رئيس التحرير
عصام كامل

أغرب من الخيال ! (2)

السطور التالية لا يمكن استيعابها إلا بعد قراءة الجزء الأول وكان بمقال الأمس الأربعاء.. وفيه توقفنا عند استئجار بلطجية اقتحموا منزل الأم ليلًا.. ولأنها أستاذة جامعية لا تعرف بتدبير بناتها، لذا ظنت أن المقتحمين لصوص يريدون سرقتها فقاومت حد طاقتها، لكن سمح ذلك بتنبه الجيران ممن حاولوا التدخل.. 

 

لكن قبل سؤال البلطجية عما يجري بالضبط وإلي أين يحملون الدكتورة وبهذه الطريقة، بل ويبدو عليها آثار العدوان الوحشي الذي جري.. لكن قبل ذلك بثوان ظهرت إحدي بناتها وأبلغتهم أنها مريضة ولا تريد العلاج وأن هؤلاء يساعدونها!


إرتاب الجيران مما شاهدوه ولكنهم توصلوا إلي رقم هاتف ابنها الذي ترك كل شيء، وجاء علي الفور وبالفعل لم يجد أمه في البيت، ولم يصل إلي معلومة واحدة من إخوته، فأدرك أن ملعوبًا في الأمر فأبلغ الشرطة علي الفور!


القانون يلزم الأجهزة الأمنية بعدم التحرك في بلاغات الاختفاء إلا بعد مرور يومين والمبرر هو احتمال غياب المختفي بإرادته.. كأن يسافر أو يترك بيته لخلافات ما..  فقرر الابن البحث عن والدته بنفسه !
 

ومن مستشفي إلي آخر.. ومن عيادة خاصة إلي أخري وبسباق مع الزمن وجد أمه في أحد المشافي.. قبلها وقبل رأسها ويديها ومسح دموعها وطمأنها وأخذها وانصرف!


بعد ساعات كانت النيابة العامة تمارس عملها وكان هو أمام السيد وكيل النائب العام الذي أمر علي الفور بفتح ملف التحقيق في الأمر، وأمامه قال إن امه أستاذة جامعية مرموقة وفي كامل قواها العقلية وإنها مثال للأم الصالحة، وكانت كذلك زوجة صالحة تحملت عبء بيتها.. وزوجها وأولادها.. 

 

لم تستعن بخادمة وكانت تعطي محاضراتها الجامعية بالبلد العربي الشقيق، وترعي زوجها المريض وتقوم بكل احتياجات أولادها الستة، وترعي والديها وإخوتها.. زوجت الجميع وجهزت بيوت بناتها وأقامت لهن أكبر أفراح شهدتها العائلة، وبما يفوق الميراث لذي تركه الأب، ولم ترد تقسيمه إلا بحضوري حتي لا تأخذني الظنون..

القبض على الجناة

كان الابن يحكي ووكيل النائب العام يتماسك حتي لا تندفع دموعه ليتمكن من القيام بواجبه، لكنه أمر أيضا -ليحسم الأمر- بإعادة توقيع الكشف الطبي علي المجني عليها، وقد كان.. جاء التقرير لينفي مطلقا معاناتها من أي أمراض نفسية أو عقلية، بل أكد علي كامل سلامتها ولكنها مصابة بكسر في الترقوة، وسجحات وإصابات أخري متفرقة من جسدها فضلا عن صدمة نفسية مما جري!


علي الفور أمر وكيل النيابة بضبط وإحضار بناتها الخمسة، وكذلك معرفة البلطجية الثلاثة، وأخذ أقوال الجيران وقد جاءت متطابقة مع كاميرات المنزل!


معلوماتنا أن الابن لم تتوقف دموعه منذ مقال الأمس.. رغم معرفته بكل مافيه.. وهنا يبدو مطلبه الأساسي من النشر وهو المحاكمة العاجلة.. يقول إن أمه لم تزل في فترة المرض، ولو أمتد الوقت ربما عادت وسامحت الجناة ولكنه يريد القصاص العادل.. 

 

ويؤكد: حق إخوتي في الثروة والمواريث ثابتة بحكم القانون ولا أطمع في شيء.. اللهم الثأر لأمي وما جري لها، ولم تكن تستحق ذلك ويكون جزاؤها ذلك بعد أربعين عامًا وهبتنا فيها روحها ببطء وبكامل أريحيتها ورضائها وسعادتها وبابتسامتها التي لم تتوقف قط!

 


محامي عام المنيا أمر بإحالة المتهمين إلي المحاكمة برقم ٢٢٣٦ / ٢٠٢٣ جنايات المنيا (نمتلك كافة أوراق الموضوع بما فيها التقارير الطبية وربما ننشرها بعد حكم القضاء) والتهم: الاختطاف والتزوير والترويع والاعتداء وإحداث الإصابات المذكورة وسرقة محتويات منزل وأوراق ملكية ومصوغات ومجوهرات.. ويبقي الأمل بإنزال الستار بالعدل علي واحدة من أغرب قضايا العصر!

الجريدة الرسمية