رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده، الأمير فيصل يدخل دمشق ويعلن قيام المملكة العربية السورية

جنود الثورة العربية
جنود الثورة العربية الكبرى، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1918، نجحت ثورة الأمير فيصل على الدولة العثمانية، ودخل دمشق على رأس القوات العربية والإنجليزية وأعلن قيام المملكة العربية السورية بأقطارها الأربعة المقسمة بين الإنجليز والفرنسيين.

 

كواليس نشأة المملكة العربية السورية 

منذ القرن التاسع عشر كانت الدولة العثمانية تعيش مرحلة من التدهور والانحطاط؛ فمن ناحية الاقتصادية اعترف الصدر الأعظم بإفلاس الدولة مرتين ما جعلها مضطرة للاستدانة من البنوك الأوروبية بفوائد مرتفعة، وفقد القرش العثماني 78% من قيمته بين عامي 1814 و1839.

 

 وسط هذا التخبط عانت سوريا من انعدام الأمن بين المدن ما ساهم في تقليص حجم التجارة الداخلية، كما انهارت الزراعة مشفوعة بهجمات قطاع الطرق على القرى، والعوامل الطبيعية المختلفة، فضلًا عن الضرائب الزراعية الباهظة.

 

 فتح نظام الامتيازات الأجنبية المجال أمام البضائع الأوروبية لاجتياح الأسواق المحلية، فاعتبر مسؤولًا عن انكماش الموارد المالية للسلطنة واندثار الحرف وتراجع الصناعات الزراعية والخزفية، وهجرة السكان فضلًا عن ازدياد الضرائب العامة، حتى بلغ معدل ارتفاعها ثلاثة عشر مرة على الفرد الواحد خلال قرن واحد. 

 

 يتفق المؤرخون أن هذا الوضع لم يدفع القصر السلطاني إلى ضبط نفقاته التي كانت تساوي ثلث واردات الدولة، أو تقليص مصاريف الجيش، أو تفادي الحروب المتكررة التي كان يخوضها ما أدى إلى تفجّر عدد من الثورات فاندلعت انتفاضة حلب عام 1850 وانتفاضة حوران عام 1852 و‌كسروان عام 1854.

 

على الصعيد الثقافي، كانت الأمية والجهل متفشيان في الولايات الشامية خلال تلك الحقبة، وعلى الصعيد الإداري، فإن الولايات السورية العثمانية كانت تسند في الغالب لولاة أتراك وغالبًا بدافع إبعادهم عن العاصمة إسطنبول للحد من نفوذهم السياسي.

 

في عام 1832 وقعت سوريا تحت حكم إبراهيم باشا نائبًا عن أبيه والي مصر محمد علي باشا، وعلى الرغم من عدم التفاف جميع السوريين حول قيادته وشخصه إلا أن حكمه القصير شهد إصلاحاتٍ هامة، حيث اعتمد اللغة العربية في التعليم بدلًا من اللغة التركية العثمانية، وأسس ثلاث كليات على حساب الدولة في دمشق وحلب و‌أنطاكية، ونشّط الزراعة بإعفاء المزارعين من الضرائب تسع سنوات في حال استصلاحهم أرضًا بورًا.

 

 كذلك اهتم بمزارع الأبقار والحرير، وبنى على ضفاف نهر الفرات وحول حلب قرى لتوطين البدو، كذلك أدخل البريد وأنشأ مجالس للإدارة المحلية من أبناء البلاد.

 

انتهى الوجود المصري عام 1849 بعد صراع طويل مع الدولة العثمانية تدخلت القوى الأجنبية لتحجيم محمد علي مقابل بقاء حكمه وذريته على مصر، وعادت سوري لما كانت عليه، فاختفت قرى البدو قرب حلب والفرات ولم يعد ثمة أثر لمزارع الأبقار، كما انخفض عدد أنوال الحرير من خمسين ألفًا إلى ألفين وخمسمائةٍ فقط.

 

وبعدما كانت البلاد تصدّر المنسوجات القطنية خلال حكم محمد علي أصبحت تستوردها، لكن النهضة الثقافية التي أسسها محمد علي وابنه إبراهيم في سوريا وضعت بذرة النضال والرغبة في الاستقلال، حيث  تأسست الجمعيات السياسية التي تشبه في أيامنا المعاصرة الأحزاب السياسية.

 

طالبت هذه الجمعيات بالإصلاح وإطلاق الحريات العامة وباللامركزية. نظريًّا كانت الدولة تتقبل الإصلاح ومطالب الجمعيات والمثقفين غير أن التغيير كان بطيئًا ومثقلًا بسياسة الاتحاديين التمييزية.

 

ونتيجة هذه العوامل وأمثالها عقدت الجمعيات العربية مؤتمر باريس عام 1913 والذي طالب بالمساواة و‌اللامركزية على غرار سويسرا و‌الولايات المتحدة والاعتراف بالعربية لغة رسمية وعدم أداء الجندية الإلزامية (الجهادية) خارج أراضي الولايات العربية. 

 

صادق السلطان في 1913 على مقررات المؤتمر، لكن الرأي الأخير في الدولة حينها كان للعثمانيين فأدت مماطلتهم وتسويفهم، ثم الأحداث الدولية بانفجار الحرب العالمية الأولى إلى إجهاض أي إصلاحٍ أو مساواةٍ منشودة.

 

اشتعال الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين في سوريا 

في  1916 أقدم جمال باشا حاكم سوريا على إعدام أربعة عشر رجلًا من وجهاء سوريا في بيروت ودمشق فكانت تلك أكبر قافلة للإعدام، وشكّلت حافزا للأمير فيصل لإعلان الثورة، فتوجّه إلى الحجاز ومن مكة وأعلن ثورة العرب على الحكم العثماني ومعه ألف وخمسمائة جندي وعدد من رجال القبائل المسلّحة، ولم يكن لجيش فيصل مدافع فقدّمت له بريطانيا مدفعين ساهما في تسريع سقوط جدة والطائف وتوجه منها إلى العقبة.

 

اشتكبت القوات العربية مع القوات العثمانية في معركة فاصلة قرب معان وأسفرت المعركة عن شبه إبادة للجيش السابع التركي وكذلك الجيش الثاني، وسقطت معان وفي 1918 سقطت عمان  ثم درعا ليهرب الوالي العثماني وجنده ويغادروا دمشق إيذانًا بزوال حكم العثمانيين عنها.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية