رئيس التحرير
عصام كامل

حين تتداعى جدران الأمان

أن تفقد أحد والديك، مهما كنت راشدا، ويظن الناس أنك لست في احتياج إليه، تظل في الحقيقة منذ المولد إلى الممات في أشد الاحتياج الى عطفه وحنانه، ومن ثم فإن فقدان هذا الاحتواء، بل فقدان الوالدين سويا، بلا شك مصيبة لا يكتوي بنارها إلا من تجرع كأس مرارتها.

 

خلال شهر واحد فجعت زميلة فاضلة برحيل والدتها الكريمة، ثم أعقبها بحوالي ثلاثة أسابيع، تضاعفت الفاجعة ليرحل والدها الكريم، وكأن الأكرمين أبيا أن يسكن أحدهما التراب دون الآخر، رفقة العمر، وسند الحياة، من كانت تحلو به الايام، وتواجه به صعاب الدنيا ومشاقها.

 

فجعت الزميلة العزيزة، في فقد والدتها ثم والدها خلال شهر واحد، فما وجدناها إلا كما عهدنا دائما، صابرة محتسبة، راضية بقضاء ربها، لم تقل إلا ما يرضيه سبحانه، رغم أن المصاب أليم والفقد موجع.

 

ربما لا يشعر بمرارة هذا الفقد إلا من تداعت جدران الأمان القوية من خلفه، فمادت الأرض من تحت أقدامه، ليفقد اتجاه البوصلة الصحيح، وقد رحل روحا الحياة وبهجتها، وسبقا إلى رحاب الله، على أمل اللقاء بهما، فى جنات النعيم بإذن رب العالمين.

 

 

خالص العزاء للأستاذة الكريمة الصابرة المحتسبة، وندعو الله أن ينزل السكينة على قلبها ويلهمها ويلهم أسرتها الصبر والسلوان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الجريدة الرسمية