رئيس التحرير
عصام كامل

هل زيارة قبر الرسول واجبة، تعرف على الإجابة

هل زيارة قبر الرسول
هل زيارة قبر الرسول واجبة للحاج أو المعتمر،فيتو

  مع بدء شهر ربيع الأول  يدور التساؤل حول  حكم زيارة قبر الرسول خاصة مع إعلان العديد من شركات السياحة عن أسعار عمرة المولد النبوي زيارة قبره الشريف وفي هذا الموضوع نتعرف معكم على حكم زيارة قبر الرسول بين  الإباحة والمنع فإلي التفاصيل

صحة أحاديث زيارة قبر النبي.. من زارني كنت له شفيعا ولم يزرني فقد جفاني
هل زيارة قبر الرسول واجبة للحاج أو المعتمر

 

حكم زيارة قبر الرسول

 أجمع المسلمون على استحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى ذلك جرت سيرتهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، من صدر الإسلام إلى عصرنا هذا.

 

 ابن تيمية خالف إجماع الأمة

لكن جاء ابن تيمية في القرن الثامن وخالف عامة المسلمين، وقال لا يستحب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا غيره! وأن من نوى زيارتها ولو بخطوة، ولو من داخل المسجد يعد عاصيًا، فإن كان ناويًا التوسل إلى الله بأصحابها فهو مشرك، واجب القتل مهدور الدم!

وأوضح أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة لمن مر به أو كان بمسجده أو وصل المدينة، لكن الذي لا يجوز هو السفر لأجل زيارة القبر، إذ لا يجوز شد الرحال لقصد مكان إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، 

وأشار إلي أن السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلها مخالف للسنة ولإجماع الأئمة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية.

مستدلا بحديث: " اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. " فهو حديث ثابت رواه مالك في الموطأ وغيره، وهناك أحاديث كثيرة صحيحة بمعناه. وهو دليل على حرمة قصد قبره للعبادة والصلاة والدعاء عنده والاستغاثة به.

 

ورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:4/484 على ابن تيمية بالقول: (فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلًا مسلمًا مصليًا على نبيه فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط. فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه عشرًا. 

ولكن من زاره صلوات الله عليه وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسنًا وسيئًا، فيُعَلَّم برفق والله غفور رحيم. فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم والصياح وتقبيل الجدران وكثرة البكاء، إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلَّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فشد الرحال إلى نبينا (ص) مستلزمٌ لشد الرحل إلى مسجده، وذلك مشروعٌ بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم ذلك).

وقال الحافظ الممدوح في كتابه (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة) ص51 ـ 54: (كلام الأئمة الفقهاء في استحباب زيارة القبر الشريف: (قال الإمام المجمع على علمه وفضله أبو زكريا النووي: (واعلم أن زيارة قبر رسول الله (ص) من أهم القربات وأنجح المساعي، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحبابًا متأكدًا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته (ص)، وينوي الزائر مع الزيارة التقرب وشد الرحل إليه والصلاة فيه. (المجموع:8 / 2 4).

 

السعودية توقف تصاريح زيارة النساء قبر الرسول وتقصرها على الرجال فقط - بوابة الشروق - نسخة الموبايل
هل زيارة قبر الرسول واجبة للحاج أو المعتمر

 

اقرأ أيضا:

هل ضحايا الكوارث والزلازل الطبيعية شهداء، تعرف على آراء العلماء

وقال أيضًا في الإيضاح في مناسك الحج: (إذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله (ص) لزيارة تربته (ص) فإنها من أهم القربات وأنجح المساعي، وقد روى البزار والدارقطني بإسنادهما عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): (من زار قبري وجبت له شفاعتي) (ص214).

وعلق الفقيه ابن حجر الهيتمي على الحديث فقال في حاشية الإيضاح: الحديث يشمل زيارته (ص) حيًا وميتًا، ويشمل الذكر والأنثى، والآتي من قرب أو بُعد، فيستدل به على فضيلة شد الرحال لذلك وندب السفر للزيارة، إذ للوسائل حكم المقاصد. (ص 214 حاشية الإيضاح).

وقال الإمام المحقق الكمال ابن الهمام الحنفي في شرح فتح القدير: (المقصد الثالث في زيارة قبر النبي (ص): قال مشايخنا رحمهم الله تعالى من أفضل المندوبات. وفي مناسك الفارس وشرح المختار: إنها قريبة من الوجوب لمن له سعة، ثم قال بعد كلام ما نصه: والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر النبي (ص) ثم إذا حصل له إذا قدم زيارة المسجد، أو يستفتح فضل الله سبحانه في مرة أخرى ينويهما فيها، لأن في ذلك زيادة تعظيمه وإجلاله (ص).

وقال محقق مذهب الحنابلة أبو محمد بن قدامة المقدسي: (ويستحب زيارة قبر النبي (ص) لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): (من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي) وفي رواية: (من زار قبري وجبت له شفاعتي)، رواه باللفظ الأول سعيد، ثنا حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر).

 

 دار الإفتاء المصرية

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أجابت علي سؤال في هذا المضمون جاء نصه كالآتي: يقول السائل: يزعم بعض الناس أنَّ السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين؛ وذلك مثل شد الرحال لزيارة قبر نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وغيره يُعدُّ بدعة؛ فنرجو منكم بيان الرأي الشرعي الصحيح في هذا الأمر؟

وأجابت بالقول: دعوى أنَّ نية السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين مثل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وغيره بدعة، وأنَّ هذه زيارة غير شرعية، كلامٌ مبتدع ليس عليه دليل صحيح، ولا يؤيده معقول صريح، بل هو مذهب خالف به صاحبه ما تتابعت عليه الأمة سلفًا وخلفًا من تعظيم النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأن حرمته في حياته البرزخية كحرمته في حياته الدنيوية؛ ذلك أن زيارة القبور مشروعة باتفاق الأئمة؛ فهي مستحبة باتفاق العلماء، وإنما كرهها مَن كرهها للنساء لرقة قلوبهن وعدم قدرتهن على الصبر؛ ودليل الاستحباب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَزُورُوا الْقُبُورَ؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي رواية غيره: «زُورُوا الْقُبُورَ؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ»، ويُستَثنَى من كراهة زيارة النساء عند الجمهور زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه يُندَب لهن زيارتُه، وكذا قبور الأنبياء غيره عليهم الصلاة والسلام؛ لعموم الأدلة في طلب زيارته صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وإذا كانت زيارة القبور مشروعة فإنَّ شدّ الرحال إليها بالسفر إلى أماكنها مشروع أيضًا؛ لأن وسيلة المشروع مشروعة، وشد الرحال كناية عن السفر والانتقال، والسفر في نفسه ليس عبادة ولا عملًا مقصودًا لذاته في أداء العبادات، وقد اتفق علماء الأصول على أن الوسائل لها أحكام المقاصد؛ فإذا كان الحج واجبًا فشد الرحال للحج واجب، وإن كانت زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبور الصالحين والأقارب وعموم المسلمين مستحبة فيتعين أن يكون شد الرحال لزيارتهم مستحبًّا، وإلا فكيف يُستَحبُّ الفعل وتحرُم وسيلتُه! وأمّا قوله صلى الله عليه وآله وسلم -المرويِّ في "الصحيحين" وغيرهما-: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى» فخاصٌّ بالمساجد؛ فلا تُشَدُّ الرحال إلا لثلاثة منها، بدليل جواز شد الرحال لطلب العلم وللتجارة.

 

وقد اتفق العلماء على هذا الفهم، حتى عدُّوا ما نُقِل عن ابن تيمية من تحريم شد الرحال لزيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاذًّا مخالفًا للإجماع والله سبحانه وتعالى أعلم.

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية