رئيس التحرير
عصام كامل

القمح يهدد دول أفريقيا بأزمة غذاء.. بوتين: روسيا قادرة على مد القارة السمراء بالذهب الأصفر.. وتوقعات بارتفاع واردات مصر إلى 11 مليون طن

الإنتاج العالمي من
الإنتاج العالمي من القمح، فيتو

شهدت أسعار القمح المستورد انخفاضات خلال الفترة الماضية في السوق المحلي، عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا  قادرة على مد دول أفريقيا بالحبوب والقمح، كما أنها مستعد لتقديم القمح مجانًا إلى 6 دول في القارة الأفريقية في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر مقبلة.

أسعار القمح في السوق المصري

وعقب الإعلان الروسي، تحول المنحنى السعري للقمح في السوق المحلي للانخفاض، بعد فترة ارتفاع دامت عدة أيام عقب إعلان روسيا الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وانخفضت أسعار القمح في الأسواق المحلية الأحد الموافق 13 - 8 - 2023 بنحو 600 جنيه، حيث سجل سعر قمح أوكراني 11.5% نحو 12200 جنيه، قمح روسي 11.5% بسعر 12250 جنيهًا، قمح أوكراني 12.5 % بسعر 12350 جنيها، قمح روسي 12.5% بسعر 12400 جنيه.

أسعار القمح والدقيق في الأسواق، فيتو

أسعار الدقيق في الأسواق

وشهدت أسعار الدقيق في السوق المحلي أيضًا انخفاضات عقب القرار الروسي، حيث بلغ سعر دقيق مستخرج 24 نحو 15550 جنيهًا، دقيق مستخرج 27 نحو 15750 جنيهًا.

أسعار القمح غير مستقرة منذ ما يقارب الشهر

وعالميًا؛ تمر أسعار القمح بحالة من عدم الاستقرار في السوق العالمي، الذي يتأرحج صعودًا وهبوطًا متأثرًا بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي جعلت أسعار الحبوب «على صفيح ساخن»، في ظل مخاوف عالمية من نقص الحبوب وعلى رأسها القمح، بالرغم من التوقعات بوفرة الإنتاج خلال الموسم الحالي.

ويعد هذا التوقيت من كل عام وفقًا لخبراء الاقتصاد، هو التوقيت المثالي لانخفاض أسعار القمح سواء في السوق العالمي أو المحلي، وذلك بالتزامن مع مواسم حصاد القمح عالميًا.

 وفي تعاملات بورصة شيكاغو للسلع ارتفع سعر القمح في بداية يوم 7 أغسطس بنسبة 3.4 % إلى 6.545 دولار للبوشل (نحو 27.2 كيلوجرام)، قبل أن يجري تداوله بسعر6.4725 دولار للبوشل بحلول الساعة الواحدة و55 دقيقة ظهرا بتوقيت سيدني.

وانخفضت أسعار القمح في الاسواق العالمية، ليسجل 653.75 سنت أمريكي للبوشل، مسجلة تراجعًا قدره 10 سنت، إذ افتتحت تعاملات القمح خلال جلسة التازل يوم 11 أغسطس عند 664.5 سنت أمريكي للبوشل.

«الفاو» تؤكد ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية خلال يوليو الماضي

ووفقًا لمؤشر منظمة الأغذية والزراعة  « الفاو » لأسعار الأغذية، الذي سجّل المؤشر ارتفاعًا طفيفًا في يوليو لأسعار الأغذية الرئيسية، إذ ارتفعت الأسعار الدولية للقمح بنسبة 1.6 %، مسجّلةً بذلك أول زيادة من شهر إلى آخر خلال تسعة أشهر، مدفوعة بشكل أساسي بالوضع المضطرب إزاء صادرات القمح من أوكرانيا بعد قرار الاتحاد الروسي الخاض بوقف تنفيذ مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، فضلًا عن الضرر اللاحق بالبنى التحتية للموانئ في أوكرانيا المطلّة على البحر الأسود ونهر الدانوب على السواء.

وأشارت «الفاو» إلى أن  الظروف الجافة المستمرة في كندا والولايات المتحدة الأمريكية زادت من الضغوط على أسعار القمح. 

توقعات بزيادة إنتاجية القمح في عام 2023، فيتو

توقعات زيادة إنتاجية القمح تعزز من تراجع أسعاره

في الوقت نفسه، مازالت أسعار القمح خلال هذه الفترة أقل بنسبة 20% تقريبًا عن مستواها في بداية عام 2023 معززة بتوقعات المحصول الجيد في الدول الرئيسية المصدرة للقمح مع ارتفاع المخزونات العالمية.

حجم الإنتاج والاستهلاك العالمي من القمح خلال 7 سنوات ( 2017 – 2023)

وفي «الإنفوجراف» التالي، نستعرض حجم الإنتاج والاستهلاك العالمي من القمح خلال 7 سنوات، وفقًا للتقرير الإحصائي الصادر عن موقع «ستاتيستا» الأمريكي.

في البداية يحتل محصول القمح المرتبة الثانية في قائمة أكبر محاصيل الحبوب في العالم زراعة وإنتاجا على مستوى العالم، بحجم إنتاج قدره  784 مليون طن في (2022 / 2023) .

وخلال الـ 7 سنوات الماضية، تخطى حجم الاستهلاك العالمي ما يتم إنتاجه في 4 سنوات، منهم آخر 3 سنوات ماضية:

حجم الإنتاج والاستهلاك العالمي من القمح خلال 7 سنوات

 

وتتوقع روسيا زيادة في الإنتاج خلال الحصاد الثاني لمحصول القمح الذي يبدأ خلال الفترة الحالية، الأمر الذي عزز من تخطيها الهند في احتلال المرتبة الثانية في قائمة أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم 2023، وجاءت القائمة كالتالي: 

أكبر 10 دول منتجة للقمح في العالم 2023 هي:

  1. الصين: 135 مليون طن متري
  2. روسيا.: 104.2 مليون طن
  3. الهند: 103 ملايين طن متري
  4. الولايات المتحدة الأمريكية:  50.7 مليون طن متري
  5. فرنسا:  40 مليون  طن متري
  6. كندا: 34 مليون طن متري
  7. أوكرانيا. 29.17 مليون طن متري
  8. استراليا: 26 مليون طن متري
  9. باكستان. 25 مليون طن متري
  10. تركيا:  19.5 مليون طن متري

 يشار إلى أن الطن المتري Metric Ton يعادل 1000 كجم أي ما يعادل 2204.6 رطل Pounds يطلق عليه رسميًا Tonne.

مصر أكبر مستورد للقمح في العالم

فيما جاءت مصر  في المرتبة الأولى باعتبارها أكبر مستورد للقمح في العالم في (2019 / 2020) بنحو 12.8 مليون طن، بينما سجل حجم استيراداها في (2021 / 2022) نحو 12.2 مليون طن، وانخفضت واردات مصر من القمح إلى نحو 9.5 مليون طن في عام 2022.

توقعات بارتفاع وارادات مصر من القمح العام المقبل

وتوقعت شبكة المعلومات الزراعية العالمية الصادر عن دائرة الزراعة الخارجية بالوزارة الأمريكية، ارتفاع واردات مصر من القمح في عام ٢٠٢٣/٢٠٢٤،  بنسبة ٣٪ لتصل إلى نحو ١١ مليون طن.

أسباب اضطراب تجارة القمح في مصر

وأشارت دائرة الزراعة الخارجية بالوزارة الأمريكية خلال تقريرها إلى أنه بالرغم من التوقعات بارتفاع وارادات مصر من القمح إلا أنه سيظل أقل من متوسط ١٠ سنوات،  وذلك بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن الأزمة الدولارية التي تواجه الاقتصاد المصري، التي تسببت في اضطراب تجارة القمح في مصر «وفقًا لوصف شبكة المعلومات».

هل تستمر انخفاضات أسعار القمح في السوق المحلي؟

وكل ذلك يطرح سؤالًا رئيسيًا هل تستمر أسعار القمح في الانخفاض في السوق المحلي، نع الحفاظ على مخزون آمن أم تواجه مصر موجة ارتفاعات في أسعار القمح ومشتقاته؟

توريد القمح للصوامع، فيتو

ارتفاع  المخزون الاستراتيجي من القمح الى 6 أشهر

وطمأن  طارق حسانين رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، المواطنين بشأن مخزون القمح في مصر، مؤكدًا ارتفاع  المخزون الاستراتيجي من القمح ليكفي احتياجات 6 أشهر بعد نجاح الموسم الحالى، مع ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي للصوامع الحكومية بسبب زيادة سعر القمح المحلى لـ 1500 جنيه للطن.

تعاقد وزارة  التموين على شراء 360 ألف طن قمح مستورد

وأشار إلى تعاقد وزارة  التموين والتجارة الداخلية على شراء 360 ألف طن قمح مستورد، وأن ذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية  باستمرار تأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية كافة خاصة القمح المخصص لإنتاج الخبز البلدي  المدعم.

وأوضح «حسانين» أنه بالرغم من إعلان روسيا الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود  إلا أن الحكومة ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية نجحت في توفير وتأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية كافة.

توقعات باستمرار انخفاض أسعار القمح خلال الفترة المقبلة

يقول الدكتور أحمد غريب، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن أسعار القمح في السوق المصري في تراجع ملحوظ، خاصة عقب إعلان روسيا توجيه 10 مليون طن قمح للقارة الأفريقية مجانًا.

وأشار «غريب» في تصريح لـ «فيتو» إلى أن أسعار القمح بدأت في الاستقرار والتراجع عالميًا، خاصة وأن هذا هو التوقيت المثالي لانخفاض أسعار القمح، حيث يعد هذا التوقيت موسم الحصاد للدول المنتجة للقمح، وعليه انخفضت أسعار القمح ومشتقاته في السوق المحلي، ومن المتوقع أن تستمر الانخفاضات خلال الفترة المقبلة.

السودان ومصر «القمح مقابل الأسمدة والكهرباء »

ومع كل أزمة تواجه العالم تجد مصر مخرجًا منها، إذ مع زيادة المخاوف من شحية الحبوب وخاصة القمح مع اشتداد الصراع الروسي الأوكراني، الذي أوجب ضرورة البحث عن دول أخرى لاستيراد القمح، فلماذا لا تكون هذه الدولة السودان الشقيق.

 ويقول الدكتور عادل الفكي، المدير العام السابق لمركز المعلومات بوزارة المالية السودانية، أن  مصر تستورد 12 مليون طن من القمح سنويًا، يمكن للسودان توفير هذه الكمية بسهولة من أراضيه، وأن هناك دراسات تفصيلية لتحقيق ذلك قامت بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بتحديد الأرض وكمية المياه اللازمة لإنتاج الكمية المطلوبة من القمح.

وأضاف أن مصر تمتلك مصادر جيدة للأسمدة والكيماويات الزراعية، فضلًا عن إمتلاكها مراكز بحوث التقنيات الزراعية المتقدمة، وواحدة من أفضل تقنيات الري المحوري والري بالتنقيط، إلى جانب امتلاكها مصادر طاقة كهربائية تتفوق على احتياجاتها.

وأشار «الفكي» إلى أن  واحدة من صيغ التعاون الاستراتيجي ما بين السودان ومصر يمكن أن تكون «الأسمدة والتقانة والكهرباء مقابل القمح».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية