رئيس التحرير
عصام كامل

عاجل لأصحاب الفخامة (6)

* مجلس الوزراء

منذ عدة سنوات قررتم -دون دراسة- القيام بدور المقاول والدخول إلى سوق العقارات، وشرعتم فى بناء ملايين الوحدات السكنية الجديدة، على الرغم من عدم وجود أزمة إسكان فى مصر - طبقًا لبيانات الجهاز المركزى للإحصاء - التى أكدت فى 2017 أنه يوجد فى مصر ما يزيد على 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة، أى أن الأمر لم يكن يحتاج لأكثر من تشريع يغرى الملاك ببيع أو تأجير تلك الوحدات.

الغريب أنكم تماديتم فى الخطأ، وشرعتم ضمانا لتسويق عقاراتكم فى وضع شروط مجحفة جمدتم بموجبها حركة البناء فى مصر، والقيتم بنحو 15 مليون من العاملين بالبناء والمهن المرتبطة بها جبرا إلى طابور البطالة، وحرمتم البلاد من مليارات الجنيهات كانت تشكل رقمًا فى دورة رأس المال فى السوق المصرى.. 

 

وعندما أردتم التعديل أرسلتم في يناير بمشروع تعديل أجوف على قانون البناء رقم 119 لسنة 2008 إلى مجلس الشيوخ واضطررتم لسحبه بعد أيام.. لكم الفخر أمام التاريخ أنكم وصلتم بأقصى طموح المصرى أنه يأكل ويشرب.

 

* الدكتور مصطفى مدبولى

رمضان عبدالعزيز بسيونى الوكيل.. مواطن من عامة الشعب المطحون من قرية قليشان مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة، تعرض قبل عدة سنوات للإصابة بطلق خرطوش أدى إلى تشويه ملامح وجهه، لدرجة أن فمه وأنفه تحولا فعليا إلى قطعة واحدة بعد إجراء نحو 35 عملية جراحية داخل مصر.

 

المواطن الضحية ملأ الدنيا صراخا ولم يترك مسؤولا إلا وخاطبه، لعله يجد مغيثا بعد الله يحيى أمله الوحيد فى العلاج بالخارج، غير أن الجميع أداروا له ظهورهم ومعهم وزير الصحة الذى يعلم كامل تفاصيل الحالة، غير أنه تجاهل الأمر خشية فشل العملية وارتفاع تكاليفها.. 

 

أعتقد أن أقل مبادئ الإنسانية تقتضى التعامل مع رمضان مثل عشرات المسؤولين والفنانين الذين لم تتردد الدولة فى علاجهم بالخارج.. المساواة يا دكتور.

 

* وزير الزراعة

الهيئة العامة للغذاء والدواء بإحدى الدول الخليجية أصدرت منذ أيام بيانا حذرت فيه المواطنين من شراء أو تناول بامية مجمدة تحمل علامة تجارية مصرية، نظرا لاحتوائها على حشرات، ونصحت المستهلكين بضرورة التخلص مما لديهم من المنتج، مؤكدةً أنها تعمل بالتنسيق مع الشركة المستوردة والجهات المختصة على سحب المعروض منه بالأسواق، ومنع دخوله للمملكة مرة أخرى..

 

معالى الوزير، إهمالكم يضرب الصادرات الزراعية المصرية فى مقتل، لاسيما أن هذه ليست المرة الأولى التى تقوم فيه دولة بمنع منتج زراعى مصرى، يصحبه فضيحة إعلامية بجلاجل لمصر فى الخارج.. ربنا يرزقكم وموظفى الحجر الزراعى بطاجن بامية موحوح من البامية اياها.

 

* وزير الصحة

عندما يصل حجم الاستهتار بالمرضى إلى حد قيام طبيب يشغل موقعا نقابيا مرموقا، إلى القيام بإجراء 3 جراحات لمرضى مجتمعين وفى توقيت واحد، ويموت أحدهم نتيجة لخطأ طبى جسيم، فنحن أمام واقعة لا تعنى سوى تفسيرين لا ثالث لهما..

 

إما أن الطبيب مهمل ومغرور ولابد أن يحاسب، أو أن المنظومة الطبية فى مصر وصلت لقمة العبث وبات لا قيمة لحياة المريض لدى الأطباء، وهو ما جسدته للأسف حالة الشاب المرحوم "هشام محمود عبداللطيف الشرقاوي".

 

المريض دخل مستشفى النخبة الخاص بالزقازيق، لتركيب وصلة من الأورطى لشرايين الساقين، تعرض خلالها لكم هائل من الصبغات وأدوية التخدير أدت لنقص الأكسجين بالدم، وفشل كلوى حاد، تبعه فتق جراحى بجدار البطن، أدى لخرج الأمعاء لأسفل الجلد.. 

 

ثم تسمم بالدم أدى لتوقف عضلة القلب، بعد أن خرج من العمليات دون تركيب رايل بالفم أو وصلة ثلاثية بالرقبة، أو متابعة حالته حتى ولو بتحليل واحد، داخل مستشفى يفتقر لأقل الإمكانيات لإجراء مثل هذه الجراحات..

 

معالى الوزير، يا ترى الموقع النقابى للطبيب المغرور سوف يمنعكم من التحقيق فى جريمة موت "هشام"، أم ستنتصرون لحقوق المهنة والمواطن؟!، حنشوف.

 

*الشركات الكبرى والبعد الإنسانى


الكيانات الكبرى فى دول العالم المتقدم تعمل وفق منهجين، الأول ظاهر يتمثل فى ما يراه الناس من منتج أيا كان شكله أو مضمونه، والآخر باطن يتمثل فى أن للمجتمع الذى تعمل وتتربح منه حقوقا يجب الوفاء بها، بعيدا عن الالتزامات التى تفرضها الدول من رسوم وضرائب.

 

 

وإقدام إحدى الكيانات الإعلامية الكبري في مصر على التبرع بكامل عائدات أحد المهرجانات الكبرى لصالح مبادرة حياة كريمة خطوة مشكورة، جسدت - دون مجاملة - البعد الإنسانى غير المرئى لفكر الكيانات المحترمة تجاه مجتمعاتها، أتمنى أن تكون بداية ونموذجا تحتذى به كل المؤسسات الكبرى لمساندة الدولة فى توفير حياة أكثر آدمية للفقراء فى هذا البلد.. أقسم أن عشر ما يتم إنفاقه على مظاهر الترف لدى بعض رجال الأعمال ينقذ ملايين الفقراء.

الجريدة الرسمية