رئيس التحرير
عصام كامل

غليان واضطراب!

يواجه كاتب العمود اليومى الحيرة أحيانا في اختيار الأمر الذى يكتب عنه عندما يكون هناك ما يستدعى الكتابة عنه.. وهذا ما واجهته اليوم.. فهناك زيارة البرهان لمصر ولقائه مع الرئيس السيسي في العلمين الذى قالت بعض التحليلات إنه تطرق إلى حماية الجيش السودانى مناصرى البشير..

 

وهناك  لجوء وزيرة الخارجية الليبية المعزولة نجلاء المنقوش إلى تركيا بعد انكشاف أمر لقائها السرى مع وزير خارجية اسرائيل الذى انتقده الموساد بتسريب خبر هذا اللقاء، وإن لم يستبعد قيام الدبيبة بذلك لكسب تأييد شعبى في الانتخابات المقبلة.. 

 

وهناك أيضا التعنت الإثيوبي الذى ما زال مستمرا ورفض إبرام اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل سد النهضة، مع استئناف المفاوضات مجددا بين مصر والسودان وإثيوبيا التى جرت بالقاهرة.. وهناك كذلك بدء محاكمة خمسة مصريين في حادث طائرة زامبيا بمفاجأة غريبة وهى اتهامهم بالتجسس ولا حديث عن الذهب والأموال والأسلحة التى سبق أن تحدث عنها رئيس زامبيا شخصيا! 


وهكذا كلها أمور وأحداث تستدعى تناولها بالكتابة والتحليل لأنها ليست من الأمور والأحداث العادية.. فما بالك بالمسؤول عن دولة تتأثر بما يحدث في الدول المجاورة لها، بل والبعيدة عنها أيضا، مثلما تأثرنا بالسد الاثيوبى.. والمسئول عن الدولة هنا لا يملك ترف الاختيار مثل الكاتب هنا.. 

 

أى أن عليه أن يتعامل مع كل هذه الأمور معا في وقت واحد ويتخذ الموقف المناسب الذى يحقق مصلحة البلاد.. ولذلك يكون لدى المسئول هنا مساعدين ومستشارين وأجهزة منوط بها أن تبحث وتدرس  لدراسة الأحداث واختيار المواقف المختلفة للتعامل معها. 
 

 

والمثير أن عالمنا حافل بالأحداث العديدة.. ففي روسيا حادث سقوط طائرة زعيم فاجنر، وفي أمريكا الإعلان عن  بدء محاكمة ترامب لتدبير انقلاب على الديمقراطية!.. وفي فرنسا أزمة التواجد في النيجر وأفريقيا كلها.. وفي ألمانيا أزمة تراجع اقتصادى يهدد بالإطاحة بها من عرش أوروبا 
وهكذا العالم في حالة غليان، ومنطقتنا في حالةَ اضطراب!    

الجريدة الرسمية