رئيس التحرير
عصام كامل

جمال شقرة.. شاهد شاف كل حاجة!

اعترف له محمد نجيب أنه لم يقل الكثير مما نسب إليه عن الضباط الأحرار والاعتراف الأخطر هو ندمه علي تعاونه مع جماعة الإخوان ضدهم! وروي كيف التقاه في مكان تحفظه مع سكرتير وطباخ وسفرجي وسيارة وسائق وليس كما كذبوا في إعلام الجماعة وحلفائها لتشويه ضباط الجيش -والجيش نفسه- وجمال عبد الناصر تحديدا! بل ويؤكد: كتاب كنت رئيسا لمصر ليس فقط لم يكتبه نجيب بل صدر أصلا دون معرفته! 

 

اعترف له -علي الجانب الآخر- الإرهابي عمر التلمساني بالتحالف مع محمد نجيب وكيف أن تقديراتهم الانتهازية -وهي انتهازية دائمًا وخاطئة دائمًا أيضًا- دفعتهم للتخلي عنه نظير مكاسب لوحت بها  الثورة التي سرعان -وبذكاء بالغ- استبعدتهم ونجيب معا مما دفعهم للانتقام بمحاولة اغتيال ناصر في المنشية كما قال له قيادي إخواني إرهابي آخر هو حسن عشماوي!

 


أنه -ومع حفظ الألقاب في العنوان- مؤرخنا الكبير الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس.. الذي التقي وحاور عصابة الإخوان ونجيب ليس للثرثرة ولا لصناعة عناوين مثيرة في بعض الصحف.. إنما كضرورة لرحلته العلمية للحصول علي رسالتي الماجستير والدكتوراه والتي دارت -فيما دارت- عن تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد ودور الجماعة فيها وعلاقتها بالثورة حتي هزيمتها نهائيا في مواجهتها وضباطها ثم عودتها للعمل السياسي في السبعينيات!


إنها -إذن- نتائج البحث العلمي الموضوعي.. حيث المصدر والوثيقة وشهادة الشهود وليس الهمبكة وحواديت قبل النوم والتسالي لأفاقين أراذل نصبوا أنفسهم مؤرخين ومؤرخات علي طريقة غناء فريد شوقي في فيلم بداية ونهاية!

  
الحديث الرائع الممتع -هذا-  كان ضمن حلقات برنامج الشاهد للصديق العزيز الدكتور محمد الباز علي شاشة إكسترا.. ضمن شهادات مختلفة علي العنف في نصف قرن! الحلقات كلها تستحق المتابعة.. والدكتور جمال شقرة كان يستحق حلقة أخري.. ليصحح ويشرح للناس تاريخهم.. فينقيه وآذانهم وعقولهم مما تسرب إليها!

 


من لم يشاهد الحلقة فليشاهدها.. وإلا فقد ارتضي أن يفوته الكثير.. ولكن تبقي الحقيقة التي نبشر بها منذ سنوات: كل ما كتب من روايات النصف قرن الأخير كان سياسة وليس تاريخا.. والتاريخ الحقيقي سيكتب كاملا ومن جديد!

الجريدة الرسمية