللبنانية.


وتابع سلامة: “أعتقد أن عملية طوفان الأقصى ونجاحها أشبع إلى حد كبير غريزة الانخراط فى هذه الحرب لدى إيران وحزب الله وسوريا”، مشددا على أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية والخسائر الكبيرة التى كبدتها للكيان الصهيونى والتى لم يشهدها الاحتلال منذ حرب أكتوبر 73، أشبعت الأطراف التى تعادى إسرائيل سياسيًا ونفسيًا وعسكريا.


وأوضح سلامة أن توسيع الصراع فى منطقة الشرق الأوسط ليس فى مصلحة إسرائيل أو الغرب خاصة فى ظل اشتعال حرب روسيا وأوكرانيا، مضيفا: “هناك حسابات أخرى لكافة الأطراف المعنية بالأزمة، فأمريكا وأوروبا لا يخططون لإشعال الصراع فى المنطقة خلال هذه الفترة ولكنهم يستهدفون ضبط السلوك الإيرانى، وكذلك حزب الله فى الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل بعمليات انتقامية تعد بالنسبة لهم رد فعل طبيبعى ومطلوب لضبط سلوك حماس فى غزة لسنوات قادمة”.


وأضاف: موازين المنطقة والظرف العالمى والحرب الأوكرانية والمواجهة الأمريكية مع الصين، كل هذه الإشكاليات لن تدفع واشنطن والغرب للدخول فى حرب إقليمية أخرى فى الشرق الأوسط.


وأشار إلى أن رغبة أمريكا وأوروبا فى استكمال سياسة التطبيع بين الدول العربية والخليجية والكيان الصهيونى فى المنطقة يحد أيضًا من بقاء الصراع مشتعلا، لاسيما أن ما يحدث يخدم سياسة حماس وحزب الله وإيران الرافضة التطبيع مع إسرائيل.


وأكد أن الدعم الغربى محاولة لإشباع رغبة إسرائيل فى الانتقام، ولكنه لن يتركه مطلق الأيدى لقتل المزيد من المدنيين ومحاولة طرد السكان من قطاع غزة، مشددا على أن جميع الأطراف ليس لديها مصلحة فى الحرب الشاملة الآن.


وأوضح أن إسرائيل نفسها ليس لها مصلحة فى الزج بحزب الله إلى الصراع، وفتح جبهة جديدة، كما أن حزب الله أيضًا غير مستعد لمواجهة انهيار كامل حال الدخول فى حرب مع إسرائيل، بجانب أن سوريا أيضًا اعتادت على الهجمات الإسرائيلية خلال الفترات السابقة وليس لديها رغبة فى مواجهة شاملة مع الاحتلال.


وأوضح أن ضربة حماس كانت خروجا عن الوضع والمزاج العام فى المنطقة، والذى كان يتجه لتطبيع العلاقات، ومع ذلك دول المنطقة لن تنخرط فى حروب تدفعها إليها جماعات أو فصائل مهما كان حجمها أو دوافعها خصوصا فى الفترة الحالية، فحسابات الدول تختلف عن حسابات الجماعات والفصائل رغم عدالة قضيتها.


واستطرد سلامة: ما بعد 7 أكتوبر سيكون مختلفا عما قبله بالنسبة لفلسطين، إذ مهما حدث فى غزة خلال الفترة المقبلة، هناك مشهد جديد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية شئنا أم أبينا.


واختتم الخبير فى مركز الأهرام للدراسات: “المشهد سيختلف كثيرًا خلال الأيام المقبلة خاصة بعد إشباع الاحتلال رغبة الثأر لديه، إذ من المتوقع سيادة تفكير عقلانى من جديد، يركز على أسباب وجوانب ما حدث فى 7 أكتوبر، لاسيما أن ما حدث أثبت أن القضية الفلسطينية ما زالت قلب الصراع فى المنطقة العربية وقضيته المركزية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية