رئيس التحرير
عصام كامل

رياضة وكراهية!

اخترع البشر المنافسات الرياضية لتكون بديلا للصراعات، لكن رغم ذلك تحولت الملاعب الرياضة إلى ساحة لتبادل الكراهيةَ وسقط فيها وعلى أبوابها جرحى وقتلى! وحدث ذلك لأننا أغمضنا أعيننا على بعض التصرفات والأحداث الصغيرة لبث الكراهية فى ميدان الرياضة فأضحت أعمالا غير صغيرة ومؤثرة، فزادت الكراهية في الأوساط الرياضية أكثر، والكراهية دوما هى وقود أى عنف!

 
صحيح أن مشكلة الكراهية في ميدان الرياضة عالمية وليست مشكلةَ مصرية فقط، إلا أننا لم نكترث بتصرفات وأفعال تنطق بالكراهية للآخرين، وكلام يحض على الكراهية لهم حتى صرنا نعانى ربما أكثر من غيرنا من ممارسة الكراهية في الرياضة.

 

فنحن ما زلنا حتى الآن نضع سقفا لأعداد الجمهور الذى يسمح له بحضور المباريات ولا نترك ذلك لسعة مدرجات الملاعب التى تجرى فيها المباريات.. ونحن أيضا مازلنا نمنع اقامة بعض المباريات في ملاعب معينة!

  
وهذه المشكلة أيضا لم تعد تقتصر على اختراق خطاب الكراهية ميدان الرياضة فقط، وإنما صارت هناك صناعة للكراهية كان للرياضة فيها نصيبا أيضا، كما صار كذلك لدينا صناع متخصصين للكراهية يمارسون صناعاتها من خلال برامج رياضية ومؤتمرات صحفية ومداخلات تليفزيونية،
وصار صناع للكراهية يروّجون للتعصب ويحضون على الصدامات بين لاعبى وجماهير الأندية المتنافسة في كرة القدم وألعاب الصالات أيضا!

 

 فنحن الآن لسنا إزاء خطاب للكراهية تمكن من اختراق  الملاعب الرياضية، وإنما نحن أمام صناعة للكراهية في مجال من مجالات الحياة المفروض أنه يشجع على المحبة والمودة والتعاون والمشاركةَ  وقبول واحترام الآخر هو مجال الرياضة.

 
هنا الأمر بات يحتاج لمواجهة حاسمة للتخلص من صناع الكراهية في الساحات الرياضية، بلا مواءمات وحسابات عطلت فرض حكم القانون ومنحت صناع الكراهية في مجال الرياضة فرصة لممارسة عملهم الشرير.

 

 

إن تطهير الساحات الرياضية من صناع الكراهية أمر واجب وضروري لحماية الرياضة التى المفروض أنها تهذب النفوس وتنشر المحبة والاحترام بين الناس بعضهم البعض.. وسلاحنا لتحقيق ذلك هو القانون.. ووقتها سوف يعود الاطمئنان إلى ملاعبنا ومدرجاتها وسوف نستمتع بمنافساتنا الرياضية ونسعد بها حقا، وسوف يختفى السلوك العدوانى منها.

الجريدة الرسمية