رئيس التحرير
عصام كامل

خبيرة شئون أفريقية تكشف الأسباب الحقيقية لفشل إثيوبيا في إدارة السدود

د. نجلاء مرعي، أستاذ
د. نجلاء مرعي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فيتو

كشفت الدكتورة نجلاء مرعي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وخبيرة الشئون الأفريقية، عن الأسباب الحقيقية لفشل السلطات الإثيوبية في إدارة السدود هناك، قائلة: بالفعل، هناك حالة من الارتباك في تشغيل السدود الإثيوبية، والسودانية أيضا، نتيجة زيادة المياه أمام سد تاكيزي.

وأرجعت فشل السلطات في أديس أبابا في تشغيل السدود والاستفادة منها إلى الحرب الأهلية، وعوامل أخرى.

حرب تيجراي وتدمير محطة الكهرباء

وتضيف، في تصريحات خاصة لـ "فيتو": يقدر الخبراء كمية المياه المتجمعة في موسم الأمطار هذا العام بأكثر من 800 متر مكعب، في الوقت الذي لم يتم فيه استخدامها في توليد الكهرباء؛ نتيجة الحرب الداخلية مع تيجراي، والتي استمر لنحو عامين، من نوفمبر 2020 إلى نوفمبر 2022، وانتهت باتفاق بريتوريا بجنوب أفريقيا.

وتلفت د. نجلاء مرعي الانتباه إلى قيام الجيش الإثيوبي بتدمير محطة الكهرباء في إقليم تيجراي أثناء الحرب، فيما وصف بأنه "وصمة عار" للحكومة الفيدرالية؛ حيث إنها تعمدت إظلام الجانب الآخر من الأقاليم الإثيوبية المناوئة لها.

وتوضح أن هناك عملية تفريغ تحدث سنويا بدءا من شهر إبريل إلى يونيو، تمهيدا لموسم الأمطار الجديد، والذي يستمر لشهور ثلاثة؛ يوليو، وأغسطس، وسبتمبر.

 

الإجراءات الأحادية في مرحلتي التخزين والتفريغ

وتضيف خبيرة الشئون الأفريقية: أن إثيوبيا لا تزال تتخذ الإجراءات الأحادية في مرحلتي التخزين والتفريغ في سد النهضة من حيث الكمية، والتوقيت؛ ما أدى إلى التخبط في تشغيل السدود الإثيوبية، وبالطبع لا ننسى الملء الأول، في يوليو 2020، والذي تم دون الاتفاق مع دولتي المصب؛ مصر والسودان، حيث تعرضت أراض سودانية للإغراق، وتوقف محطات مياه الشرب في السودان.

وتشيد باتخاذ الحكومة المصرية لمزيد من الإجراءات تجاه تشغيل السد العالي، وتحديد مساحات محددة للمحاصيل الزراعية المستهلكة للمياه، مثل الأرز، مع استنباط سلالات جديدة تستهلك كميات ضئيلة من المياه، وتطوير نظم الزراعة والري، وإعادة استخدام مياه الصرف بعد إعادة تدويرها.

 

الملء الرابع لسد النهضة

وبصفة عامة فإن الكميات المنصرفة والقادمة لمصر ستصل للسد العالي كأول إيراد هذا العام، ومصر لن تتأثر، بل سوف تستفيد.. لكن المشكلة أنه بعد هذا التفريغ سيكون هناك الملء الرابع لسد النهضة، وكالعادة بدون موافقة مصرية. 

وتشير إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، أعلن مؤخرا أن الأحداث في السودان ستعوق المفاوضات، رغم أن المفاوضات متوقفة منذ أبريل 2021 في العاصمة الكونغولية كينشاسا، عندما رفضت إثيوبيا وثيقة الكونغو، والتي كانت تقضي برسم خريطة زمنية لمفاوضات سد النهضة.

 

سوء النية لدى حكومة أديس أبابا

وتؤكد د. نجلاء مرعي أن الملء الرابع سيتم بالرغم من أنه 15 سبتمبر أصدر مجلس الأمن بيانا رئاسيا يدعو فيه الأطراف إلى الالتزام بالمفاوضات بحسن نية ووضع إطار زمني معقول لصياغة نص اتفاق قانوني ملزم، مشيرة إلى أن التعنت الإثيوبي لا يعكس فقط اللامبالاة وانعدام المسئولية تجاه الضرر الذي سيلحق بمصر والسودان، ولكنه يجسد سوء النية لدى حكومة أديس أبابا، والتحدي السافر للإرادة الدولية.

وتقول إن خطورة هذا السد سياسية أكثر منها تنموية أو اقتصادية، فإثيوبيا قامت بتسييس ملف المياه للاستحواذ على النيل، وتحقيق الأهداف المستترة والاستراتيجية ببيع المياه، والتعامل على أنها سلعة.

 

 الأجندة الإثيوبية

وتعتمد الأجندة الإثيوبية على إقحام تقاسم المياه، رغم أن ملف تقاسم المياه غير موجود في اتفاق المبادئ الموقع في عام 2015.. مضيفة أن إثيوبيا تستخدم باستمرار تكتيك المظلومية التاريخية، وكأن مصر هي المسئولة عن تأخرها، رغم أن توليد الكهرباء من السدود الأخرى أمر قائم بالفعل، لكن ما يعرقل حقيقة العملية التنموية هناك واستغلال موارد المياه التي لا تقل عن 900 مليار متر مكعب هو الحروب الأهلية بين الإثنيات والقوميات الإثيوبية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية