رئيس التحرير
عصام كامل

إدمان علاقة!

التعلق بشيء، بشخص، بمكان، بكل ما تهواه النفس، وتستدعيه الروح، يجعلنا في حالة وهم، نتصور معها أننا في حب، لا يمكن الفكاك منه أو التخفيف من وطأة إحساسنا الطاغى بالشخص، بالشيء بالمكان..


فهل هو حب؟ بل هو فخ مغلق الأركان شديد الإحكام. حين نتعلق بشخص، نقع أسرى لمشاعر غير حقيقية، بل هى مؤقتة، رغم إحساسك طول الوقت أنها عبودية دائمة، ولو أدرك العاشق السجين إشارات العقل، وتسريبات القلب احيانا، وإنتبه لها لثوان، لهرول إلى طبيب يسعفه ويحرره، وكما ينادي الأسير بالحرية، ستنشد عند طبيبك التخلى عما سكنك وإحتل كل أجاء روحك وبدنك.

 

هل يستطيع كل من سجنه حب أو عشق، لإمراة، أن يتحرر؟ بل هل أستطيع أنا كامرأة أن أتحرر من المجال الكهرومغناطيسي لرجل أعلم تماما أنه يخدعني، وأنه كاذب من طراز رفيع؟ 

 

تختلف المقدرة، لكن المقاومة واجبة، والحرب لابد أن تكون في اتجاهين. تلك هي الوصفة القاتلة التى خرجت بها من جدل استمر لساعات مع صديق مولع بعلم النفس: لماذا لا استعبده أنا؟ لماذا لا أجعله في مجالى أنا؟


صحيح أن الحياة تحتاج إلى المغامرة، فتأتى ما تعتقد أنك تحقق ذاتك بإنجاز ما تصورت يوما أنه خارج نطاق قدراتك.. لكن الحقيقة أن التعلق سراب، وقيد يعطل حركة الحياة، ويحبس الروح، وحين نقرر أن نجرب التخلي نرتعد خوفا، ونتراجع، لكن هنا مكمن المرض. خذ قرارك الآن وفورا، وحطم قيودك.


إن أول خطوة نحو الحرية هى أن تغادر الآن، وليس قبل دقيقة واحدة من الآن، منطقة الاعتياد Comfort Zone. الآن وقد غادرت هذه المنطقة، ستفاجئك أعراض الانسحاب، فلا تخف ولا تجزع.. أنسيت أنك أصلا مدمن؟


الاعتراف بالمرض هو نصف الشفاء. اصطبر على الأعراض، وسوف تحصل على نسختك المجددة القوية، قد تجلت لك في أعماقك، تتهيأ لتتطور أمام الجميع.

 


الحب حرية. التحرر مسافة بين القطبين المتطرفين: الحب والعشق! ابن سينا عرف الحب وعرفه، ففى كتابه القانون في الطب قال أنه حالة من المناخوليا، أي الجنون والهوس بشخص ما. لمنع حالة المناخوليا لابد أن نصاب بها معا، فالحب منحة ربانية، والتعلق التباس شيطاني !

الجريدة الرسمية