رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل لأصحاب الفخامة (16)

واقع الضربة الموجعة التي وجهتها فصائل المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، لم يفقد الكيان الصهيوني توازنه فحسب، بل امتد لأغلب قيادات الإدارة الأمريكية والعالم الغربي، لدرجة أصابتهم بالارتباك، جعلت قراراتهم وتصريحاتهم أشبه بالهوس و"الهرتلة" والحديث الهزلي الذي لا يخرج عن إنسان عاقل.

* رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي

 

قلت خلال الأسبوع الماضي، أنك سمعت من إدارة الرئيس بايدن أنه يبدو أن هناك فشلا استخباراتيا، ثم عدت وقلت نصا: "لسنا متأكدين تماما كيف أخطأنا، ولسنا متأكدين تماما كيف أخطأت إسرائيل".. يعني من الآخر حضرتك تايه ولا عارف ولا عندك معلومة، ولم تستوعب حجم الفشل الذى أصاب إدارتكم.

 

ولم تكتف بذلك، بل أطلقت تصريحا كاذبا ومرتبكا حاولت فيه الوقيعة بين مصر والأشقاء العرب، قلت فيه نصا: "إن مصر حذرت الإسرائيليين قبل 3 أيام" رغم أن معلومات بمثل هذه الخطورة من المستحيل أن تتاح لمثلك. غير أنك دللت على كذبك بالقول نصا: "غير أننا لا نعلم إلى أي مستوى وصلت تلك المعلومات".. نصيحة يا سيد ماكول "غير الصنف".

 

* الإسرائيلي إيدي كوهين

 

رغم أنك لا تشغل موقعًا رسميًا، ولا تعد سوى باحث بمعهد بيجن، إلا أن تغريدتك على موقع "×" التي دعوت فيها الفلسطينيين إلى الهروب من غزة في اتجاه مصر، عكست جليا المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وتنفذ ما يعرف بـ صفقة القرن بإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء بالمنطقة التي تمتد من العريش حتى الجنوب بعرض 24 كم.

 

سيد كوهين.. رغم كل المجازر التي ارتكبتموها في غزة، ودعواتكم لسكانها بإلاخلاء والاتجاه جنوبا، إلا أن ما لا تعلمه أنت ونتنياهو وكل المتطرفين الإسرائيليين، أن الانحياز والتعاطف المصري مع القضية الفلسطينية شيء، والحفاظ على الأمن القومي لمصر شيء آخر على الإطلاق..

 

أي أن تصفية القضية لن يكون أبدا على حساب مصر، وأن الموقف الشعبي والرسمي من مخططكم واضح وثابت، وعكسته المواقف الرسمية والشعبية خلال الأيام الماضية.. "ورحمة أبويا لا بتحسوا ولا عندكوا دم".

 

* الرئيس الأمريكي

انحيازكم السياسي والعسكري العلني لإسرائيل، وبخسكم المفضوح لحقوق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم وقصيتهم، عكس وبوضوح مدى سيطرة اللوبي اليهودي على صناعة القرار الأمريكي، وأكد أنك وإدارتك مجرد صور لا تحكم.. 

 

وأصبح لا مجال لحديثكم المغرض عن حقوق الإنسان في العالم، الذي بات مفضوحا، ولا يحمل سوى شعارات جوفاء تحوي في باطنها إجراءات عقابية لكل من يخالف أهواءكم وأهواء إسرائيل. سيد بايدن.. "وغلاوة نتنياهو عندك، ما في حد عاقل في الكون مقتنع أنك صحيا ولا ذهنيا ينفع تحكم نجع، مش أكبر قوة في العالم".

 

* رئيس الوزراء البريطاني

تأييدك وحكومتك المطلق لإسرائيل يعكس مدى تمسككم بالفكر الاستعماري العفن والمعهود عن بريطانيا منذ عقود، ودعمكم للكيان الصهيوني سياسيا وعسكريا -رغم معاناة الشعب البريطاني نتيجة لدعمكم غير المحدود لأوكرانيا- يؤكد أنكم كنتم ومازلتم وستظلون ذيلا لأمريكا.. صدقا سيد سوناك "نكن لكم نفس مشاعركم نحونا، والله وأكثر".

 

* الرئيس الفرنسي

أعلنت انحيازك لإسرائيل، وأكدت على حقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الفصائل الفلسطينية التي وصفتها بالإرهابية، دون أن تتطرق كرئيس لدولة ترفع شعار الحريات، لشرعية الاحتلال الإسرائيلي، أو حقوق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال والتهجير والبطش والقتل والتنكيل طوال نحو 75 عاما.

 

سيد ماكرون.. "عفوا إن صارحتكم بأن المحنة الحالية كشفت عن الوجه الحقيقي لأغلب حكام الغرب وأنت منهم، مجرد ذيول واتباع لسيدكم الأكبر في واشنطن".

 

 

* صناع القرار في إيران

الأمريكان يتهمونكم علنا بدعم حماس ماديا وعسكريا والتخطيط لعملية طوفان الأقصى، غير أنه -طبقا لتصريحاتهم المرتبكة- لا يمتلكون دليلا أو معلومات استخباراتية حتى الآن.. "من القلب، إن كنت بالفعل دعمتم وخططتم فلكم كل التحية، ونرفع لكم القبعة".

الجريدة الرسمية